Thursday, December 31, 2009

توته ..توته.. فرغت الحدوته









كان يا ما كان كان في زمان واحدة اسمها توته لديها 3 أولاد و5 بنات توفي زوجها وهي في ريعان شبابها، لكن هذا لم يجعلها تقصر في تربية أولادها ربتهم على الدين والخلق القويم، تفرغت لهم دون أن تفكر لحظة في الزواج أو حتى أن تبد أى اهتمام ببهرجة الحياه الخادعة ، لذلك لم يكن غريبا أن يكون اللون الاسود هو المفضل لديها .




مرحة جدا ملامحها دقيقة جميلة، ووجهها كالاطفال أما ضحكتها فهي مليئة بالحنان، وحضنها واسع يمكن أن يسع الدنيا ومن فيها، وقبلاتها لها صوت محبب الى النفس كما ان لها طابع مميز على الخدين لا يمكن أن يمحوها الزمان.




كانت قضيتها الاساسية العلم وكيف يصبح اولادها في يوم من الايام مواطنين صالحين في بلدهم، لذلك حرمت نفسها من كافة المتع التى تشتهيها أى امرأه في العالم، لتدخلهم أحسن مدارس فكانت نتيجة صبرها وتوكلها على الله أن حقق الله أمانيها بتفوق أبنائها دراسيا وأخلاقيا فالتحقوا بأفضل الكليات،البنت الكبيرة دكتورة والاخ الصغير مهندس ، وبينهما خريجي هندسة و إعلام وتجارة ودار العلوم.




عندما يأت الليل كانت تتألم وتمسح دموعها وهي تفكر كيف ستدبر مصاريف البيت ؟ فترفع كفها بالدعاء وتنظر الى السماء واثقة في قدرته ، فوهب الله لها قلبا خاشعا وعلما نافعا ودعاء مستجاب ، كما أعطاها حكمة الدنيا " أعمل لدينك كأنك تعيش أبدا وأعمل لدنياك كأنك تموت غدا"وتفكير أبدى في الاخرة، اكاد أسمعها الان تردد " أكثر حاجه تخليني أغيير من شخص أنه يكون متدين أكثر منى ويكون ده دافع لي ان أحفظ أيات قرآن أكثر أو أعمل حج وعمرة أكثر".




الطيبة مع الذكاء، الخشونة المغلفة بالرقة مزيج مدهش من المعادلة التى ربت عليها البنات والبنين ، الدلع ممنوع والتسكع في الطرقات ذنب كبير لا تغفره، وياويله يا سواد ليله من تشتكي منه المدرسة أو تكتشف كحكه واحدة في الشهادة.




هذه المعادلة ذات التوفيق الالهي هي من مكنتها من التغلب على الفقر وتعيد اكتشاف الحياه البسيطة دون أن يعوقها أن في ذيلها 8 عيال منهم طفل لم يدخل بعد المدرسة وطفل آخر في المرحلة الاعدادية وبنات في الجامعة طول النهار بيقولوا "يا ماما عاوزين محتاجين اشمعني هما وإحنا لأ"، لكنها نجحت في تربيتهم، لو كنت وزيرة للاسرة لاعطيتها جائزة الدولة التقديرية في التربية والعلوم والثقافة والتحمل فضلا عن قيمة مالية كبيرة.




العيال كبروا صارو دكاترة ومهندسين ومديريين وزوجات وأزواج ناجحين، العائلة كبرت ومسئولياتها كبرت أيضا، وهي ، توته مازالت أرملة محتفظة بحزنها الاصيل على زوجها تنظر لصورته التى تزين مدخل بيتها من حين الى آخر في رضى وصبر وابتسامة تعلم جيدا انه يراها منها، أكاد أجزم انها ليست ابتسامة عابرة، ربما تكون هذه الابتسامة هي الدافع الاول لدي لكي اهدي لها صورتي التى أبدو فيها وسيمة يمكن للمرة الاخيرة في حياتي لا يهم، فأضعها في برواز ذهبي انيق وأقول لها تفضلي يا أجمل توته في الدنيا كلها .




الآن اتذكرها وهي تصفني بـ" ست البنات "، ثم تقول لي تارة "الست الانجليزية" وتارة أخرى "بالصحفية الدنماركية"،عقب كل سفرية أقوم بها ، فضلا عن ذلك تشجعني وتقرأ لي وتدعو لي وعندما أسألها الدعاء تقول "آمال أنا بدعي لمين"، ثم تقول "عقبال ما أشوفك صحفية كبيرة ورئيس تحرير"، تفتخر بالجرائد التى أعمل بها وسط أقاربها وتحتفظ بنسخ منها وتطالبني بالمزيد وتدعو لي بالتوفيق.




لم يكن غريبا أن تكون مثقفة حتى مع كبر سنها، لان هوايتها القراءة، حقا لقد تعلمت منها أن شيب الشعر قيمة كبرى ، لانه يحمل في طياته الحكمة والتضحية والذكاء بدليل انك يمكن جدا ان تتناقش معها في كل الامور بدء من السياسة حتى الاقتصاد والقانون، فتجيب بكل بساطة، عهدى دائما بالجدات المصريات انهن شغوفات أكثر بالراحة والاسترخاء ومشاهدة التليفزيون أو الخياطة لكنها لم تكن مثلهن أبدا لم تكن مثلهن .




لا أعلم كيف اختم الحدوته ،هل عندما أصابها السرطان الخبيث لينهش في عظمها دون أن نتمكن من صده، أم عندما قلت لها يا ماما توته بعدما زادت معاناتها ستصبحين زي الفل فقالت في ضعف من وراء قناع الاكسجين "أنا عايزه أكون مع ربنا أحسن" أم اختم الحدوته عندما طلبت منى أمي أن أتصل بجارتنا لكي اطلب منها الحضور لتقوم بغسلها وتكفينها، أم عندما رأيتها لآخر مرة في حياتي تدخل تابوتا خشبية بني اللون مصيره الدفن تحت التراب؟




سأختم لجدتي توته بالدعاء ولموتي المسلمين وللناس جميعا بالرحمة مردده"إنا لله وانا إليه راجعون"، "أحسبك عند الله شهيدة والقاك في الجنة ان شاء الله مع الصدقين والشهداء والانبياء، يا أحلى توته في الدنيا".
















