Sunday, August 11, 2013

هل تقبل أن تتزوجني؟




نعم عرضت عليه الزواج... قلت له أمام الكون كله هل تقبل أن تتزوجني؟، مد يداه وأخذ يدي قربها من فمه ولثمها ثم احتواني بين ذراعيه لأيام وشهور.. شعرت أن الزمن توقف وأن سهام النقد تنتظرني فكيف يمكن أن تبادر أنثي في مجتمع شرقي بطلب الزواج؟.

ثمانية عشر يوما أبحث عنه بين وجوه العاشقين والحالمين، نظره واحده من عينيه تكفي لأن أعيش في الجنة طوال العمر، آهاتي تساوت مع عدد سنين عمري الذي بلغ الثلاثين ، رحلة لم أيأس فيها في البحث عن نصفي الآخر، وجدت فيها الأشواك والرصاص تتناثر من حولي... والدم الأحمر القاني يفيض في الميادين.. وصوت الشيطان ضاحكا يردد هل من مزيد هل من مزيد؟

هل تقبل أن تتزوجني؟
رأيته يومها غاضبا مجروحا من طعنات الدهر الغادرة، ولكنه نظر إلي بحنان كان وسيما ملائكيا الوجه تشع منه أطياف الماضي والحاضر والمستقبل، أنواره تكفي لأن تمد الزمن بالحب والسعادة الأبدية، انتظرت فترة انتصاره ضمني إليه بقوة فكان ودودا وديعا، اتسعت ابتسامته وضحك فكانت ضحكاته مثل قطرات المطر وهبوب الرياح وحركات السحب، وفيضان الأنهار، وتغير الليل والنهار.

 تتبعت حركاته سرت وراءه في الأزقة والشوارع والميادين رأيت القمر بدرا في وجهه ، والشمس تشرق على وجنتيه، والنيل يروي خصلات شعره الناعمة، وجسده الممشوق وتحركاته الثابتة القوية تذكرني بالنخيل الصامدة أمام موجات البحر المتتالية وقت الغروب.

هل تقبل أن تتزوجني؟ عاودت السؤال
التفت وراءه فكنت حارسته الشخصية أحمي ظهره، نظر أمامه فكنت نور بصيرته، وجدني في الصيف أعاهده على أن أبقى معه حتى بعد أن  تخلى عنه الأصدقاء، انتظرني في الشتاء لرعايته من أمراض الانقسام وتكالب الأعداء، وفي الربيع قدمت له زهور إعجابي بصبره وقوته، وفي الخريف كنت أجمع له أوراقه المبعثرة لإعادة نشرها من جديد في كتاب يحكي  تاريخ وطن عرف الحضارة منذ آلاف السنين ، قلبي ظل يحلق فوقه وعند ظله فتحولنا لروح واحدة فتنفسنا نسائم الحرية في يناير.


هل تقبل أن تتزوجني؟ أكرر السؤال بلا ملل
شهر ونصف الشهر أجري وراءك مترقبة أهتف باسمك، أنشد الأغاني والصلوات والأدعية التى رددناها معا، تحملت عطش الحب وجوع الاشتياق لنور عينيك، تركت ورائي المهزومين والجلادين والجزارين والحاقدين والحاسدين ومعدومي الضمير والإنسانية، اقتربت منك حتى تلامسنا وهمست في أذنك  في ليلة مظلمة غاب عنها القمر، واختفى فيها النجوم، وكثر فيها الأشباح والوطاويط التى تسيل الدم من أنيابها لفض اعتصامنا :روحي فداك يا وطن