Wednesday, December 4, 2013

الشهقة الأخيرة




شهقاته الأخيرة قبل أن تصعد روحه للسماء، سمعتها جدران عيادة كلية الهندسة جامعة القاهرة التى خلت من الأطباء، أبكت جموع الطلاب المحيطين به، في ذلك اليوم المشهود الخميس 28 نوفمبر أصيب الطالب محمد رضا الفرقة الأولى بثلاث طلقات خرطوش، ضمن عدة طلقات وجهتها قوات أمن الداخلية المتمركزة أمام الجامعة في اتجاه طلاب محتمين بأسوار وحرم جامعتهم.

"كان نفسه يبقى مهندس" هذا حلمه لذلك ترك كل شيئ وراءه، لم يكن له أى انتماء سياسي، ولم يكن يدخل في أى جدل سياسي عقب 30 يونيو  الطالبة نور حمادة من أصدقاءه المقربين  تحكي "كان يحب الحياة" والخروج مع الأصدقاء ، تذكر أنه قبل وفاته الجمعة 22 نوفمبر ذهب مع الأصدقاء في رحلة إلى وادي الريان بالفيوم، وتشاء الأقدار أن يتجمع الأصدقاء مرة أخرى الجمعة التى تليها 29 نوفمبر لكن أمام نعش صديقهم الذي لم يكمل عامه العشرين بعد.

 عيد ميلاده كان قبل وفاته بثلاث أيام فقط،  وكان أصدقاءه قرروا أن يحتفلوا به الخميس يوم وفاته، إلا أن طلقات الخرطوش كانت أسبق من مخططهم البسيط ، "كان دايما يحب يخطط للمفآجات وخصوصا في أعياد ميـلاد أصدقاءه ،"و كان شخص يحب الضحك مع كل الناس حتى لو كان لا يعرفهم، وكانت ضحكته من القلب، لذلك أحبه كل من تعامل معه  هذا ما تتذكره زميلته ياسمين رضا .

محمد رضا لم تكن له نشاطات داخل الكلية وان كان يحب التطوع في جمعية رسالة وبنك الطعام ويحب القراءة ومشاهدة الأفلام الأجنبي ، ولم يكن متفوقا في دراسته ولم يكن منتظما في حضور كافة المحاضرات  لكنه كان قادرا على استيعاب المنهج والنجاح في الامتحانات النهائية ، تقول ياسمين"كان جدع جدا مع أصدقاءه وكان يحرص على التعاون معنا ومساعدتنا ، لكن حينما كنا نفتح موضوعا سياسيا كان يتركنا ويغادر المكان " ، ولم يشاهده أصدقاءه ابدا في مظاهرة خارج الكلية أو داخلها.


عمر ابراهيم زميله يقول "أول مرة رأيته في الكلية كان نفسي أخده بالحضن من كتر ما أنا حاسس انه طيب وغلبان"، ويحكي عنه محمد حسام صديقه أنه كان بشوشا ولم يؤذي أحد، وكان انسان هادئ ، مضيفا "للأسف محمد مات داخل الكلية قدام عيني ولن أنسى شهقته وقت وفاته هو فى مكان أحسن على الأقل لن يرى ظلم وبلطجة الداخلية مرة آخرى".
 
  لحظات مقتلة سبقتها قنابل غاز وخرطوش اطلقتها قوات  الداخلية التى كانت تفض مظاهرة طلاب ضد الانقلاب أمام الجامعة،  يحكي   على مجدي رئيس اتحاد كلية الهندسة  أنه عندما اشتد الضرب أمام البوابة الرئيسية، بدأ الطلاب من داخل أبواب هندسة المغلقة في الهتاف ضد الداخلية، وكان الرد عليهم بقنبلة غاز اصطدمت في مبني الادارة، وبعدها سمع طرقعة رش الخرطوش في الباب الحديدي للكلية، لذلك اقترب أحد قوات الأمن من الباب وبدأ التصويب في اتجاه الطلاب ولحظات وسقط عدد من الطلاب مصابين وسقط محمد رضا على الأرض.