Saturday, December 19, 2009

صور وبس
















ملحوظة: كل هذه الصور التقطت بعدسة كاميرا داليا العقاد وتم التقاط تلك الصور أثناء زيارتي للدنمارك، الحقيقة الفضل يرجع كله الى أخي العزيز زين لانه عبقري جدا في موضوع الالكترونيات ......حقوق الصور محفوظة لمدونة دقي يا ساعة الجامعة، اعتقد ان هذا ما يقال في مثل هذه المواضيع:) تحياتي

Sunday, December 13, 2009

يا بيئة.. ليست شتيمة




بعد عودتي من كوبنهاجن أصبح لدى وعي واهتمام شديدن بموضوعات البيئة والمناخ لدرجة تجعلني أدعوكم جميعا الى ان تكونوا ايجابيين مع بيئتكم ومجتمعكم ، ببساطة اعتبروا كل حته في مصر بيتكم ، هذه دعوة للنظافة ،صدقوني هذه ليست موجه تعقيد حصلت ليه ممكن تكون صدمة حضارية اعذروني أصل أنا شفت قد أيه الناس هناك نظيفة،وحتى لو في حد منكم بيكره البلد ديه ويعتبرها سبب في اهانة رسولنا الكريم ولكن لا مانع من الاخذ بأساليب التحضر من البلدان الاخرى ،أرجوكم لا تتهاونوا .


ولكي ابدأ بنفسي لقد صورت مجموعة من المشاهد لحرق قمامة وقدمتها الى جهاز شئون البيئة مكتب شكاوي المواطنيين الذى يقبع في المعادي، صدقوني ليست الحكومة متورطة فيها ولكن إحنا اللى متورطين ،هذه الصور في شارع البطل أحمد عبد العزيز المهندسين للاسف بجانب منزل كوبري اكتوبر اللى بيودى ناحيه شارع البطل ومن المضحك المبكي أن من كان يقوم بحرق القمامه كان يحرص على حرقها بالتوازي مع الكوبري حتى لا يلاحظها أحد شوفوا قد أيه المنظر أصبح قيبح بعد أن كان والله في قمة الجمال، ادعوا كل كارهي الجمال أن يقبعوا في بيوتهم ويتركوا الاشخاص الطبيعيين يتمتعوا بالطبيعة والنظافة


 من يرى مشهدا يشوه البيئة بجانب عمله منزله عليه أن يتصل على19808
أو 25256470 أو25256495 هذا هو رقم تليفون مكتب شئون المواطنين
..

Wednesday, December 9, 2009

من الدنمارك الى القدس سلام







بدون شك أيقن الدنماركيين أنهم على خطأ – على الأقل بسبب الخسائر الاقتصادية التي لحقت بها- بعد أزمة رسوم الكارتون المسيئة الى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم،هذه حقيقة رصدتها في رحلة علمية الى كوبنهاجن العاصمة الدنماركية استمريت 7 أيام،تمكنت خلالها من الاحتكاك المباشر مع الشخصيات هنا سواء صحفيين أو سياسيين  ،وشاهدت بانفسي محاولات تفعلها وزارة الخارجية لتصحيح الصورة لدى الحكومات العربية والاسلامية بسبب شعورهم ان المسلمين لا يريدون نسيان الموضوع بسهولة.






"اقتصادنا تأثر بشدة بعد أزمة الكارتون وأدركنا ان السياسيين لدينا في الحكومة وقت الحادثة اخطئوا في التعامل بحكمة مع الموقف" قالها توماس جينسن الصحفي الدنماركي في حديث ودي معي هذا الاعتراف لم يكن جديدا على لاني قد سمعته من قبل في رحلتي الاولى الى الدنمارك لتغطية تكرار نشر ارسوم المسيئة عام 2008 وقد قابلنا رئيس تحرير جريدة بولتيكن الذى أقر بعدم حسن التصرف في الأزمة .
 
لكن ما يستحق الاهتمام من وجهة نظري  في موقف الدنمارك  -عضو في الاتحاد الاوروبي- تحول موقفها من اهانة الرموز الاسلامية الى الهجوم على اسرائيل عبر رعايتها لأكبر احتفالية بالقدس تحت عنوان من "الدنمارك الى القدس سلام" التى تعتبر أكبراحتفالية للقدس والاولى من نوعها في بلد أوروبي  يعبر فيها الفلسطينيين بحرية عن أوضاع الاحتلال ويقومون بانتقاد اسرائيل دون أن يتدخل عسكري دنماركي واحد.


لا أعلم ربما تكون الحرب الاسرائيلية الاخيرة على غزة دافعا لذلك الهجوم أو بسبب وجود أعداد كبيرة من الفلسطيين في الدنمارك -20 ألف نسمة 90% منهم متجنسين-ولكن التعاطف الكبير الذي يبديه الشعب هنا مع الفلسطينين وحضور فعاليات ثقافية تنتقد الاحتلال ،الفلسطينيون هنا لا يتعجبون من هذا الموقف لعلمهم ان الحكومة شاركت في حملة تبرعات ضخمة لغزة عقب الحرب كما أن الفلسطينيون خارج الدنمارك يعلمون بدور "رواف هولمبو" السفير الدنماركي السابق بفلسطين في دعم القضية الفلسطسنية واعلانه صراحه دعم بلاده لقيام دولة فلسطينية مستقلة والمساعدة في بنائها ويشهد ذلك احتفالية التكريم التى نظمها الفلسطينيون في رام الله مؤخرا بمناسبة انتهاء مهامه كسفير لبلاده في الاراضى الفلسطينية.


الاحتفالية   كانت بكل المقاييس منبرا للهجوم على الاحتلال الاسرائيلي وحصدا لمزيد من التعاطف الدنماركي تجاه الشعب الدنماركي ، كنت حاضرة في الاحتفالية، ولاحظت ان الدنماركيين كانوا حريصيين على حضور الاحتفالية والتفاعل مع معاناة الفلسطينين حيث كانوا يصفقون تشجيعا لهم حينا ويرسمون على وجوههم الامتعاض حينا آخري وقتما يسمعون الانتهاكات اليومية التى يفعلها الجيش الاسرائيلي، والحقيقة ان الفلسطينيين برعوا في توضيحها سواء بعزف قطع موسيقية أو أفلام تسجيلية، لقد قمت بتشجيع فرقة صهيل الخوري بشراء سي دي عنوانه القدس بعد منتصف الليل حقيقي موسيقى مبدعه يجب ان تبحثوا عنها و تستمعوا اليها جميعكم.


