Wednesday, December 4, 2013

الشهقة الأخيرة




شهقاته الأخيرة قبل أن تصعد روحه للسماء، سمعتها جدران عيادة كلية الهندسة جامعة القاهرة التى خلت من الأطباء، أبكت جموع الطلاب المحيطين به، في ذلك اليوم المشهود الخميس 28 نوفمبر أصيب الطالب محمد رضا الفرقة الأولى بثلاث طلقات خرطوش، ضمن عدة طلقات وجهتها قوات أمن الداخلية المتمركزة أمام الجامعة في اتجاه طلاب محتمين بأسوار وحرم جامعتهم.

"كان نفسه يبقى مهندس" هذا حلمه لذلك ترك كل شيئ وراءه، لم يكن له أى انتماء سياسي، ولم يكن يدخل في أى جدل سياسي عقب 30 يونيو  الطالبة نور حمادة من أصدقاءه المقربين  تحكي "كان يحب الحياة" والخروج مع الأصدقاء ، تذكر أنه قبل وفاته الجمعة 22 نوفمبر ذهب مع الأصدقاء في رحلة إلى وادي الريان بالفيوم، وتشاء الأقدار أن يتجمع الأصدقاء مرة أخرى الجمعة التى تليها 29 نوفمبر لكن أمام نعش صديقهم الذي لم يكمل عامه العشرين بعد.

 عيد ميلاده كان قبل وفاته بثلاث أيام فقط،  وكان أصدقاءه قرروا أن يحتفلوا به الخميس يوم وفاته، إلا أن طلقات الخرطوش كانت أسبق من مخططهم البسيط ، "كان دايما يحب يخطط للمفآجات وخصوصا في أعياد ميـلاد أصدقاءه ،"و كان شخص يحب الضحك مع كل الناس حتى لو كان لا يعرفهم، وكانت ضحكته من القلب، لذلك أحبه كل من تعامل معه  هذا ما تتذكره زميلته ياسمين رضا .

محمد رضا لم تكن له نشاطات داخل الكلية وان كان يحب التطوع في جمعية رسالة وبنك الطعام ويحب القراءة ومشاهدة الأفلام الأجنبي ، ولم يكن متفوقا في دراسته ولم يكن منتظما في حضور كافة المحاضرات  لكنه كان قادرا على استيعاب المنهج والنجاح في الامتحانات النهائية ، تقول ياسمين"كان جدع جدا مع أصدقاءه وكان يحرص على التعاون معنا ومساعدتنا ، لكن حينما كنا نفتح موضوعا سياسيا كان يتركنا ويغادر المكان " ، ولم يشاهده أصدقاءه ابدا في مظاهرة خارج الكلية أو داخلها.


عمر ابراهيم زميله يقول "أول مرة رأيته في الكلية كان نفسي أخده بالحضن من كتر ما أنا حاسس انه طيب وغلبان"، ويحكي عنه محمد حسام صديقه أنه كان بشوشا ولم يؤذي أحد، وكان انسان هادئ ، مضيفا "للأسف محمد مات داخل الكلية قدام عيني ولن أنسى شهقته وقت وفاته هو فى مكان أحسن على الأقل لن يرى ظلم وبلطجة الداخلية مرة آخرى".
 
  لحظات مقتلة سبقتها قنابل غاز وخرطوش اطلقتها قوات  الداخلية التى كانت تفض مظاهرة طلاب ضد الانقلاب أمام الجامعة،  يحكي   على مجدي رئيس اتحاد كلية الهندسة  أنه عندما اشتد الضرب أمام البوابة الرئيسية، بدأ الطلاب من داخل أبواب هندسة المغلقة في الهتاف ضد الداخلية، وكان الرد عليهم بقنبلة غاز اصطدمت في مبني الادارة، وبعدها سمع طرقعة رش الخرطوش في الباب الحديدي للكلية، لذلك اقترب أحد قوات الأمن من الباب وبدأ التصويب في اتجاه الطلاب ولحظات وسقط عدد من الطلاب مصابين وسقط محمد رضا على الأرض.

لا أحد من أصدقاءه يصدق مع حدث أو يعلم ما سبب الرد العنيف جدا من الداخلية على هتافات تعبر عن رأيها بأن الداخلية بلطجية، الآن بعد مقتله لن يتوقفون عن ذلك الهتاف بعدما شاهدوا انتهاك الداخلية لحرم كلية الهندسة، أحد أصدقاءه   كريم عبد الوهاب قال أن محمد رضا وقع على الأرض في حدود الساعة الثالثة والثالثة والنصف ، وعندما حاولوا نقله عبر سيارة أحد المهندسين لكن قوات الداخلية ألقت القبض على السائق ، تاركة السيارة في منتصف الطريق وداخلها محمد جثة هامدة لمدة 3 ساعات عند مدرسة السعيدية الثانوية بالقرب من ميدان الجيزة، وعندما علم اصدقاءه اتصلوا بوالده الذين نقلوه إلى مشرحة زينهم بعدما رفضت مستشفى القصر العيني استقباله ميتا.
"أنت في مكان أحسن يا محمد " تردد  والدة محمد رضا التى استقبلت خبر وفاته بصبر، ووقفت أمام جموع طلاب هندسة بعد أن ذهبت إلى قاعة محاضرات ابنها   قائلا " ابني مالوش في السياسة ومش إخوان، متصدقوش الاعلام اللى بيكذب عليكم"
....ومازال التحقيق مستمرا