Wednesday, January 26, 2011

الجدع جدع



Photo: AP

الجدع جدع والجبان جبان بينا يا جدع حنبات في الميدان" أغنية تلقائية خرجت من
 أفواه شباب، احتلوا أمس أكبر ميدان فيكي يا مصر حتى ساعات متأخرة من الليل ، "من ميدان التحرير سيأتي التحرير" كلمات رددها شباب قوي العزيمة لديهم كل دوافع ثورة تونس، "ثورة ثورة حتى النصر" هتافات في كل مكان " وانضموا لينا يا أهلينا " نظرة إلى البيوت على اليمين والشمال، ينزل على إثرها رجال إلى الشارع بحماس بعد أن كانوا يكتفون بالفرجه من الشرفات ".

فتيات يجرين من قنابل مسيلة للدموع، ورجل يسأل: ما الذى أتى بهن هنا في الميدان "يسقط يسقط حسني مبارك" أصوات رفيعة حادة مرددة، خراطيم المياة تحاول النيل النيل منها ، "عايزنها سلمية " إصرار عجيب من الشباب المتظاهرين على الصمود في الميدان، لا يثيرون الشغب، يجمعون القمامة التى تخلفت منهم، يتقاسمون الخبز بينهم ،والعصائر والوجبات توزع بلا مقابل .

رغم الهرج والمرج لا يوجد تحرش لا يوجد سرقات، أطفال الشارع يقفون مع شباب الجامعات ، جميع الطبقات هنا ،السيدة بالجلباب مع الشاب الروش، كأنها هي النداهة انطلقت من منطقة ناهيا، ثم جامعة الدول العربية، ثم شارع البطل أحمد عبد العزيز، وانضم لها متظاهرين من محي الدين أبو العز ،وقبلها شباب من الجيزة وروكسي، انطلقوا في شارع الدقي، ثم الاوبرا ثم التحرير "باطل باطل".

"المارد انطلق من قمقمه " رجل ينظر بفرح الى الشباب ويطلق صرخة مدوية، وبنات وسيدات يجرين في اتجاه المظاهرة ، وحش الخوف لم يعد له وجود، القلوب الشجاعة قذفت في قلوب الشرطة الرعب ، فاخترقوا أكثر من عشر حواجز أمنية بدون ضرب وبدون شتيمة، فقظ اخترقوها بقوة التدافع وكثرتها.

 
غول من البشر ملئوا الشوارع ، على ملامحهم الغضب ، لا تسأل عن دين ولا عن جنس ولا عن صحفيين من مواطنين، مجندون على ملامحهم نظرة أمل كأنهم يقولون لنا امضوا في طريقكم أناره الله لكم، بعضهم في لحظات انتظارهم ذهبوا الى المسجد القريب من ميدان التحرير ليصلوا، وربما قالوا في دعائهم " اللهم اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون"

Thursday, January 13, 2011

هناك بجانب هنا




أين روجيه؟ قالتها بلوعة ، وهي تسأل أحد أفراد الأمن الذين يرتدون زيا مدنيا، كانت ترتجف، ولكن ملامحها ظلت قوية ، ركزت بصرها عليه في لهفة ، محدقة في عيناه تارة وفي فمه تارة أخرى ، تنتظر الجواب، فرد عليها: أخذنا الكاميرا منه، وهو في مشوار "هناك" مع المتظاهرين ،فقالت :وأين أجد هناك؟، فرد أحدهما بسخرية:" هناك" بجانب هنا ...تراجعت إلى الوراء قليلة ، وهي تحاول معاودة الاتصال به للمرة الخامسة، فلم تجد سوى رسالة الكترونية جافة، تشير إلى أن تليفونه المحمول ربما يكون مغلقا، عاودت الاتصال بأحد المسئولين في جريدتها لتبلغهم في حزن عن فقد روجيه مع المتظاهرين أمام نقابة المحامين في رمسيس...تحركت باتجاه نقابة الصحفيين، جلست على سلمها، وفي عينيها بكاء لم ينهمر، وبريق لا ينطفئ، ولسان حالها يردد :تونس أيضا هناك وهي بجانب هنا.



تردد قليلا قبل أن يتصل بها، وكيف يفعل؟، وقد انقطعت الاتصالات بينهما منذ التسعينات، أمسك بتليفونه المحمول، وأخذ يطيل النظر إلى ورقة أمامه يوجد بها رقم وا...اسمها ، لم يكن يصدق أن الصدفة وحدها ستجعله يعثر على رقمها، شعر بحرارة غريبة تسرى في جسمه مع كتابة الرقم الأول، فالثاني طيف من الذكريات عن أماكن جمعتهما معا ، الثالث رائحة عطرها ينفذ إلى قلبه، الرابع مئات من الصور تحكي عن تلامس يدين لم تفترقا، الخامس فالسادس فالسابع فالثامن.. يده ترتعش مع صوت الاتصال، دقات قلبه تتصاعد من كل أنحاء جسده، يهم بغلق السماعة، لكن لهفة الحب تبقيه، فجأة يسمع صوتها، يتلعثم..يخبرها باسمه... فتقول في صرخة مكتومة:وحشتني يا أخي، ثم تنخرط في بكاء حار.



الصورة أفضل من ألف كلمة