Friday, October 31, 2008

رسالة من طفل ميت



صورة الطفل المتوفي اسلام عمرو مجدي البالغ من العمر الحادية عشر عاماالتي نشرتها الجرائد في صدر صفحاتها الاولى وعلى وسائل الاعلام ليست صورة عادية لطفل عادي

لا


الموضوع أكبر من ذلك انظروا الى عينيه ركزوا ماذا وجدتم ؟هل ترون تلك الابتسامة ؟انها ليست ابتسامة عادية لطفل وسيم بريئ


لا


انه يبتسم في سخرية وشفتاه الصغيرتان تتحرك وتنطق بكلام صامت حزين كأني قرأته أو تخيلته اليكم الرسالة، رسالة من طفل ميت : لا تحزن يا أبي ولا تحزني يا أمي سيأتي القصاص العادل فلا تتهاونوا و لا تأخذكم الرحمة بكل من تسبب في مقتلي ، ليس جلادي هو المدرس فقط0


لا


لقد اضاعني نظام تعليم فاسد غير نظامي عشوائي لا يهتم بالبشر نظام يعتبرنا حيوانات تجارب يتاجر باستراتيجياته ونظرياته على حساب الاطفال، نظام عجزعن تطبيق أبسط حقوق الانسان في مدرستي ،فكم من مرة ظلمت وقهرت دون سبب يدركه عقلي الصغير وكم مرة اشتكيت لكي يا أمي من صعوبة ما ندرس وحكيت لكي عن عدم قدرتي على الفهم من مدرس يبدو من ملامحه انه فقد الوعي والرشد من كثرة الدروس الخصوصية وقلة ذات اليد 0




لا

لا تبكي يا أمي لا تبكي يا أبي فلن يفلح البكاء في ان يرجعني اليكم ارزق وألعب كما كنت في السابق، فالموت اصطادني وكم كنت صيدا سهلا فلم اجد من يرحمني من أنيابه من ضرب وركل وظلم وقهر عايشته يوما بعد يوم في هذه الحياة المؤلمة0


لم يرحمني سوى خروج روحي الى بارئها حينئذا فقط سكنت روحي لبعض الوقت لكنها لن تستكين يا أمي أبدا اذا وقفتم انتم ومجتمعي صامت


افعلوا شيئا لأجلي .هل انهى اسلام الكلام ؟

لا


لقد ختم اسلام كلامه وهو يبتسم ابتسامة ساخرة من مدرسته ومجتمعه ، فهو يعلم ان المسئولين سيقرأون خبر موته وهم يضعون رجلا على رجل وسيكتفون بمعاقبة الجاني ثم يغلق الملف. هذا مؤكد لاننا أصبحنا في بلد تتكرر فيها المصائب والكوارث بلا حلول0


ذكاء الطفل جعله يدرك ذلك فابتسامته تقول :لا تنتظرو الحلول موتوا في سكات كما مت وانا استقبل ركلات وضربات من لا يرحم جسد صغير


،ابتسامة ذلك الطفل لا يجب ان تمحيها الايام والسنون لا يجب ان تدفن في التراب لا يجب ان تختفى من اذهاننا الا اذا وجدنا حلا يكبح ظاهرة العنف في مدارس 0



Sunday, October 26, 2008

اللحظات الخفيه




كثيرا ما نفعل أمور لا نرضى عنها ونتجاهل أن هناك من يراقبنا فنفعل فعلا طائشا أو نتعمد اخفاء الحقيقة داخلنا ونكتمها بين اضلاعنا نخاف من الناس نصاب بالرهبة ونرتعش ونلتفت يمينا ويسارا نفعل فعلا أهوجا لنغطى على أفعالنا ، كل ذلك لنبعد الناس عنا نرفض وصاية الكبار لا نسمع لهم ،لا نشاركهم الرأي ،نبعدهم عنا كل البعد خوفا أن يعرفوا أسرارنا 0

نتمادى في اللحظات الخفية نحب مذاقها تشعرنا باللذه، لا أعلم شعرت اليوم انني أريد اكتب شيئا ربما سأجد من يفهمني هي رسالة لكي اخلص ضميرى وانصح غيري أليس مفهوم الدين أي دين هو النصيحة ؟