لا أحد من أصدقاءه يصدق مع حدث أو يعلم ما سبب الرد العنيف جدا من الداخلية على هتافات تعبر عن رأيها بأن الداخلية بلطجية، الآن بعد مقتله لن يتوقفون عن ذلك الهتاف بعدما شاهدوا انتهاك الداخلية لحرم كلية الهندسة، أحد أصدقاءه   كريم عبد الوهاب قال أن محمد رضا وقع على الأرض في حدود الساعة الثالثة والثالثة والنصف ، وعندما حاولوا نقله عبر سيارة أحد المهندسين لكن قوات الداخلية ألقت القبض على السائق ، تاركة السيارة في منتصف الطريق وداخلها محمد جثة هامدة لمدة 3 ساعات عند مدرسة السعيدية الثانوية بالقرب من ميدان الجيزة، وعندما علم اصدقاءه اتصلوا بوالده الذين نقلوه إلى مشرحة زينهم بعدما رفضت مستشفى القصر العيني استقباله ميتا.
"أنت في مكان أحسن يا محمد " تردد  والدة محمد رضا التى استقبلت خبر وفاته بصبر، ووقفت أمام جموع طلاب هندسة بعد أن ذهبت إلى قاعة محاضرات ابنها   قائلا " ابني مالوش في السياسة ومش إخوان، متصدقوش الاعلام اللى بيكذب عليكم"
....ومازال التحقيق مستمرا  

Monday, November 11, 2013

جيش يوسف (تحديث)






ما أجمل أن تنام على ذكرى انتصار الجيوش الاسلامية تحت راية يوسف أو صلاح الدين الكردي، وأن تفند الأسطورة لتعرف حقيقة رجل عظيم استرد القدس من بين أنياب الصليبيين لمدة تزيد عن 88 عاما .لأول مرة أقرأ سيرة بطل انسان وليس ملاك ، طول الوقت تشعر أن صلاح الدين بشر مثلنا له نقاط قوة وضعف له انتصارات وله هزائم.

المؤلف عبد الرحمن عزام  صاحب كتاب "صلاح الدين وإعادة إحياء المذهب السني "جعلني نقطة في أعماق صلاح الدين فانتقده وأحبه وأتعاطف مع مشاكله وأبكي على وفاته وأتأثر بوصيته لابنه الظاهر.اتعجب من قائد عظيم وحد المسلمين وخاض الحروب ومات مديونا لا يجد الناس أموالا لكفنه وجنازته ووضع التبن على قبره، صعدت روحه إلى السماء لكنه ترك في الأرض أثرا عميقا داخل كل من قرأ عنه وعاش عصره، اتمنى أن القاه يوما ، رجل عظيم مثله مثل صلاح الدين.

 التحديث:أخي عمر لفت نظري إلى أهمية أن أذكر بعض الملاحظات التى أثرت في بعد قراءة الكتاب وسأوضحها قبل أن أعرض بعض المقتطفات من الكتاب .
 أولا: المناهج التعليمية كانت قاصرة عن تدريس خلفيات أكثر عمقا عن هذا البطل، وكيف وصل إلى مصر وجهده لانتشار المذهب السني مقابل الاسماعيلية الفاطمية الشيعية.
 ثانيا: السينما أخطأت بعرض سيرته في فيلم الناصر صلاح الدين بإضافة بعض الأساطير واخفاء حقيقة  توحد جيش المسلمين في الشام والعراق ومصر والفرس والأتراك والمدن الآخرى لاعادة القدس، يوسف شاهين جعلنا ونحن أطفال نصدق أن صلاح الدين كان عربيا وأن القومية العربية هي من أحرزت الانتصار .
 ثالثا : بعض الكتب التى عرضت سيرته تناست كلمة (الجهاد )رغم أنه  كان هدف سامي لصلاح الدين ومن قبله نور الدين لاسترداد بيت المقدس بعد 90 سنة من سيطرة الفرنج.