عبر عن هذا التحول بلهجة مصرية نبيل حبشي السفير المصري في الدنمارك قائلا" الدنماركيون لم يعودوا يتشدقوا بنغمة حرية الرأى والتعبير بعد علم الجميع ان الامر لم يكن سوى عملية تجارية يقف ورئها الاحزاب اليمينية المتطرفة،وأضاف انهم ايقنوا على الاقل بخطأ رفضهم التحاور مع السفراء العرب ولقد دفعوا الثمن أجتماعيا وأمنيا بعد ان تم تفجير سفارتهم في باكستان ، محاولة تحسين الصورة من الجانب الدنماركي جعلتهم يسمحون للدبلوماسيين المصريين الدخول إلى الدنمارك كأول دولة خارج الاتحاد الأوروبي بدون تأشيره، كما ان هناك مفاوضات لاعادة حركة الطيران المباشر بين مصر والدنمارك غالبا سنسمع عن هذا الخبر في شهر الصيف. 








 




Monday, December 7, 2009

التجربة الدنماركية


من دروس في حل مشكلة القمامة الى حلم أخضر نهاية بمحاولة لانقاذ كوكب الارض




الدنمارك ليست هي "التجربة الدنماركية" التى عبر عنها الفنان عادل إمام في الفيلم الذي يحمل نفس الاسم، بل هي شيء مختلف وأعمق بكثير مما قيل هكذا تأكد لي بعد مضى 7 أيام في مملكة الدنمارك في إطار رحلة علمية بدعوة من وزارة الخارجية الدنماركية، شاهدت عبرها شوارعها ومؤسساتها وشعبها، باختصار لا يمكن أن نسمي الفيلم "التجربة" لأنه عبر عن شخصية دنماركية زعمت أنها تشبه الفنانة نيكول سابا وكذلك لا يمكن ان نسميه "الدنماركية" لانها حملت قصصا خاطئة سألت عنها ولم أجد لها أصل، فقصة تخصيص يوم يقوم فيه الدنماركيون بالتحرر من جميع الملابس والنزول إلى الشارع كانت مثار ضحك من قبل بعض الدنماركيين وقالوا "لا هذا ليس صحيحا".

الدنمارك مثل أي بلد أوروبي - عضوه في الاتحاد الأوروبي - تهتم بالحريات وحرية التعبير والصحافة على وجه الأخص فلا يمكن أن أنسى ما قاله أحد الموظفين في وزارة الخارجية وهو يشير بإصبعه إلى صحفي، ويقول "أني أخاف منه" ، كذلك لم أنسى أن مثل تلك الحرية غير المسئولة تسببت في أزمة الكارتون بين الدول الإسلامية و الدنمارك، فقد اعترف الدنماركيون انها كانت خطأ ارتكبوه في الماضي وتسبب في إصابتهم بخسائر اقتصادية فادحه على حد قول أحد الصحفيين هنا.

الرحلة التى خضتها جاءت أساسا كجزء من حملة الوعي التي تحاول الدنمارك ان تنشرها بشأن قضية تغيير المناخ باعتبارها قضية عالمية لإنقاذ كوكب الأرض، ولكن الرحلة تحولت في النهاية إلى "تجربة دنماركية حقيقية" مررت بها مع وفد صحفي عربي تم اختياره بعناية من بينهم صحفيين مصريين اعتز بوجودي معهم هما أشرف أمين الصحفي بالاهرام ومحمد الهواري الصحفي بالمصري اليوم اللذين اكن لهم كل خير ، هذه التجربه أعطتني دروس في حل مشكلة القمامة مرورا بنموذج لنهضة علمية كبيرة وتحقيق حلم أخضر جميل نهاية بحشد سياسي من داخل بلد شديدة البرودة وشديدة الصغر في محاولة لاقناع الرئيس الامريكي بحضور مؤتمر الأمم المتحدة لتغيير المناخ Cop15 الذى بدأ أولى جلساته اليوم ويهدف الى وضع اتفاقية بديلة لكيوتو.

الموضوع يتبع......انتظروني

Sunday, November 29, 2009

القلم وما يسطرون




ن،والقلم وما يسطرون

انه شيئ صعب! ان يتسبب القلم في احداث خصومة بين الناس الى إحداث الفتنة بين الشعوب، أو إهانة الاديان والبشر، أقولها بملء فمي اصمتوا يرحمكم الله!




اذا كنت تخشى من لسانك فالقلم أعظم منه فتكا ألم يقل المثل اسأل مجرب ولا تسأل طبيب.دوما ما أخاف من القلم ، أخشى أن أكتب به ما أضر به انسان ، ادعو ربي أن يحفظ قلمي من مس الشياطين وأن يحفظ لساني من الكذب والفتنة ، احزن بشدة أن يستعمل بعض الاشخاص نفس الاداة بلا وعي سواء برسم رسومات تشعل الفتنة ضد شعب عربي شقيق أو أن يقوم فنان شهير يطلق على نفسه بني أدم بالسخرية من أشخاص لدرجة الضحك منهم رغم ان الله نهانا عن هذا الفعل القبيح.




منذ أن عملت بالصحافة وهناك أشخاص يخافون مني وأشخاص يبعدون عنى وأشخاص حائرون مني وأشخاص غاضبون منى وأشخاص مبسوطين منى حتى الان لم أصل الى صيغة ترضى الناس جميعا، فليس أمامي سوى خيارين اما ان أنشر من أجل الحقيقة أو لا أنشر رغبة في ارضاء البعض ولانني متأكدة من أن الناس لن ترضى عنى مهما فعلت "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم" فانني اسعى الى الحقيقة ولا اهتم الا بها.




"وانك لعلى خلق عظيم" الاية رقم 4 سورة القلم، هذا هو الحل لمن تعصاه يده ولسانه عن قول الفتنة التزم بالخلق القويم والضمير الصاحي واياك والغضب واحداث الفتنة بين المسلمين والا وما هو الفارق بينك وبين المنافقين يكفينا ما حدث بين شعبين عربيين بسبب لعبة كرة قدم يا أمة ضحكت من جهلها الامم.

"فانطلقوا وهم يتخافتون، ان لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين" الايتان 23 و24 من سورة القلم، تعكس معنى البخل الذى تفشى في مجتمعنا وتجاهل مراقبة الله في تصرفاتنا ، أعلم أشخاص لديهم المال الكافي لشراء بقرة ولكنهم يستخسرون دفع 500 جنية لشراء معزة وذبحها على العيد وكذلك في الصدقات رغم ما يعلمه الجميع بانه ما نقص مال من صدقه.

"قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون"الاية رقم 28 من سورة القلم ،بعض المفسرين قالوا ان معنى "أوسطهم" أى أكثرهم عقلا ،القصة تحكي عن أصحاب الجنة الذين فقدوا جنتهم أو بساتينهم لانهم لم يستمعوا الى صوت الحق فقد عمدوا بعد وفاة أبيهم الى حصاد كل الثمار مبكرا قبل ان يأتي المساكين والفقراء فقام الله بتحويل جنتهم الى أرض بلا ثمار أو نبات،فهل من مدكر.




"أم لهم شركاء فليأتو بشركائهم ان كانوا صادقين " الاية رقم 41 من سورة القلم، لا شريك لك، دعوة للتوكل " كانت صائمة و لديها رغبة في مساعدة جدتها المريضة بعرض الاشعة والتحاليل على الطبيب لم يكن مهم أن موعد الطبيب الساعة الخامسة موعد الافطار ، دعت الله متوكله عليه مخلصه ان يشفي الله جدتها وأن يخفف من ألمهما ، الموعد اقترب ولا يوجد تاكسى يريد أن يقف يسخر الله لها سيارة بلا أجره لزميل ينتظر زوجته التى تقود السيارة فيوصلاها حتى محطة المترو ، تسمع في العربه من يقول هل من صائم ،فتحصل على كيس به تمر وثمرة جوافة تنزل من العربة لتكتشف انها تأخرت رغم حرصها على النزول قبل الموعد بساعة ، ترى سيارة تاكسى تبدو كأنها تنتظرها هي فقط فتوصلها في دقائق الى الطبيب،وعند وصولها يؤكد لها السكرتير أن الطبيب بعد أن خرج من عيادته عاد مرة أخرى من أجلها هي فقط.











Saturday, October 31, 2009

ولذكر الله أكبر




ولذكر الله أكبر

(......ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون)أية رقم 45 سورة العنكبوت،هذه مقدمة موضوع عن الابتلاء،بعيدا عن جو الجامعات الكئيب ومشاكل العمل التى لا تنتهي افتح معكم بعض الصفحات العطرة من كتاب صفوة التفاسير للشيخ محمد علي الصابوني،وهو بالمناسبة كتاب سريع التفسير مناسب لامثالي ممن يأخذ العمل معظم وقتهم ويتركهم جثث هامدة لا تقوي على عمل أى شيئ بعده سوى النوم .

يقول التفسير "محور سورة العنكبوت يدور حول الايمان وسنة الابتلاء في هذه الحياة"، ولا يخفى على أحد أن الانبياء أشد الناس ابتلاء،"ولهذا جاء الحديث عن موضوع الفتنة والابتلاء في هذه السورة مطولا مفصلا وبوجه خاص عند ذكر قصص الانبياء".

تبتدئ السورة الكريمة بهذا البدأ الصريح (ألم*أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون)،وتمضي السورة تتحدث عن فريق من الناس يحسبون الايمان كلمة تقال باللسان،فاذا نزلت بهم المحنة والشدة انتكسوا،وارتدوا عن الاسلام تخلصا من عذاب الدنيا ،كأن عذاب الاخرة أهون من عذاب الدنيا(ومن الناس من يقول آمنا بالله،فاذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله).

معذرة سنخرج قليلا عن التفسير بالتأكيد جميعنا مر بموقف صعب اليوم أنا اتعرضت لموقفين وليس موقف واحد احسبهما ابتلاء وكانت تلك الايات مطهره لقلبي فارجوا ان تكون عليكم بردا وسلاما وقوة وليس ضعفا أمام الصعاب خاصة ان تلك الايات علمتني أن أهدء ولا أكترث الا بذكر الله فوجدته خير علاج للضيق النفسي والقهر المعنوي وغلاسة بعض الرجال وكيد بعض النساء.

وكانت الاية التى افتتحت بها موضوعي أكثر الايات بسورة العنكبوت راحة(اتل ما أوحي اليك من الكتاب وأقم الصلاة ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون) دعونا نعرف معناها "أى ولذكر الله أكبر من كل شيئ في الدنيا،وهو ان تذكر عظمته وجلاله،وتذكره في صلاتك وفي بيعك وشرائك،وفي أمور حياتك ولا تغفل عنه في جميع شؤونك.
(والله يعلم ما تصنعون)أى يعلم جميع أعمالكم فيجازيكم عليها –انا دلوقتي فرحانه في كل من تسبب في اصابتي بالضيق اليوم-"ان الصلاة فيها ثلاث خصال : الاخلاص ،والخشية، وذكر الله،فالاخلاص يأمره بالمعروف ،والخشية تنهاه عن المنكر، وذكر الله –القرآن-يأمره وينهاه، فكل صلاة لا يكون فيها شيئ من هذه الصفات فليست بصلاة على حد قول أبو العالية.

Friday, October 30, 2009

دعاء الكروان


في عيشه على الشجرة المقابلة لشباك حجرتي عايش كروان.


كل يوم المغربية تلاقيه عمال يغني ويقول ألحان

لا أدري ليه ما بسمعوا الا بعد ما الضوء بيستخبي وينام

،نفسي أراه بملء جفوني وأنا في قمة اليقظان

لكن مثل ما كل حاجه جميلة لا نراها في دنيا الاوهام

بحلم وحلمي كبير ان يكون الطائر أحلى من الخيال

ويفضل صوته مثل الدعاء لا ينقطع مهما دارت الايام.


داليا

Monday, October 26, 2009

صوت المتاريس


أكتب الآن وأنا في غاية التعب بعد يوم مرهق قضيت نهاره في تغطية انتخابات اتحادات الطلبة فضلا عن مظاهرة بجامعة القاهرة نظمها طلاب الاخوان تضامنا مع الاقصى المنسى .

لم يكن هناك شيئا جديدا يمكن ان اذكره بخصوص الانتخابات فالامور لم تتغير وصانع القرار في جامعاتنا لم يتغير أيضا ويبقى الوضع كما هو عليه الى ان تحدث المعجزة ولن اطول عليكم في هذه الجزئية لاني ذكرتها في موضوع سابق .

اذن ما هو الجديد ؟ انه صوت المتاريس،ربما يضحك البعض ويقول وهل للمتاريس صوت أو ربما يحاول البعض إلقاء سؤال ماذا تقصدي من كلمة متاريس؟المتاريس جمع مفرده متراس ومعناه وضع عقبات في الطريق لمنع السير فيه ،المثير انها كلمة فارسية لكننا نستخدمها في لغتنا العربية باعتبارها جزء من لغتنا وهي باللغة الانجليزية Barricades .

