شق تاكسي مبكرا سكون منطقة الدقي في سرعة ،عقارب الساعة كانت تشير إلى التاسعة،المنطقة بدت هادئة جدا، رغم أنها تضج في العادة بموظفي البنوك والشركات كأنه يوم أجازة طارئ، مر التاكسي بجوار مدرسة جمال عبد الناصر ، وكانت الشيئ الوحيد الذي بدا فيه حياة .... قوات الشرطة.... بعض الدعايات الانتخابية.... شباب جالس ينتظر بملل دخول أحد المواطنين ليدلي بصوته في انتخابات مجلس الشعب ، سائق التأكسي يقول: هو في إيه النهاردة الدنيا فاضية كده ليه.
كان هذا ردي عليه ، أصل الناس تعودت على السلبية والمكوث في بيوتهم أثناء الانتخابات، ، سائق التاكسي يرد: آه مش كان في ناس قالت أنها حتقاطع الانتخابات دي ، كان ردي : آه الناس دي دلوقت بره مصر ، تكتفي بالكتابة والشجب واقنعت شبابا أن يقاطع ، سائق التاكسي : طيب مش المقاطعة أفضل لأن التزوير هو اللى حيحصل ، قلت له : ده لو كانت الناس أصلا بتشارك ، وبتحب بلدها كان ده يفرق، سائق التاكسي قال: بيني وبينك العنف اللى بيحصل في كل انتخابات وحالات وفاة واستخدام الاسلحة والمطاوي خلت الناس دي خايفة تشارك ، رديت وقلت : فعلا ده بيحصل لكن المشكلة أن المصريين بالذات بيموتوا كل يوم في حوادث طرق ونتيجة الاهمال في المستشفيات يبقى الأفضل أنه يموت في لجنة انتخابية أحسن له .
فرد وقال : يعني انت حتشاركي معاك بطاقة انتخابية ، رديت وقلت :طبعا أنا عندي بطاقة من وأنا في جامعة وشاركت في انتخابات مجلس الشعب 2005 واستفتاء الرئيس حول بعض مواد الدستور وكان في حد بيخوفني أني أشارك ولكن لما بتنزل وتشوف وتحس بأهمية صوتك ده بيفرق كتير، فقال :وماذا كانت النتجية، قلت له : تزوير في دائرة الدقي والعجوزة لصالح مرشحة الحزب الوطني ، ومواد خايبة تم تعديلها في الدستور، قالي :طيب مش كنتي آخذتي أجازة أفضل وقعدتي في بيتك ، قلت له : لأ علشان لما ربنا يسألني، أقوله أني كنت إيجابية، ولما أدعوا على الفاسدين، ربنا يستجيب وعلشان لما يجي يوم يحدث فيه التغيير أحس بطعمه ورائحته
لما رجعت الجرنال وفي أصبعي حبر فسفوري، تابعت بمزيد من الشغف تحديث الناشطين سياسيا على موقع التويتر، لما يحدث من تجاوزات في انتخابات مجلس الشعب ، كما قمت بتسجيل شهادات بعض صحفي الشروق الذين توزعوا في كافة الدوائر الانتخابية عبر غرفة العمليات داخل الجريدة، واهتميت بخبر قيام الحكومة بحجب 8 مواقع لجماعة الاخوان المسلمين بما فيها مواقع الطلبة والجروبز على موقع الفيسبوك، وعجبني جدا محاولات البعض لمقاومة هذة الرقابة الحكومية.
كلما مضيت وشاهدت الحبر الفسفوري يزين أصابع شباب كثيرون، تخيلته أول طريق الحرية الذى يمضى في اتجاه واحد ، ولا يرجع الى الخلف ،