Wednesday, July 20, 2011

كائن من المريخ



عجيب جدا موضوع كائن المريخ هذا ، من أول وهلة كان يسبب لي سماعه  موجه من الضحك ، ولكن مع التعمق في قراءة  كتاب جون غراي "الرجال من المريخ النساء من الزهرة"- مكتبة جرير، بدأت أفهم بعض الشيء هذا الكائن الكهفي الغريب.

لم أنته من قراءة الكتاب بعد، فالكتابة عنه في مدونتي سبق فضولي لاستكماله ،فتوقفت عند الصفحة 205، تحديدا عند عنوان " هو يحتاج إلى الثقة هي تحتاج إلى الرعاية"، لو رجعنا فلاش باك حول أهمية قيام فتاة مثلي لقراءة هذا الكتاب فلن أكذب وأقول أنني على علاقة عاطفية أحتاج أن تدوم طويلا.

 ربما لأني اكتشفت فجأة أنني بارعة في إصابة الكائن ذو الخمسة الأصابع بالألم ، أو لأنني حقا لا استطيع التعامل مع أصحاب العيون الثلاثة، أو لأنني أتجاهلهم أكثر من اللازم كأنهم فعلا كما جسدتهم أفلام الخيال العلمي المرعبة وجوههم مخيفة ذات بشرة حمراء، ودمهم أزرق، وأصواتهم مثل نقنقة الضفادع، جلدهم أشبه بجلود التماسيح أو السمك لا أتذكر، كل همهم الدخول في أحشاء النساء لضمان استمرار نسلهم ، وفقا لما عرضته أحد روايات ملف المستقبل لبطلي الوسيم نور الدين محمود في روايات مصرية للجيب.

بعيدا عن التهريج ،كل ما أردته من شراء الكتاب هو أن أفهم الجنس الأخر، لأن الكتاب يلخص وبيقول " لا يمكنك الحياة معهم ولا يمكنك الحياة بدونهم!" وأدينا بنتسلى، ويقول الكتاب أيضا أنه دليل علاقات الحب، طيب لغاية ما ييجي، يتخيل الكتاب أن الرجال أصلا كانوا من كوكب المريخ والنساء كانوا من الزهرة، وقرروا يكملوا مع بعض في كوكبنا الأرض لكنهم نسوا مع مرور الوقت أنهم مختلفين مما زاد التوتر وكثرت الخلافات تصدقوا فعلا ساعات بحس بده.

 ويدلل الكتاب على رأيه الخيالي الواقعي أن الرجال والنساء يتواصلون بطرق مختلفة، وأنهم أيضا يفكرون ويشعرون ويستوعبون، ويكونون ردود أفعالهم ويستجيبون ويحبون ويحتاجون ،ويعبرون عن عرفانهم بطرق مختلفة، بل ويزعم الكتاب أنهم يتكلمون لغتين مختلفتين ويحتاجون الى تغذية مختلفة، طبعا أبناء المريخ بيحبوا يأكلوا لحوم بشرية أو دماء ، مش أنا اللى بقول دول بتوع هوليود الله يسامحهم هما السبب J.

 أغرب ما قرأت فكره أن الكائن المريخي البشع -الوصف الاخير ده طبعا من عندي- بيحب من حين إلى آخر الانسحاب إلى كهفه بالابتعاد عنها،- الأناني -من أجل استقراره  العاطفي والفكري، وبالتالي الست اللى من الزهرة كوكبي صاحبة الدم البارد الذي يتلذذ برؤية دماء بتوع المريخ قد تعتقد أنه بيكرهها ،وتقعد تضرب أخماس في أسداس، وتعض في شفايفها ،لانها تفتكر أنها أصابته بالضيق وأنه بطل يحبها.

أم إيه صحبتنا من الزهرة فجأة تنزل لبئر مظلم حينما تشعر أنها عاجزة ،ووحيدة وغير مدعومة، وتصبح رخمة قوي اسألوني عليها، لكنها سرعان ما تعود الى أعلى في قمة رومانسيتها حينما تشعر بالرعاية والحب والاهتمام.

بيقولك عم جراي ان الرجل مثل الأحزمة المطاطية، عندما ينسحبون يستطيعون الابتعاد عن الستات الذين يكنون لهم طبعا مشاعر جميلة بمقدار معين فقط، قبل أن يرتدوا الى الخلف، ويطلق عليها دورة المحبة الذكرية ، يعني باختصار هما ولاد  لذينا متحولون وو.. أكمل بس الكتاب وأحكي لكم عن الباقي ..انتظروا حكايات أخرى مخيفة عن الرجال حاجة أخيرة لم أقصد السخرية من الرجل أو كاتب الكتاب على العكس أحمل لهما تقدير كبير:)