حكت لي صديقة ذات مرة أنها معجبة بشاب معين وهو يبادلها نفس الاعجاب أو هكذا تهيأ لها ، كثرت بينهما أحاديث الاحترام ولم تزد عن ذلك حتى لا يظن أحد سوءا، كان الشاب صريحا معها و حدثها أنه مازال فى بداية مشواره المهني ولم يحقق احلامه حتى يستطيع أن يرتبط بأي فتاة كان يعاملها كصديقة وهي كانت تقنع نفسها انها لم تحبه، لم تحك لأمها أو أحد في عائلتها لأنها تعتقد انها علاقة بريئة جدا لم تصل لشيئ0






صحيح انها شعرت ببعض الجراءه منه حينما طلب منها عبر اتصال تليفوني أن يتقابلا ويتواعدا قبل سفره الى دولة عربية لكي يتحدث معها قبل الفراق ولكنها رفضت من باب احترامها لنفسها ومن واقع تربيتها0


وبعد أن سافر بشهر اتصل بها على محمولها وسألها عن اخبارها وصحتها وعملها ثم طلب منها في النهاية الايميل وأضافها على الماسنجر وطلب منها أن يكونا على اتصال من أجل الصداقة0


وافقت من باب البراءة وتأكدها من اخلاقها وأخلاقه وأصبحت أمام احساسها بالفراغ تحب الجلوس أمام الكمبيوتر وتمنى نفسها بمحادثة معه فكانت تراه ذو عقل وقور وشخصية رائعة فكانا يتبادلان التخفيف عن بعضهم البعض في مشاكل العمل والغربة كل ذلك كان يتم بدون علم أهلها 0






فحينما تأتي أمها لتكلمها تتعمد اخفاء الشات بصفحة اخرى وعندما تقترب أختها الصغيرة من شاشة الكمبيوتر كانت تصرفها عنها ، قالت لي أن هذا الشاب يمثل لها سر من أسرارها، كنز من كنوزها الصغيره مثل علبة المجوهرات التى تحرص على وضعها في دولابها الخاص كانت تراه مثل أجندة الذكريات يجب أن يخبء أسفل ملابسها مرة أو تحت الكتب المتراكمة في مكتبها الخشبي المتواضع مرة أخرى 0


ورغم رغبتها في كتمان الامر الا انها اباحت لي بالسر ولم يكن كلامها الا للتخفيف عن شيئ داخلها احست بوطأته سألتني ما رأيك هل انا عاقله لاني أرفض كل من يتقدم لي بسبب هذا الشاب ،قالت لي انها تشعر بلذه خاصة وهي معه انها لاتفعل شيئ يغضب خالقها فهما مثلا لا يتبادلان الصور كما انها لا تستخدم الكاميرا أثناء الشات هكذا ظنت صديقتي انها على صواب طلبت منى الدعاء ووعدتها بان ارد على اسئلتها0


في نفس اليوم قرأت آية في القرآن شعرت انها تهز كل كياني ورسالة واضحة يجب أن أنقلها لصديقتي الحيرانه ، أصدقكم القول كأنى أول مرة أقرأها " يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم ........." قرأت التفسير فوجدت انه يحمل معني يغيب عن أذهاننا جميعا وهو أن الانسان قد يتعمد أن يفعل قولا أو فعلا ما في الخفاء ولكن حينما يكتشف أن احد الاشخاص يراقبه من بني جنسه يسارع بتركه ويتبرأ منه بل ويمكن أن يحلف بالله ثلاثه انه لم يفعله ،رغم ان الله شاهد عليه ويراقبه ومع ذلك فهو يخاف من الناس ولا يخاف من الله 0

ولذلك فهو يفعل هذا الامر في مكان بعيد عن الناس 0مثل صديقتي تماما ومن هذه اللحظة قررت أن أبعد عن أي أمر فيها نوع من الاستخفاء فلن اسمح لنفسي بالتمتع بأي لحظة خفية مهما كانت متعتها صدقوني انه شعور رائع فيه نوع من مجاهدة النفس وقوة داخلية ليست لها مثيل جربوها من فضلكم0



Friday, October 24, 2008

شياطين المدارس


رغم ما بي من حزن ،قررت أن انسى نفسي بعض الشيئ ،واندمج في حواديت المصريين هذه الايام وأهم تلك الحواديت كانت عن "نهى" الفتاة البطلة المقاتلة التي استطاعت ان تدافع عن نفسها وعن كل فتاة مصرية على أرضك يا مصر تعرضت للتحرش بالقول أو الفعل ،فقد استطاعت بنصر من الله وتوفيقه أن تحصل على حكم لصالحها ضد الشاب المتهم الذي تطاولت يداه بخدش جسدها