أكثر ما أعجبني في هذا الكتاب 1- الصداقة التى جمعت بين صلاح الدين والقاضي الفاضل وكيف أنها أسهمت في الوصول للنصر حتى أن صلاح الدين اعترف انه لم يسترد القدس بسيفه أنما بقلم  القاضي الفاضل.
 2- الابتلاءات التى نزلت على صلاح الدين كانت نعمة وليست نقمة، أول ابتلاء تمثل في حصاره في الاسكندرية، حيث أختبر الله صبره وقوته وعزيمته فكانت جائزته الكبرى حكم مصر، وثاني ابتلاء تمثل في مرضه الشديد حينما حاد عن الخط المرسوم له في رفع اسم الله عاليا، واعتقد بعض النقاد أنه سعى إلى تكوين امبراطورية وأن انتصاراته أبهرته وشجعته على هذا، وحينما استوعب الدرس، كانت جائزته  الانتصار في معركة حطين، والاحتفاظ بالقدس رغم قسوة الحروب التى خاضها مع ريتشارد قلب الأسد.
 3- القسوة والحسم مع المرتدين والخونة مثل السودانيين في الجيش المصري ، ابادة كل من أقسم ضد الاسلام مثل جيوش الكنيسة مثل الداوية والاسبتارية .
 4 -الرفق مع العباد واللين مع الأعداء والكرم مع الامارات الاسلامية واستشارة الأمناء من أسباب النصر. 
يقول المؤلف يقول:
-أخبر المنجمون صلاح الدين ذات مرة أن النجوم تنبأت له بأنه سوق يدخل القدس ويفقد إحدى عينيه لكنه لم يأبه وأجاب ببساطة أنه لا يبالي حتى لو فقد بصره اذا ما أخذ المدينة.

-في معركة حطين كان مشهدا هائلا:من شرق الفرات جاءت قوات العراق.ومن دمشق جاءت قوات بقيادة قايماز النجمي.ومن حلب ركب بدر الدين ديلدريم على رأس جيشه.و تقي الدين ابن صلاح الدين مع رجاله .وقاد قوات الموصل فخر الدين الزعفراني.وتوافد الرجال من سنجار ونصيبين وآمد وأربيل وديار بكر.وعندما تجمعت هذه القوات جميعا زاد من قوتهم أولئك الذين وصلوا من مصر".

-كان أقوي وأكبر جيش إسلامي جمع على الاطلاق تحت قيادة قائد واحد، وكان يتألف من أعراق مختلفة يتحدثون خليطا من اللغات،كانوا عربا وبدوا وأكرادا وأتراكا وفرسا ومصريين.وتباهى صلاح الدين بأن الغبار الذي يثيره الجيش في زحفه يحجب الشمس.وقدر عدد الجيش بثلاثين ألف رجل، وهو على الأقل ضعف إن لم يكن ثلاثة أمثال،حجم جيش (جاي) ملك بيت المقدس في ذلك الوقت.

-كان على رأس الميمنة تقي الدين رجل اشتهر بشجاعته الجسدية الهائلة، وفي التكتيكات العسكرية غالبا ما كان هذا الجناح هو الذي يقوم بالهجوم، وكان كوكبوري، المتزوج من أخت صلاح الدين الذئب الأزرق بالتركية ابن حاكم اربيل يقود الميسره في الجيش، وصلاح الدين يقود الوسط.

-جمع جيش صلاح الدين بين القوة العسكرية العظيمة والعلماء والفقهاء وشيوخ المدارس.وقبل ذلك هناك زمن يسخر فيه الشافعية والحنابلة بعضهم من بعض ويتقاتلون في شوارع بغداد ولكن في ذلك الحين كان الجندي والفقيه يركبان جنبا إلى جنب.
-كان صلاح الدين يؤدي صلاة الفجر خارج أسوار طبرية مباشرة عندما وصل الرسل ومعهم أخبار بأن الجيش الصليبي في الطريق.أدهشة الخبر، فمع أمله أن يلتقط جاي الطعم إلا أنه لم يكن يتوقع ذلك، وأعلن أن اليوم تتحدد فيه نتيجة الجهاد فكان النصر.

- الأسري كانوا من الكثرة حتى ان رجل مسلم يمشي وهو يسحب حبل خيمة خلفه ربط فيه ثلاثين أفرنجيا أسيرا كانوا يتبعونه راضخين بوجوه مكفهرة.كان النصر كبيرا لدرجة أن فدية الأسير كانت أقل من دينار، وقيل أن أسير في دمشق بيع مقابل حذاء، وثبت الصليب مقلوبا ودخل به جيش صلاح الدين ظافرا إلى دمشق.أما النبلاء المأسورين كان فيها ملك بيت المقدس وإخوته ومقدم الداوية وأسقف اللد ومقدم الاسبتارية، وأعدم مائتان وثلاثون من فرسان الداوية.

-ودمرت مملكة بيت المقدس في معركة واحدة وما استمر تسعين سنة اختفي في ثلاثين يوما، وتم تحرير القدس بعد ذلك ، أما بطريرك هيراكليوس فقد عاش خسيسا ومات مجهولا.
-  أعظم انجازات صلاح الدين استرداده بيت المقدس لكن هذا الانجاز تتواري اهميته أمام قدرته على الابقاء على جيشه المتباين متماسكا في ميدان المعركة على مدار خمس سنوات.
-"غادر يوسف سجنه هذه الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر"القاضي الفاضل صديق عمره ومستشاره الفلسطيني.