وماذا عن صوت المتاريس؟ربما تذكر بعض ممن حضر منكم مظاهرة أو ألقاه حظه العثر في ميدان التحرير وقت اندلاع مظاهرة ما لفئة خبا صوتها كانت تسمى زمان كفاية وغيرت اسمها حاليا الى كفالة، ان وجد نفسه محصورا بين عدد من المتاريس واجبره أفراد يرتدون السواد ان يسير وفقا لخط سير من المتاريس يجب الا يتجاوزه والا انفجرت فيه مسورة كلام لا اول لها ولا آخر ده لو كان الراجل مؤدب انما لو كان غير كده ممكن تلاقي هرولة ثقيلة هوت على أم رأسك للتعلم بعد كده تسمع الكلام.

غالبا نحن شعب لا نغضب بالساهل لا أعرف ماذ أقول نحن غلابه ومسالمين وبنحب جدا ان يكون الخيار الاستراتيجي بتاعنا هو السلام .

أرجع وأكرر هل سمعت صوت متراس حديدي يقوم بوضعه أحد أفراد الامن المركزي أو تحريكه من مكانه.انه صوت مقزز مرهق للاذن فيه نوع من الارهاب أحيانا وغالبا ما قد يجبرك شدة صوته على وضع يديك على أذنك في محاولة يائسة منك لمنعه من ازعاجك.

المتاريس اليوم كانت أمامي وكانت تصدر صوتا شديدا ولكنه لم يكن مزعجا بالنسبة لي لان هذه المرة لم يتحكم في المتاريس أحد افراد الامن المركزي فقد كان هناك أيادي آخرى غير اليد التى تعودنا عليها تحرك المتاريس كان هناك طلاب الاخوان الذين يتحكمون في شكل المظاهرة وخط سير أفراد الامن بشكل آثار استغرابي قبل اعجابي بقوة تنظمهم –رجاء ألا يدعي أحد انني مفتونة بالاخوان انا أرصد فقط ما حدث من وجهة نظر صحفية- دعوني أرصد لكم ما حدث بالضبط في البداية قام طلاب الاخوان باخبار الامن انهم سخرجون في مظاهرة خارج أسوار الجامعة فوضع الحرس مجموعة من المتاريس على شكل دائرة حول المسلة غرضهم ان يحوطوا بها طلاب الاخوان لتحجيم تحركاتهم .ثم اذ فجأة يأتي الطلاب من كل مكان وهم يهرولون بسرعة من كل اتجاه وبسرعة شديدة يركل بعضهم جميع المتاريس –ماي جري بلغة الكاراتيه أو شلوت بلغة الشارع- حينها صدرت صوتا مرعبا.

نعم صوتا آثار كل من في الشارع في هذه اللحظة حتى انا التى تعودت على حركاتهم الشيطانية اتفزعت ،المهم انهم في لمحة بصر بشكل أربك الامن قاموا باعادة توزيع المتاريس على شكل مستقيم فاستبدلوا شكلها من وضع الدائرة الى المستطيل ليوسعون بذلك من مجال تحركاتهم داخل المظاهرة ثم وضعوا أيديهم في أيدى بعض ليمنعوا الامن من اختراقهم.

لم يشغلني تلك الحركات المسرحية ولكن ما شغلني وجعلني أقص الموضوع عليكم هو بعض من الرموز ان المتاريس لم تعد سلاحا في يد أفراد الامن ولكنها أصبحت مثل العجين يمكن ان نقوم على اعادة تشكيلها بأيدينا كما نريد دون خوف وان صوت المتاريس في اذني لم يعد بثير الرعب بل تحول الى أمل في مستقبل أكثر حرية.

Thursday, October 15, 2009

سري جدا



لا أعلم هل اتكلم بعد طول صمت أم اكتفي بالتأمل والقراءة وابداء التعليقات الساخرة العابره بين الحين والاخر؟هل اتكلم على ما يحدث في فلسطين وانتهاك لمسجدنا الاقصى؟أم اتكلم عن قضايا داخلية تشابهت رائحتها مع السحابة السوداء عن قضايا جامعية تسوء أم عن قضايا علمية تحتاج الى غرف الانعاش لايقاظها من جديد؟يبدو انني سأفضل الصمت واترك الكاتب الصحفي الرائع محمود عوض رجمه الله يتكلم،نعم لعلكم تسخرون هل أصبح أصحاب القبور هم أكثر حرية مننا في الكلام؟لن اجيب على السؤال.

بعد عام على حرب السادس من اكتوبر أو "اليوم السابع" كما أحب ان يسميه محمود عوض ألف الاستاذ كتاب تحت عنوان الحرب الرابعة "سري جدا" بدأ حديثه في مقدمة الكتاب الرائع بالقول"يقولون دائما أن كل أمه تحتاج الى صدمة كبرى لكي تفيق من سباتها وتفهم ما حولها" وتابع"في هذه الحدود فقط ،يصح لنا ان نرى هزيمة يونيو سنة 1967 باعتبارها فجرا وانذارا وصدمة وكابوسا وهزيمة وليلا ونهاية وبداية وموتا وولادة ..في وقت واحد زموتا لاشياء كثيرة عفنة ،وولادة لطاقات كثيرة دفينة".

يحتوي الكتاب على عدة أبواب منفصلة أول باب مترجم لكتاب اجانب عن كتاب خفايا حرب الشرق الاوسط وكتاب فلسطين او اسرائيل وكتاب اليهودي الامريكي وكتاب العالم العربي أمام القارئ الغربي أما الباب الثاني فهو مقال للكاتب نفسه تحليلي عن حرب 6 اكتوبرٍ بعنوان ماذا جري وكيف جري؟.

من أجمل ما عجبني تعليقه على هزيمة 67 وهو يسرد شعوره عندما كان شابا "ما الذي يمكن ان يفعله شاب اهتزت في مخيلته فجأة كل الصور المثالية للدولة.وذبلت في أيديه فجأة كل الورود التى اعطيت له ..واختفت من داخله فجأة كل الثقة التى أخذت منه على بياض..وانهارت حوله فجأة وحياة الالاف من ابناء جيله..بحيث اصبحت المقامرة بتلك الحياه شيئا سهلا وجائرا.

