Sunday, January 27, 2013

أحلام غير عادية




يعادوها الحنين إلى أحلامها غير العادية كلما أنهكها العمل ، فتقلب دفتر ذكرياتها وتفتش بخفه بين أوراقه.. ورقة ورقة.. وسطر سطر، تشطب الأجزاء الحزينة وتعيد ترميم الأجزاء السعيدة، ثم تمسك قلمها وتحفر سطرا جديدا بحلم فريد ليكون جملة متناسقة من الأحلام.
بساتين خضراء واسعة في نهايتها جبال شاهقة تعانق السحب وتتمني لو تصل للنجوم اللامعة، ولون أحمر كوجه الشمس يغيب في حمرة الخجل ليفسح المجال لـ(قمر) أبيض مكتمل الجمال، وترتعش نسمات منعشة من ضيائه الفضي فتهتز أوراق الشجر من نقاء شعاعه وعندئذ تطمئن الثمار فتتدلي من الأفنان، ويغرد عصفوران ومن ورائهما القمر ر داخل عشهما الذهبي بأنغام الحب والسلام، ومن تحتهما تظهر رؤؤس صغيره تبحث عن الحنان والأمان.

Saturday, January 19, 2013

تمام يا فندم






اسمحوا لي أن أسرد لكم قصتين، القصة الأولى لطفل عمره 10 سنوات تعود أن يقول أفندم حتى لو كان استجابه لخبطات أحد الزائرين على باب منزله، والسبب أن والده ضابط متقاعد في القوات المسلحة تعود على اعطاء الأوامر ولا يقبل إلا الرد بعلم وينفذ، أما القصة الثانية لأساتذة جامعيين وباحثين وصل لهم منشور من رئيس مجلس الوزراء يطلب منهم عدم الدخول في مشروعات بحثية أجنبيه إلا بعد استطلاع رأى الجهات الأمنية، والسبب أن قنديل ورث هذا التراث الأصيل من النظام السابق صاحب القبضة الأمنية المعروفة بعرقلتها للبحث العلمي، وما علي الأساتذة إلا ترديد قول تمام يا فندم بلا مناقشة.
وحتى لا يتهمني أحد بالتضليل المنشور يحمل رقم رقم 3-144 وموقع من أمين عام مجلس الوزراء الدكتور محمد صفوت بتاريخ 2 يناير 2013 تضمن تنبيه من قنديل لوزير التعليم العالي "بعدم الدخول مع جهات أجنبية في مشروعات بحوث، أو دراسات أو استطلاعات رأى، أو جمع معلومات، إلا بعد أخذ رأى الجهات الأمنية للوقوف على حقيقة تلك الجهات الأجنبية وابعاد التعاون معها".

وبدوره أرسل وزير التعليم العلي المنشور إلى الدكتور حسام كامل رئيس جامعة القاهرة  وكافة الجامعات بتاريخ 10 يناير الجاري جاء فيه " أتشرف بأن أرفق لسيادتكم هذا الكتاب الوارد من أمين عام مجلس الوزراء، وبدوره أرسل رئيس جامعة القاهرة هذا الخطاب للتعميم على كافة عمداء الكليات ومديري المراكز البحثية، ولما سألته قال لي أنه ينفذ التعليمات فقط  ولا يملك حق الاعتراض.

بداية معرفتي بالخبر كان من باحثة في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية-صديقة لزميلتي العزيزة صفاء الدين عصام- تشتكي على الفيس بوك من المنشور وأنه يعوق أى تقدم في البحوث، وعلمت أن الدكتور مصطفى كامل السيد أستاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة  مشرف لها فسألته فقال "بأن المنشور استمرار للقبضة الأمنية لنظام مبارك على الجامعات ومراكز البحوث، ويؤكد عدم حرية الابحاث السياسية والاجتماعية، واعتبر أن هذا الخطاب نوع من "الهلع" غير المبرر من جماعة الإخوان المسلمين للتحكم في مشروعات الباحثين المستقلين، ولا يتناسب مع استقلالية الجامعة طبقا للدستور.
ونصحني بأن أتوجه إلى رؤساء المراكز البحثية لأنهم أكثر تضررا من المنشور ، فاتصلت بالدكتورة نورهان الشيخ مديرة وحدة دراسات الشباب بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة لقيتها حزينه جدا وقالت لي أن اقحام الجهات الأمنية دون تحديدها في المنشور في النشاط البحثي "ردة إلى الوراء ومؤشر خطير على مناخ الحريات في مصر"، وتابعت "يعد هذا انتقاص من مكانة أستاذ الجامعة الذى لا يقل عن القاضي ، ومحاولة لتكميم أفواه الجامعات كمنبر حر بشكل فج صريح لم تشهده الجامعات في عهد مبارك".

الدكتورة قالت لي أن حكومات بعد الثورة تحارب المراكز والوحدات البحثية في الجامعات ، وكلنا يعلم تبعات قرار وزارة المالية بخصم 20% من ايرادات الصناديق والوحدات ذات الطابع الخاص لصالح وزارة المالية،  غير ما تخصمه الكليات والجامعة من الصندوق، ليصل إجمالي ما يتم خصمه من تلك المراكز 45% من إيرادتها "يعني موت وخراب ديار "، فلا عجب أن تغلق وتجمد نشاط 5 مراكز دفعة واحدة خلال عام واحد فقط عام 2012 في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وهم من أكبر المراكز في الكلية  ( مركز الدراسات الأمريكية والأوروبية والأفريقية والبرلمانية والدراسات السياسية) واعتبرت أن هذا يعكس رغبة الحكومة في تحويل تلك المراكز إلى دكاكين تدر دخلا على الجامعة ووزارة المالية، بعكس الغرض الذى أنشأت من أجله".


الغريب أن المسئولين في حكومة ما بعد الثورة أبدوا موافقة عجيبة لهذا المنشور على غرار ما كان يردده الطفل تمام يا فندم بلا نقاش، أحد المسئولين الدكتور ماجد الشربيني مستشار وزير البحث العلمي ورئيس أكاديمية البحث العلمي قال لي أنه تعود على العمل بهذا الأسلوب "وماله لما نخطر الجهات الأمنية ووزارات التعاون الدولي والمالية والخارجية قبل اجراء أى تعاون أجنبي، وقال أنا موافق على استطلاع الجهات الامنية ، وأضاف أن الباحثين المصريين أصبح لديهم خبرة في عرض مقترحات مشروعاتهم بحيث يوافق عليها الأمن.

 بس خلاص حد معترض؟، طيب حد عنده أى اقتراح أو عايز يقول رأيه؟ أحب أسمع أرائكم.