كم كان القاضي المصري رائعا حينما شدد العقوبه على الشاب حتي وصلت الى ثلاث سنوات سجن مع الغرامة المالية، وكم كان الاعلام المرئي والصحافة رائعين حينما ركزا على هذه القضية باعتبارها قضية رأي عام تهم المجتمع بأسره وليس فقط المراة التي أصبحت تخاف تمشي في الشوارع في وضح النهار0


"نهى" لم تخش الفضيحة ولم "تتكسف" ان تخبر أهلها أنها تعرضت لهذا الموقف الصعب ولم تخاف على سمعتهاأمام زملائها في العمل وظهرت في وسائل الاعلام قوية معتمدة على الله مشحونة بحب اصلاح مجتمعها0


يا ليت كل الفتيات مثل "نهى" مكتملات العقل فأنا مؤمنة ان كل

شخص له حظ من نصيبه فاسم نهى يحمل معنى العقل وهي عاقلة فعلا0


ولكن ماذا بعد "نهى" هل ستنتهى مشاكل المعاكسات والتحرشات في الشارع المصري؟ كان هذا السؤال يدور في ذهني أنا وصديقة لي صحفية أمس ، ولقد حكت لى عن معاناة أكبر وأخطر0


اسمعوا المفاجأة: تلاميذ المدارس في الابتدائي أصبحوا أكثر ازعاجا للبنات في الشوارع بالمس والهمز وبالكلام ، أصبحوا مثل الشياطين حيث تلمع أعينهم وقت ان يجدوا ضحيتهم صغيرة كانت أو كبيرة 0


هم جبناء جدا بحيث لا يقومون بأي عمل الا على شكل جماعة، تحديدا وقت خروجهم من المدرسة يمارسون التحرش جماعات في الشارع أوالمواصلات مدركين بتفكير شيطاني خبيث أن الفتيات لن يخافوا منهم لانهم مازالو صغار 0

صديقتي حكت لي ان منزلها يقع بجانب مدرسة ابتدائي وفي وقت خروجهم من المدرسة تتجنب المرور من الشارع الذي يصل الى المدرسة لانها مش ناقصة معاكسات ، لهذه الدرجة نعم قالت لي لهذه الدرجة0


ماذا يحدث في مجتمعنا هل الانحلال الخلقى في مجتمعنا وصل الى اطفالناالمتعلمين في المدارس بحيث أصبحوا جميعا شياطين صغار نخاف ونرهب منهم ماذا عن التربية هل غابت عن مدارسنا وأسرنا واعلامنا ؟

طيب في حالة تعرض فتاة للتحرش من قبل هؤلاء الشياطين الصغار هل لها أن ترفع قضية ضده ؟وكيف تتعامل معه هل تصمت؟ هل تكتفى بضرب كف على كف ؟

Monday, October 20, 2008

أنا والدموع

كثيرا ما يطلق على أصدقائي " المبتسمة للحياة دائما" وذلك انني مرحة وأحب الضحك وأكره التبكيت
غير انني أعيش لحظات فيها نوع من التعاسة والحزن الشديد بعضها أعرف سببها والبعض الاخر يأتي بالتبعية
فكما أن المصائب لا تأتي فرادا فان الاحزان أيضا لا تأتي متباعدة بل على هيئة سلاسل متشابكة
ومن خلال بحثي على صورة تتناسب مع موضوعي الحزين اكتشفت اني لست الوحيدة المصابة بهذا الداء فهناك المئات من البشر يشعرون بالحزن مثلي حتى بالنسبة للشباب الغربي الذين عبروا عن حزنهم في المدونات
ربما يكون الاكتئاب مرض العصر
أعلم أن هناك كتاب رائع للدكتور عائض القرني اسمه لا تحزن وقد قرأت اجزاء كبيرة منه ، وأعلم أن المناجاه مع الله خير دواء ، وأعلم كل النصائح عن تجنب الاكتئاب ولكن المشكلة عندي
لأني بكل بساطة أحب استعذاب الالم وتجرعه مرات عديدة فالحزن دولة لا يسكنها سوى أنا والدموع

Friday, October 10, 2008

كوسة انتخابات الطلبة


مفيش فايدة ! قالوا ان جو الحرية والديمقراطية اتسع في البلاد كلام آه تطبيق لأ ،تحدثوا عن تفعيل دور الشباب السياسي في المجتمع كلام آه ، تطبيق لأ ، أقسموا بالطلاق ثلاث مرات أن انتخابات اتحادات الطلبة في الجامعات نزيهة كلام آه تطبيق لأ ولا عزاء لسيدات المسئولين المحترمات0


تقريبا هذه هي السنة الرابعة التي أقوم فيها بتغطية انتخابات اتحادات الطلبة ، أقدر أقول مفيش جديد فقد تغير وزيران ونفس الوعود تقال دون تطبيق ما يحدث هو كوسه بمعني الكلمة0


بس هناك فارق كبير لا يستطيع أن يستوعبه الا من هو داخل المطبخ العملي كان زمان هناك اعتراف من قبل المسئولين أن هناك احجام من الطلاب عن المشاركة الانتخابية داخل الجامعة أما الان فعن طريق الارقام والاحصائيات هناك بقدرة قادر 16 ألف طالب وطالبة رشحوا انفسهم في الانتخابات يعني كده حلو قوي شبابنا بخير والحمد لله ويطلع المسئول تاني يوم مفتخرا بدوره العظيم في تشجيع الطلبة على المشاركة ويصف المسئول في وسائل الاعلام كم تكبد من جهود وأموال ، ويعيني الطلبة أصلا في سنة رابعة لا يعلمون يعني ايه انتخابات؟




وللاسف هذا ليس خطئهم بل خطأ اللي بالي باللك فهناك تكتم شديد وحرص على عدم الاعلان عن أي تفاصيل كأن وضع لافته داخل الكليات عن الموعد يعد سر من الممكن أن يهدد الامن القومي الجامعي فتخيلوا لو عرفت مثلا اسرائيل موعد الانتخابات الطلابيةربما تاني يوم سنجد الطيارات الاسرائيلية تقصف مواقع الجامعات أو ربما ستستعمل سر حربي بيولوجي للقضاء على شبابنا المتحمسين دون قطرة دم واحدة0


بعيدا عن التخيلات اذا نزلنا أرض الواقع نجد أن الطالب كل طالب بيدفع تقريبا 15 جنيه نظير الانشطة والاتحاد الطلابي ولكن هل اجتهد احد في تعريف الطلاب بماهية الاتحادات ؟ أقول بثقة لا وألف لا0


طيب هل شرح له أحد كيف تجرى الانتخابات وما هي فائدتها ؟ أقول بثقة أيضا لا وألف لا ، طيب هل شرح له في الجامعة يعني ايه سياسة ربما نعم في كليات الاعلام والاقتصاد والاحصاء ولكن هل هناك نشاط سياسي لتعريف الطلاب بالبرلمان ونظام الحكم ؟ أقول لا وألف لا0



عندما كنت في كلية الاعلام جامعة القاهرة درسنا معظم نظم الحكم في الدول الا بلدنا مصر ليه معرفش كل ما اتذكره ان الدكتور كان بيحاول يجاوب على سؤال لطالب مذاكر كويس من اللي بيقعدوا في الصف الاول -على فكره انا كنت قاعده في نفس الصف- وسأله عن طبيعة النظام بتعانا فكان الرد ده مختلط من ده على ده وأغلق الحديث0





فجأة تعلن الانتخابات كل عام ودائما أصبح لها مؤشرات تحتاج لأن يكون هناك محقق مثل كونن لكي يعرف موعدها فمثلا هي شيئ يأتي بعد الاجازات مباشرة حيث غالبا ما يتغيب طلاب الاقاليم وهم كثر بالمناسبة،كما انها شيئ بيكون في بداية الدراسة قوي علشان الطلاب بتكون لسه مدفعتش المصروفات وبالتالي لا يحق لنسبة كبيرة منهم دخول الانتخابات طبقا للائحة الطلابية المبجلة،آه نسيت كثرة التحقيقات ومجالس التأديب للطلاب الناشطين وأحيانا اعتقالات وتهذيب ودخول بلطجة الجامعات0



هل عرفتم موعدها ؟ قولوا عروستي أقولكم انها بدأت عقب اجازة العيد وفي الاسبوع الثالث لبدء الدراسة و"اقدر أقول ان صاحب الاعلان عنها ليسوا رؤساء الجامعات المحترمين ولكن جهة أخرى ليست للنشر" ، على فكره هذا ليس كلامي فقد استعرته من مسئول كبير بوزارة التعليم العالي حفظه وأدام له منصبه هو ورؤسائه وجعلهم ذخيرة لمصر0