ويتابع"ما الذي يمكن ان يفعله هذا الشاب ..عندما يجد مشقه في انتظار الاتوبيس على ناصية الشارع ذات صباح بارد؟هل يذهب الى عمله..أم لا يذهب؟هل يفكر في شراء سيارة ..بعد ان قضى سنوات من عمره..مؤمنا بان احتياجات المجتمع أكثر اهمية من احتياجات الفرد ..أم يترك لنفسه ولمجتمعه العنان فيلطخ سمعته ..وهي التى يستمدها من احترامه لنفسه ولمجتمعه؟انه في الحالة الاولى سوف يكون غبيا ..وفي الحالة الثانية سوف يصبح مرتشيا.

"أقول لكم بصدق وأمانه ..انني افضل احترام العالم لنا ،ولو بغير عطف..على العطف العالم علينا..واذا كان بغير احترام" الرئيس أنور السادات.
"هكذا دخلنا الحرب باحساس مطلق بانه صدام ارادة ضد ارادة ..قبل ان يكون سلاحا ضد سلاح..أرادة تصحيح لما حدث..ضد ارادة تدعيم لما حدث ..في تلك الايام الاستثنائية من يونيو 1967.دخلناها بفجوة واضحة في الميزان العسكري بيننا وبيناسرائيل.فجوة..اعتمد صانع القرار السياسي في سدها على عاملين أساسيين:أولا قدرة العقل العربي الشاب على الابتكار..هكذا وجدنا مثلا مهندسا مصريا شابا استطاع ان يختصر مدة شق الحاجز الرملي الاسرائيلي الى ساعتين بدلا من عشر.ووجدنا دول حلف الاطلنطي أخذت عن المصريين الطريقة الجديدة التى ابتكروها لبناء دشم الطائرات،ودول حلف وارسو تأخذ الاسلوب المصري في بناء قواعد الصواريخ.

"وثانيا الوحدة العربية .لقد ترجمت هذه الوحدة نفسها في سلاح رئيس وباتر هو سلاح البترول فلاول مرة يضطر العالم الى أن يأخذ العرب بجديةعندما يصدرون قرارا "،الان اترك لنفسي العنان للتكلم كنت في كوبنهاجن العاصمة الدنماركية في زيارة علمية عن تغيير المناخ وكانت معظم المحاضرات تبدأ بهذا الرقم 1973 باعتباره عام فارق في أزمة الطاقة العالمية ،الان ماذا حدث للبترول والغاز العربي؟وماذا حدث لاراداتنا ؟وماذا حدث لشبابنا؟أسئلة لا تحتاج لاجابه فانتم تعلمون والله أعلم
.

Monday, August 17, 2009

ذبول الياسمين


هنا كانت ،وهنا عاشت ،وهنا شيعناها الى مثواها
الاخير.....كانت أجمل شجرة في حديقتنا عاشت جميلة وماتت أيضا جميلة كم سيصعب علينا الفراق!.


كانت لها أروع رائحة على الاطلاق وصاحبة ظل لن يمحى من ذاكرتي فبالرغم من أن أوراقها الخضراء لم يكن بها شيئا مميزا الا ان أزهارها كانت كفيلة بأن يعشقها كل من يراها والسر تلك اليد الحنونة التي تربت على من يقطف زهرة من زهورها البيضاء الصغيرة .

لم أشعر بها يوما غاضبة أو مريضة أو حزينة على العكس كانت توفر لكل من ينظر اليها الهدوء والسكينة والامان .
لما كنا صغارا كانت توفر لنا الياسمين حيث كانت تقذف بأزهارها على الارض وهي تعلم جيدا انها تضحى ببناتها لتلقيها بين أيدى عجزت أن تطولها .

لم يكن الياسمين ينضب أبدا فقد كانت تنتج عشرات الياسمين كل يوم على أغصانها الندية ،فكنت اجمع الياسمين على كفى الصغير واذهب به الى جدتي التى كانت تصنع منه عقدا من الياسمين ارتديه حول عنقي واجرى بعنف الى أعلى حيث أمي لتراه وتفرح مثل فرحي وبهذا تظل رائحة الياسمين في يدى وقرب أنفي ومعي حيث أنام حتى الصباح ،ليأتي يوما آخر فأنزل الى حديقة منزلنا فأصبح على شجرة الياسمين وأهز أغصانها فتتمايل ابتهاجا ومرحا بقدوم الزائرين وحينها اطلب منها عقدا من الياسمين فتعطي لي بدل العقد عشرة .

لم تمت فجأة أعلم هذا لقد ذبل الياسمين أولا على أغصانها الغضة الطرية، لم يكن ذبولها من فراغ الكل يعلم السبب والكل مشترك في جريمة قتل شجرة الياسمين ،فلما ضاع الحب وافتقدنا الامان وافترقنا كانت هذه هي البداية .

من قال ان الشجرة لا تشعر بجيرانها من قال ان الشجرة لا تبكي من قال ان الشجرة لا تتألم مثل البشر ،أنا الوحيدة التى شعرت بها تتألم وتبكي لانها في هذا اليوم أعطتني عقدا ذابلا من الياسمين
.
حقا من يكترث لذبول شجرة ياسمين في هذا العصر لهذا ماتت في هدوء دون ان يشعر بها أحد،مازلت اتذكر لما مكثت بجانبها وهمست في أذني في ضعف وهي تشتكي الاهمال والعطش والحنان قالت لم يعد يأتي أحدا لم يعد يراني بشر لم يعد يشم أو يقطف الياسمين صغير أو كبير كانت في حالة ذهول غير مصدقة
.
وبعدها جاءت الصدمة لقد توفى جدى صاحب الحديقة فبكت في صمت -من قال ان الصراخ على الميت يعني الحزن الشديد - صمت شجرة الياسمين في رأيي كان أكثر حزنا حتى انها قذفت بكل الياسمين على الارض وملئت الارض أوراقا ذابلة بيضاء لم يكن لها مثيل.

ورغم انها شجرة ضعيفة ذات أغصان لينة الا انها صمدت وثبتت في مكانها رغم مظهرها الذابل المسكين قالت ان سبب صمودها انها رأت الكل يأتي من جديد الى الحديقة بعد العزلة والوحشة فعاودها الحنين الى ايام الطفولة والصبا .
ولكن بعد انتهاء العزاء الكل ابتعد وافترقت العائلة حينذا همست لي الشجرة قائلة "خلاص انتهت دموع التماسيح والكل مبتعدا ولا أحد سيسأل عنى اتركوني اذبل حتى الموت فقد مات الحب فكيف العيش بعده".



