Monday, August 3, 2015

راندي الأمريكية تعشق مصر

طباعة


داليا العقاد 
نشر فى : الأربعاء 16 يناير 2013 - 1:30 م | آخر تحديث : الأربعاء 16 يناير 2013 - 1:30 م
بعد أسبوع واحد من وصولها للقاهرة، اندلعت ما وصفته «راندي» الأمريكية، بالثورة المصرية الثانية ضد حكم العسكر، سكنها المؤجر كان قريبًا من ميدان التحرير؛ لذلك عاشت أجواء المظاهرات في مجلس الوزراء وشارع محمد محمود.

ولم توقفها الهتافات الغاضبة والغاز المسيل للدموع والأعيرة النارية، لحظة واحدة، عن أداء مهمتها بكل حب كمدرسة لغة إنجليزية في أحد المراكز المتخصصة، ما شهدته من أحداث لم ينسها سحر نهر النيل وشهامة المصريين، فسجلت ما رأت في كتاب عن حب مصر، أو كما تحب أن تسميها «بلدي الثاني».


زارت راندي-مدرسة لغة انجليزية متقاعدة - نحو 50 دولة، ولكن تظل مصر أهم ذكرى في حياتها، وشعبها بالنسبة لها عائلتها، أول زيارة لها لمصر كانت بهدف السياحة عام 1996 مع زوجها الأمريكي بيل، والثانية في نهاية 2011، لمدة ثلاثة شهور للتدريس، بعدما حدثها أحد الأصدقاء المصريين على الفيس بوك للعودة إلى التدريس، في مركز لنشر الإنجليزية يُسمى SYE.

وتقول راندي، في مقدمة كتابها بعنوان «حلمي للذهاب لمصر تحقق»: "الذهاب إلى مصر كان فكرة عابرة، خاصة مع اعتراض وخوف الأهل والأصدقاء، بسبب عدم استقرار البلد وعدم وجود حكومة دائمة"، مضيفة: "حلمي تحقق وبدأ معه أروع مغامرة وأكثرها إثارة في حياتي".

وتدعو الكاتبة الأمريكان إلى قراءة وفهم الثقافة المصرية والإسلامية، وفقًا لروايتها وليس بناء على ما تذيعه وتنشره وسائل الإعلام والأفلام الأمريكية، فضلاً عن الانفتاح على ثقافات الآخرين، مطالبة إياهم بألا يحكموا على الشعوب بسبب معتقداتهم ودينهم.

الكتاب ذو 170 صفحة، تظهر فيه «راندي» على الغلاف بصورة كاريكاتورية بريشة صديقها الفنان المصري أحمد سامي، متقدمة بالشكر إلى المرشد السياحي حسن عوض محمود الذي قابلته في رحلتها النيلية إلى الأقصر، موضحة أنها استمتعت بما قاله عن حبه لمصر وتاريخها وآثارها.


وذكرت راندي في كتابها "ليلتان ستبقى للأبد حية في ذاكرتي، ليلة حادثة تسمم المتظاهرين في محيط ميدان التحرير بسبب وجبة مسممة أعطتها لهم سيدة وانتقل على إثرها عشرات المتظاهرين بعربات الإسعاف إلى المستشفيات، وليلة أحداث مجلس الوزراء التي ذهب ضحيتها ما يقرب من 18 متظاهرًا، وجرح أكثر من 120 مصابًا."

وأضافت: "شعرت كأنني في وسط معركة اشتعلت بين المتظاهرين العزل والشرطة العسكرية، وسمعت أعيرة نارية كأنها تطلق أمام السكن، واختنقت بالقنابل المسيلة للدموع، وبكيت طوال تلك الليلتين ليس خوفا من الأحداث ولكن خوفا من سقوط المزيد من الشباب".

وكانت راندي قد ذهبت إلى ميدان التحرير، واقتربت من المتظاهرين لإيمانها بسلمية تظاهرهم وشجاعتهم الفائقة في الدفاع عن مبادئ ثورتهم، مضيفة: "المصريون في ذكرى ثورة 25 يناير 2012، أثاروا إعجابي في إصرارهم على مطالبهم وخروجهم للشوارع في شكل احتفالي سلمي مهيب.

وأكدت راندي في تصريحات خاصة لـ«الشروق»: "جئت لاستكمال رسالة التدريس ولأشارك هذه اللحظة التاريخية لبلدي الثاني"، مشيرة إلى أن لديها مشروعات بمساعدة مصريين في مبادرة لاستصلاح الصحراء في مصر وإفريقيا.
ويذكر أن زيارة الكاتبة تأتي مع اقتراب الاحتفال بذكرى ثورة 25 يناير.