ختم المؤلف الكتاب بوصية صلاح الدين لابنه الظاهر أحب أبناءه قال فيها " أوصيك بتقوى الله تعالي فإنها رأس كل خير وآمرك بما أمر الله به فإنه سبب نجاتك وأحذرك من الدماء والدخول فيها والتقلد لها فإن الدم لا ينام وأوصيك بحفظ قلوب الرعية والنظر في أحوالهم فأنت أميني وأمين الله عليهم ...ولا تحقد على أحد فإن الموت لا يبقى أحدا وأذر ما بينك وبين الناس فإنه لا يغفر ألا برضاهم وما بينك وبين الله يغفره الله بتوبتك إليه فإنه كريم".











Friday, September 13, 2013

زهور الصبر







-تعرفت اليوم على فاطمة أو أم سيد، سيدة أرملة تبلغ من العمر 74 عاما، شاركت لأول مرة في حياتها في مسيرات احتجاجية، كانت تضحك مثل الأطفال، لديها ابتسامه عذبة رحيمه، طلبت مني أن أصورها وأصور المظاهرة بالتليفون المحمول الخاص بها، جعلتني اضحك وهي تصمم  أن تعزمني على عصير من إحدى العربات في الشارع، كان عصير المانجو رائعا ، ضمتني بقوة قبل أن تركب عربات فيصل، قبلتني ودعت لي بالزواج من الانسان الصالح وبالسعادة.
 ربنا يبارك فيها وفي صحتها.

-أتأمل شعار "اليأس خيانة وحنحبط الاحباط"، والرجل الذي يأتي خصيصا كل مسيرة ليرش المياه المبردة على وجوة المتظاهرين، لا يردد أى هتاف لكنه يمضى بعزم ويحرص على ملء زجاجته من كل مبرد مياه يجده، وهذا الطفل الذي يرتدي تي شيرت علامة رابعة يلهب حماس الاولتراس، والدكتور المسن المشهور الطويل الذي يتواجد في كل المسيرات الطويلة، فأتأكد أن النصر قادم لا محالة.

-توهمت أنني سأيأس وأنني سأتأثر من هجوم من يصفني مرة بالإخوانية ومرة بالإرهابية، لمجرد أنني اختلف معهم في الرأي، لمجرد أن هذا الرأي لا يجد قبولا لديهم أو لانه نفس رأي جماعة الإخوان، كانت فرصة جيدة لأن أعيش التحدي في العمل وفي الشارع ومع الجيران والأقارب، وأن اتقرب ممن يفهمونني ويحبونني.
 -اتذكر منظر سرب الطيور في السماء وقت المظاهرات، كأنهم يحتجون معنا ، وكم كانوا صامدين في كل الأوقات حتى وقت أن اشتد  الضرب بالرصاص أعلى كوبري 15 مايو في جمعة الغضب الثانية.

-ادركت أن لكل نقمة نعمه، ففي وقت الحظر والخوف وكذب الاعلام ، عدت  أشبع نهمي في قراءات جديدة هذا العام، فبدأت افهم من هم الإخوان عبر كتب مذكرات الدعوة والداعية للإمام حسن البنا، ومذكرات فاطمة عبد الهادي التى تحكي فيها رحلتها مع الإخوات المسلمات من حسن البنا حتى سجون عبد الناصر، واستمر الأن في قراءة الاخوان المسلمون سنوات ما قبل الثورة للكاتب المبدع رحمه الله حسام تمام الذي يحلل وينتقد الإخوان بموضوعية كبيرة افتقدتها كثيرا هذه الأيام.

- عشقت كتاب خلق المسلم للشيخ القدير محمد الغزالي، وأحببت الرائع سيد قطب في ظلال القرآن، إلا أنني بطيئة جدا في قراءة تفسيره للقرآن وتوقفت عند المجلد الثالث واتمني أن أجد الوقت لتكملة باقي المجلدات.



Sunday, August 11, 2013

هل تقبل أن تتزوجني؟




نعم عرضت عليه الزواج... قلت له أمام الكون كله هل تقبل أن تتزوجني؟، مد يداه وأخذ يدي قربها من فمه ولثمها ثم احتواني بين ذراعيه لأيام وشهور.. شعرت أن الزمن توقف وأن سهام النقد تنتظرني فكيف يمكن أن تبادر أنثي في مجتمع شرقي بطلب الزواج؟.

ثمانية عشر يوما أبحث عنه بين وجوه العاشقين والحالمين، نظره واحده من عينيه تكفي لأن أعيش في الجنة طوال العمر، آهاتي تساوت مع عدد سنين عمري الذي بلغ الثلاثين ، رحلة لم أيأس فيها في البحث عن نصفي الآخر، وجدت فيها الأشواك والرصاص تتناثر من حولي... والدم الأحمر القاني يفيض في الميادين.. وصوت الشيطان ضاحكا يردد هل من مزيد هل من مزيد؟

هل تقبل أن تتزوجني؟
رأيته يومها غاضبا مجروحا من طعنات الدهر الغادرة، ولكنه نظر إلي بحنان كان وسيما ملائكيا الوجه تشع منه أطياف الماضي والحاضر والمستقبل، أنواره تكفي لأن تمد الزمن بالحب والسعادة الأبدية، انتظرت فترة انتصاره ضمني إليه بقوة فكان ودودا وديعا، اتسعت ابتسامته وضحك فكانت ضحكاته مثل قطرات المطر وهبوب الرياح وحركات السحب، وفيضان الأنهار، وتغير الليل والنهار.

 تتبعت حركاته سرت وراءه في الأزقة والشوارع والميادين رأيت القمر بدرا في وجهه ، والشمس تشرق على وجنتيه، والنيل يروي خصلات شعره الناعمة، وجسده الممشوق وتحركاته الثابتة القوية تذكرني بالنخيل الصامدة أمام موجات البحر المتتالية وقت الغروب.

هل تقبل أن تتزوجني؟ عاودت السؤال
التفت وراءه فكنت حارسته الشخصية أحمي ظهره، نظر أمامه فكنت نور بصيرته، وجدني في الصيف أعاهده على أن أبقى معه حتى بعد أن  تخلى عنه الأصدقاء، انتظرني في الشتاء لرعايته من أمراض الانقسام وتكالب الأعداء، وفي الربيع قدمت له زهور إعجابي بصبره وقوته، وفي الخريف كنت أجمع له أوراقه المبعثرة لإعادة نشرها من جديد في كتاب يحكي  تاريخ وطن عرف الحضارة منذ آلاف السنين ، قلبي ظل يحلق فوقه وعند ظله فتحولنا لروح واحدة فتنفسنا نسائم الحرية في يناير.


هل تقبل أن تتزوجني؟ أكرر السؤال بلا ملل
شهر ونصف الشهر أجري وراءك مترقبة أهتف باسمك، أنشد الأغاني والصلوات والأدعية التى رددناها معا، تحملت عطش الحب وجوع الاشتياق لنور عينيك، تركت ورائي المهزومين والجلادين والجزارين والحاقدين والحاسدين ومعدومي الضمير والإنسانية، اقتربت منك حتى تلامسنا وهمست في أذنك  في ليلة مظلمة غاب عنها القمر، واختفى فيها النجوم، وكثر فيها الأشباح والوطاويط التى تسيل الدم من أنيابها لفض اعتصامنا :روحي فداك يا وطن 





Wednesday, July 24, 2013

هما فين الإرهابيين؟




الزجاج في كل مكان من حولي.. وفي أذني ..وتحت قدمي... طوال السير بالقرب من ميدان الجيزة تحديدا عند مدرسة السعدية إلى جامعة القاهرة، سيارات المعتصمين السلميين في محيط جامعة القاهرة محروقة بالكامل على الجانبين، الكل يتحدث عن معركة قادها البلطجية البارحة في حماية الشرطة وانحياز تام للجيش بقيادة السيسيي ضد استهدفت أرواح المعتصمين وسيارتهم تقدر السيارات التى تهشم زجاجه واحترقت ومزقت اطارتها بنحو 27 سيارة.

 تحت خيمة غطائها ألوانه علم مصر تتحدث سيدة منتقبة تقول "الضرب بدأ من ناحية ميدان الجيزة والمعتصمون لا يملكون سلاحا إلا قراءة القرآن،  يرددون حسبي الله ونعم الوكيل تمر الدقائق والساعات وتدعو المنصة لصلاة الجنازة بعد استشهاد أحد الشباب فنقوم لصلاة الجنازة، وبعدها يبدأ الضرب، فيموت رجل آخر وتتكرر الدعوات  لصلاة الجنازة" وتستمر الحلقة الجهنمية من العنف وتضطر معه بعض السيدات إلى المبيت في الميدان تحت وطأة زيادة الضرب، الذى استمر من الساعة الثانية فجرا حتى السابعة من صباح الثالث والعشرين من يوليو ".