Thursday, August 6, 2009

يلا نحتفل بشعبان


مَوّلاي إنّي ببابكَ قَد بَسطتُ يَدي ..



مَن لي ألوذُ به إلاك يا سَندي؟



أقُومُ بالليّل والأسّحارُ سَاهيةٌ



أدّعُو وهَمّسُ دعائي .. بالدُموُع نَدى



بنُورِ وَجهِكَ إني عَائدٌ وجلُ ..



ومن يعد بك لن يَشّقى إلى الأبدِ ..



مَهما لَقيتُ من الدُنيا وعَارِضها ..



فَأنّتَ لي شغلٌ عمّا يَرى جَسدي ..



تَحّلو مرارةِ عيشٍ في رضاك ..



ومَا أُطيقُ سُخطاً على عيشٍ من الرَغَدِ ..



مَنْ لي سِواك؟! .. ومَنْ سِواك يَرى قلبي؟!



ويسمَعُه كُلُ الخَلائِق ظِلٌ في يَدِ الصَمدِ ..



أدّعوكَ يَاربّ فأغّفر ذلَّتي كَرماً ..



وأجّعَل شَفيعَ دُعائي حُسنَ مُعْتَقدّي



وأنّظُرْ لحالي .. في خَوّفٍ وفي طَمعٍ ..



هَلّ يَرحمُ العَبّد بَعْدَ الله من أحدٍ؟



مَوّلاي إنّي ببابكَ قَد بَسطتُ يَدي ..



مَن لي ألوذُ به إلاك يا سَندي ؟


Thursday, July 30, 2009

أفكار سخيفة

في نهاية اليوم وتحت تأثير تعب وإرهاق العمل – الله لا يجازيه مكتب التنسيق- اعترتني بعض الأفكار السخيفة الخيالية.


وازاء عدم قدرتي على مقاومة تلك الأفكار أطلقت العنان لتلك الخيالات اللعينة الحبيسة في مكنون عقلي فرأيتها ترقص وتتلوى أمامي في سماء الحجرة .


تخيلت أنني استطيع التحكم في جسمي بالفك والتركيب مثل لعبة المكعبات ،وطبعا كل فعل له ما يبره فمن منا لم يشعر مرة ان عليه انجاز أكثر من عمل في نفس الوقت.


تخيلت نفسي قادرة على فصل نصفى الـ فوق من جسمي عن النصف الـ تحت ، على أن يقوم كل واحد بوظيفته وبشكل منفصل عن الآخر في نفس الوقت.


النصف الـ تحت على سبيل المثال يذهب إلى العمل صباحا ويترك الـ فوق يستريح قليلا من تعب العمل .


فيقوم الـ تحت بمهمة تسجيل الحضور في الجريدة وطبعا لن انسي ان اطلب من( أى تي )أن يأخذوا بصمة أصابع قدمي لتسهيل المهمة ولا مانع من ممارسة بعض( السويدى) أو التمرينات لجعل حركة القدم أسهل خاصة أن زر المصعد في مستوى الجسم وبالتالي يحتاج هذا الى رشاقة في رفع القدم الى أعلى لحجز المصعد والطلوع به كل يوم ويجب أن يكون زملائي في العمل قد تعودوا أن يروا قسمي الـ تحت يأتي أولا ليجلس على المكتب ويفتح الكمبيوتر ليطلع في مهارة على رسائل البريد الالكتروني وجميع الجرائد الصباحية والمسائية علاوة على مواقع الانترنت لتتدفق المعلومات أولا بأول الى المخ الذى يحولها الى اشارات تخزن لحين طلبها .


في المقابل يقوم جسمي الـ فوق بالاستيقاظ متأخرا ساعة ، فيتجه نحو المطبخ معتمدا على يدين قويتين ،يشرب الشاي في هدوء لأول مرة منذ شهور ثم ينزل السلم في رشاقة ويلقى تحية الصباح على البواب وهو يرفع يده اليمنى و يركن جسده على الجانب الايسر في بساطة ويتجه نحو الموقف ليركب الميكروباص ليتجه إلى مكتب التنسيق يقابل المسئولين والطلاب ويستطلع مشاكلهم وأرائهم ،ليكتشف ان موعد النشر اقترب فيصدر تعليماته - عبر الإشارات غير المرئية المشفرة حتى لا يقوم صحفي متطفل آخر بالتقاط البث وتصبح مشكلة - إلى الجزء الـ تحت بفتح صفحة (الورد) وكتابة تقرير ،وعقب الانتهاء من تسليم التقرير يصدر المخ إشارات آخري عادية يطلب فيها من الجزء الـ تحت بأن يتحرك نحو وزارة التعليم العالي الساعة الثانية بعد الظهر لكي يقابل احد المسئولين.


لا تقلقوا على الجزء الـ تحت فالمهمة لن تكون شاقة لانه تعود على استخدام القلم كما أن أصابع القدمين يستطيعوا الان التحاور والكتابة في نفس الوقت وبالطبع تكون العملية ايسر على الجزء الـ تحت حينما يستخدم الـ( ام بي 3) .


بالتوازي يتحرك الجزء الـ فوق ويتجه نحو الجامعة الأمريكية حيث موعد كورس اللغة الانجليزية في وسط البلد و لن ينسى الجزء الـ فوق هذه المرة أن يضع الـ (أى دي) أو تحقيق الشخصية في جيب القميص حتى يستطيع الدخول بسلام وسط أعين رجال الأمن - المشككة في دائما كأنني جاسوسة خطيرة تم الابلاغ عنها منذ دقائق- بالطبع سأصل الى موعد الكورس في الميعاد واحجز مقعدي الأمامي المفضل دائما .


وعندما ينتهي الجزء الـ تحت من المقابلة سيصدر المخ إشاراته اليه لكي يقابل الجزء الـ فوق في محطة المترو الساعة السادسة مساء عند عربة السيدات حيث يكتمل الجسم لاول مرة في عناق طويل يلفت أنظار ركاب المترو حيث رحلة العودة الى المنزل .


