Monday, August 3, 2015

حوار مع نقابة أساتذة الجامعات بكندا

نائب مدير نقابة أساتذة جامعات كندا: النقابة المستقلة طلبت مساعدة دولية لمواجهة تدخلات الحكومة فى الجامعات
نشر في الشروق الجديد يوم 14 - 04 - 2013

يجب أن تلعب النقابات دورًا أكبر فى رفع وعى المواطنين وتحسين مناخ التعليم 

تعتبر الحكومات دعمنا تدخلًا فى شئونها الداخلية وكثيرًا ما تتجاهل توصياتنا


قال نائب المدير التنفيذى للنقابة الكندية المستقلة ديفيد روبنسون، فى أثناء زيارته للقاهرة لحضور مؤتمر النقابات المستقلة للتعليم، الذى خصص جلسة لمناقشة المشكلات الجامعية فى مصر: إن رئيس النقابة المستقلة فى جامعة عين شمس طلب منه تقديم المساعدة والدعم لمواجهة تدخلات الحكومة المصرية فى شئون الجامعات خلال الفترة الأخيرة.


• ما أهمية عقد مؤتمر يجمع النقابات المستقلة للتعليم فى مصر؟

هناك قضايا وتحديات مشتركة تواجه التعليم العالى فى العالم كله، ومن المهم مشاركة جميع الآراء من المنظمات والاتحادات الدولية التى تهتم بالتعليم، لضمان مستوى تعليمى أفضل، مع الوضع فى الاعتبار أن ما يصلح فى دولة ما قد لا يصلح لأخرى، ونعمل سواء فى منظمة التعليم الدولية أو النقابة الكندية لأساتذة الجامعة، لتقديم الدعم الكامل للمجتمع المصرى ونقل جميع الخبرات لإحداث نقله نوعية فى مصر، وعلى النقابات المستقلة أن تبحث عن حلول تتناسب مع طبيعة المجتمع، لمواجهة ضعف البنية التحتية وزيادة الطلب على التعليم العالى، ومشكلة الكثافة فى المدرجات، ورفع رواتب الاساتذة والموظفين، والوقوف ضد تدخلات السلطة التنفيذية فى شئون الجامعات، والدفاع عن الحريات الأكاديمية بعد عقود طويلة من المعاناة من النظام السابق.


• كيف يمكن أن تمارس النقابات المستقلة فى مصر دورا أكبر فى مواجهة تلك التحديات؟

أنصحهم بزيادة الارتباط بالمجتمع ورفع درجة الوعى بأهمية التعليم باعتباره استثمار طويل الأمد، لأن هناك صورة سلبية فى المجتمع تجاه تلك النقابات لمعارضتها المستمرة للحكومة، وبالتالى لا بد من التركيز على الرأى العام وتوصيل رسائل ايجابية عن دور ومهام النقابات فى الدفاع عن استقلال الجامعة لكسب تعاطفه، ثم التعاون الدولى مع المؤسسات المتشابهة لنقل الخبرات وتقديم الدعم اللازم، وهناك نماذج جيدة للنقابات المستقلة فى جنوب أفريقيا، حيث تمارس ضغوطا على الحكومة ليس لمطالب فئوية فقط، وإنما لتحسين مناخ التعليم بشكل عام بما ينعكس على المجتمع، ويحتاج ذلك إلى مزيد من النضال والسعى المستمر نحو تحقيق تلك الأهداف.


• ما نوع المساعدة التى طلبها منك رئيس النقابة المستقلة لجامعة عين شمس د. خالد سمير فيما يخص استقلال الجامعة؟

طلب منى التدخل بالتضامن والدعم فى القضية المنظورة حاليا أمام القضاء المصرى والتى تتعلق بتقديم تقارير الأداء فى الجامعات إلى وزارة التعليم العالى مقابل الحصول على البدل، وتركت الباب مفتوحا لأن تقارير الأداء ليست معيارا موحدا بكل الجامعات ولا أعلم مدى قانونيتها فى مصر، ولكنى أرى أنه من الأفضل ألا نطلق يد الحكومات فى التدخل فى الشئون الداخلية للجامعات، حتى لو كان بهدف التأكد من ضبط الأداء، فلا نقبل أن يتم هذا فى كندا كشرط مثلا لتقييم الأبحاث أو الحضور، بل يعتبر تدخلا غير مقبولا، حيث يقدم الاستاذ تقريرا سنويا عن أدائه لرئيس القسم، وليس لأى جهة حكومية حق الاطلاع عليه.


• قرأت بعض الحملات التى قمتم بها كمنظمة كندية فى دعم الجامعة الفلسطينية والعراقية، فما علاقتكم بمنطقة الشرق الأوسط؟

المنظمة الكندية لديها أساتذة أعضاء من فلسطين وسوريا والعراق ومصر، ورئيس النقابة المستقلة فى جامعة عين شمس أيضا يحمل الجنسية الكندية، ولدينا علاقات جيدة مع كل الأعضاء حتى بعد مغادرتهملكندا، فضلا عن بعض الاتفاقيات التى نعقدها مع بعض الدول مثل النقابة فى غانا، وفى فلسطين، حيث يتم دعم كل الأكاديميين الذين درسوا فى كندا وعملوا أبحاث، وهم أعضاء فى المنظمة بالتبعية، فالنقابة تحميهم حتى لو عادوا إلى بلدانهم سواء كانوا كنديين أو لا.


• هل تدخلكم يترك صدى لدى حكومات الدول الأخرى؟

المسألة حساسة جدا لأن بعض الحكومات قد تعتقد أننا نتدخل فى شئونها الداخلية، ولكن ما يمكن عمله أن نرسل خطابا إلى الوزير المختص ونقول له نعتقد أن هناك مشكلة ما فى جامعة من الجامعات، وأنه من الأفضل الاستماع إلى صاحب المشكلة، أو اننا نعمل على إيجاد «لوبى» أو مجموعات ضغط تستطيع اقناع الحكومة الكندية بالتدخل، بحسب أهمية وخطورة الموضوع، وغالبا ما نواجه تجاهلا من الحكومات فى رد الفعل، ولكن ننتصر فى النهاية فلدينا قصص نجاح نتجت عن ضغوط مارستها النقابة الكندية ضد اعتقال أحد الأساتذة فى كولومبيا كان متهما بالانضمام إلى منظمة إرهابية، رغم أنه كان يجرى فقط بعض الابحاث على المنظمات الثورية، وانتهى الأمر بالإفراج عنه.


• هل اتخذتم أى موقف تجاه الجامعات المصرية فى السابق؟

نعم، ساندنا الأكاديميين المصريين فى الفترات السابقة فيما يتعلق باستقلال الجامعات، ولكن المشكلة التى كانت تواجهنا فى السابق هى عدم وجود جهة نقابية لأعضاء هيئة التدريس لمخاطبتها، ولكن الآن الوضع اختلف بعد الثورة، وتم تشكيل نقابة مستقلة فى مصر، مما يفتح مجالا أوسع للتعاون.
 

0 comments: