من شرفة حجرتي داعب هواء منعش جسدي فاستقبلته بالابتسام والانسجام فقد كان اليوم شديد الحرارة ورطب بدرجة لا يمكن وصفها حرك هذا الهواء أفكاري وجعلني في حالة تجمد استمرت لدقائق تخيلت فيه شكل الحياة اذا استمرت برتابة دون تغيير حياة صيفية أو شتوية أو
حتى ربيعية دائما الانسان يطمح الى التغيير والتبديل والانقلاب من حال الى حال
هل يستطيع أحد أن يتصور نفسه بدون هواء منعش بعد معاناته من رياح وعواصف حارة جاءت من الجنوب؟ هل يمكن أن ينكر أحد من سكان الشمال في وسط الثلوج احتياجه لبعض الحرارة لتدفئة الوجوه والايدي ؟ هذه الحاجة الى الحرارة تمثل لسكان الشمال نفس متعة الهواء المنعش لسكان الجنوب ،
في كل الاحوال جميعنا نحتاج لهواء منعش يمثل نقطة التغيير والا اصبنا بالكأبة وتحولت حياتنا الى غيوم وأحزان وهذا لا يجوز ، فسبحانه اهدى الينا الليل والنهار والقمر والشمس جعلنا نعيش لبرهة أطفال ثم نكبر ونصبح شباب ونشيخ ونموت لنعطي فرصة لصرخة طفل جديد يريد أن يلهو ويكد في هذه الحياة.
من قال ان الحرارة شيئ كريه خاطئ فلولاها ما استمتعنا بالهواء البارد ومن قال أن استمرار الهواء البارد يضفي على الاجواء شعور الفرح خاطئ أيضا ، فلولا انه يأتي ويجئ ما استمتعنا به فالروعة كل الروعة في التغيير والتبديل
سرحت قليلا مع آثار هذا الهواء المنعش فوجدته طيب االمفعول بليغ الاثر يطمئن النفس ويلهب العواطف ويبكي العين ويثير الشرود ويبعث على التأمل ويعود بالروح الى الاستقرار بعد طول انقطاع 0
احبك يارب فانت سر تأملي وتبسمي وتبتلي احبك لانك وهبتي الحياة وفي يدك مماتي وسكنى في الحياة الاخرى احبك لانك لم تبخل على بالهواء المنعش.