عند اقترابي من المنزل لن أنسى أن أسلم على البواب رافعة يدي اليمنى بالتحية وحينها أركن جسمي ناحية الجانب الأيسر كالعادة ثم سرعان ما أتذكر أنني جسم ملتحم فاعتدل بارتباك واصعد السلم واقترب من باب المنزل فيتعارك الجزء الـ فوق مع الـ تحت في من سيمسك المفتاح ويتعامل مع الباب المغلق الى أن يصدر المخ اشارات يتوقف العراك على آثارها ، فينفتح الباب تلقائيا وينتهي اليوم بنوم عميق يتواكب مع المجهود الشاق الذى قام به كل من الجزء الـ تحت و الـ فوق وقبل ان تتوقف اشارات المخ يصدر تعليماته بتشغيل أقراص الناموس والمروحة السقفية ويغلق النور ويذهب الجسم الملتحم في نووووم عميق.

Sunday, July 19, 2009

يا بخت من بكاني


"يا بخت من بكاني وبكا الناس علي ولا ضحكني وضحك الناس علي" مثل ذكرته اليوم لاحدي صديقاتي في الجرنال لاني كنت بنصحها ولكن النصح كان بعد يوم طويل مرهق فجاء النصح ثقيل حبتين مليئ بالعتاب ولكنه يحمل مع ثقله الحب في الله والرغبة في تغييرها الى الاحسن بس ياريت تفهمنى.



"تفس هذا المثل" انطبق علي بعد أن قام أحد اساتذتي بتعنيفي بشدة في احد الجرائد التى عملت بها زمااان لدرجة انه جعلني ابكي بكاء شديدا لم ينقطع طوال اليوم كرهت هذا الاستاذ في البداية بعد ان أكد لي جميع أصدقائ اننى لم اخطأ واعتبروها نوع من فض شحنة غضب اعترت هذا الاستاذ ولكنني الان اتصل به من الاحين للاخر لانني ادركت انه اراد ان يعلمنى شيئ قد بدا عند الاخرين تافها وعندى كبيرا.



"نصيحة مجرب" لو وجدت لديك رغبة في البكاء لا تستلق على السرير وتترك دموعك تسير في ظلمة الحجرة ابحث عن المصحف واقرأ بعض الايات ستجد طمأنينة في النفس ورقة في القلب وتدبر عجيب لايات القرآن لم تألفه من قبل وستجد ان حزنك مهما كان كبيرا فانه أصغر من عظمة القرآن .



"الفرق بين الفضفضة والفضيحة شعرة بسيطة فاء وضاض " وهذا يحتاج منا ان نقف ونتمهل الى من نفضفض ونخرج مشاعرنا حتى لا يستغل البعض ضعفنا وينقلب ضدنا.



"السفر تغيير في حد ذاته ولكنه قطعة من النار"هذا وصف أمي للسفر " كفايةاحساس الغربة يابنتي أما أنا فلي رأى تاني خااااااااااااالص بحبه ".


Friday, June 26, 2009

الى بلد من بلاد الله

عليك يا ذا الجلال معتمدي

Sunday, June 14, 2009

بلاد العجائب




صراخ وأصوات غاضبة من هناك من أمام مقر وزارة التربية والتعليم ،قرون استشعار صحفية تشدني الى المكان ،أولياء أمور متجمعين وأب تحولت ملابسه من شدة الانفعال والحر الى مياه وأم مصدومة تبدو من نظرات عينيها عدم التصديق وسط كل هذه المشاعر الانسانية التى تجعل الصنم يتحرك لم يتحرك رجال أمن الوزارة ولم تشر تعابير وجوههم الى انهم بني آدميين لم أدرى بنفسى وانا اصور هذه الانفعالات بالكاميرا غير مصدقة ان هذا يحدث في بلد يقولون انها بتحترم الديمقراطية وحقوق الانسان كأننا في بلاد العجائب .

لست محررة في القسم السياسي لاحلل وضع النظام المصري أو انتقده ولكني انسانه عادية ارصد وارى ويكفي ما رأيته أمس ونشرته اليوم جريدة الشروق مزين بقلمي والصور التى التقطتها لاحلل وضع أمنى يحكم البلاد حتى ولو قالوا انه يتم في غيبة من المسئوليين التنفيذيين .

لست من أقرباء الطالبين اللذين حرما من دخول الامتحان ولكنني أحب هذه البلد وأرفض الظلم وأحب أن أضع نفسى مكان الاخرين أقول للمسئولين في وزارة التربية والتعليم يكفي هذا العبث ويكفي الحديث في البيانات الاعلامية على ان الوزير يعتبر الطلاب ابنائه يكفي أن جميع الجرائد اتخدعت في كلامكم بوجود غرفة عمليات لطلبة الثانوية العامة للرد على أى شكاوى لقد تعاملت معكم باعتبارى صحفية لمدة ثلاث سنوات وأعرف خباياكم وأعلم من الذى يكتب البيانات الاعلامية ومن يحسن وجهة الوزير دون أى اعتبارات على أرض الواقع حقا لقد سقطتم من نظرى في هذا اليوم وفي هذه الساعة لماذا تعاملون البني آدميين على انهم مواطنين درجة ثانية؟لا يكفي انكم انقذتم الموقف مؤخرا بالسماح للطالب بدخول امتحان اللغة العربية في الدور الثاني مع الاحتفاظ بحقه في الدرجات كاملة دون خصو ال50% طبقا للعادة ولكن عليكم ان تحققوا مع رجال الامن مثلما قمتم بالتحقيق مع موظف الادارة التعليمية الذى رفض دخول الطالب الى لجنة الامتحان.

من يريد أن يقرأ ما كتبته في الجريدة اليوم يقرأ على هذا اللينك



*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*


بعيدا عن حرقة الدم كان اليوم مميز جدا بالنسبة لي حيث مر عام كامل منذ عملي في جريدة الشروق احتفلت أنا والزملاء الذين مر عليهم هذه الفترة وقطعت التورته التى كانت كلها شوكولاته وكان رؤساء الاقسام موجودين مثل أستاذ عماد الدين حسين وأستاذ وائل قنديل والتقطتنا بعض الصور على فكرة كلكم اكيد هتعرفوني لاني البنت الوحيدة المتكررة في الصور وسبب اختياري لتقطيع التورته : لقد دخلت الجرنال ومكثت شهرين أو ثلاثة شهور لا أذكر وسط هؤلاء الزملاء الرجال الصحفيين الى أن توافد بعض الفتيات الى أن أصبحن أغلبية في غرفة الاخبار ،الاحتفال كان مميز جدا لان نسب المبيعات أيضا كانت خلال الايام الماضية مميزة جدا فكان احتفالنا حفلين بمرور سنة ولارتفاع نسبة المبيعات ،دعواتكم السكة مازالت طويلة.