يقف رجل بلحية بيضاء على المنصة بعد صلاة العصر يشدد في كلمته بعد دعاء طويل ويردد وراءه المصلون أمين أنهم ليسوا دعاة عنف  قائلا " لا أريد أن أسمع أو أرى أحد معه سلاح في الميدان، هذا لا يجوز يا أخوتي نحن سلميين واعتصامنا سلمي، ولا نتسلح إلا  بالله  "، يقطع حديثه هتاف من آلاف المعتصمين في صوت واحد "هما معاهم ضرب النار وإحنا معانا عزيز جبار".

بعد أن انكسرت أشعة الشمس جزئيا أرى مسيرة سلمية تطوف محيط الجامعة بها أطفال يلبسون طراطير حمراء زاهية في اشارة لعدم وجود صلاحية لرئيس الجمهورية المؤقت عدلي منصور ، وسيدات محجبات يرفعن صور للرئيس محمد مرسي ولافتات "نعم للشرعية"، الأطفال يرددن بصوت ناعم " يسقط يسقط حكم العسكر"، "سيسي يا سيسي مرسي رئيسي".

فتاتان يمسكن مقشة ويكنسن الميدان، وتعليمات من المنصة "حافظوا على الميدان النظافة من الايمان"، وامرأة تحرس خيمة بها أدوية بالقرب من المستشفى الميداني، والجميع محافظ على صيامه، بين الحين والآخر يرش أحد الشباب المياه رزازا على وجوه الصائمون، فيحيوه بابتسامه واسعة.

قبل دقائق قليلة من أذان المغرب كان هناك تنبيه من المنصة لا تنسوا أذكار المساء، متبرعون في كل مكان بالتمر ومشروب العرقسوس والتمر الهندي، رجل أربعيني ينزل من سيارته ويوزع بعض الوجبات على النساء والأطفال، ويردد "هل تريدن وجبات اضافية ؟.

بعد الأذان الكل يفترش الأرض ناس بسيطة جدا أغلبهم فقراء وتحسبهم أغنياء من التعفف ، يأكل الجميع والبركة تحل وتزيد، سيدة عجوز تنظر لي  "هما فين الإرهابيين دول؟، أنا مش شايفه غير ناس بتحب بعضها وبتخاف من ربنا وعايزين رأيهم يتسمع"، وترد آخرى عليها "والله يا حاجه أنا مستعدة افض اعتصامي بس مين يضمن لي ان صوتي يتسمع تاني، مين يضمن انهم لا يعزلوني عن المجتمع لمجرد ان زوجي بلحية وانا منتقبة، يعني احنا غاوين تعب ، هما اللى أعلنوا الحرب على المسلمين اغلقوا القنوات الدينية واعتقلوا الشباب المتدين وحابسين رئيسنا دون محاكمة وعايزين يقطعوا لسانا بس إحنا مش حنرجع يا نعيش بكرامتنا يا نموت هنا".


Saturday, July 13, 2013

نويت الاعتكاف في حضن الميدان






رغم صمت ساعة جامعة القاهرة ، فإن عقارب الساعة في أيدي معتصمي ميدان النهضة يشير إلى الساعة السادسة والنصف، الكل يترقب موعد الإفطار لإطلاق الدعوات، سيدات وأطفال ورجال يفترشون الأرض  والحصر والأرصفة أمام المسلة بأعداد هائلة تصل لعشرات الالاف، فتيات وشباب يوزعون التمر، لكن لم تكن هناك مائدة افطار، أو رائحة طعام، قبل دقائق قليلة من سماع صوت آذان المغرب يتردد صوت على المنصة الوحيدة "سنوزع الطعام وأنتم في أماكنكم ..رجاء لا نريد تبرعات أخرى من التمر لدينا الكثير".

تدق الساعة السابعة والمعتصمين رافعين أكفهم بالدعاء أن يحفظ الله مصر ويوحد قلوبنا ويغفر ذنبنا ويدخلنا فسيح جناته، آذان المغرب يشق السماء، الكل يكسر صيامه ، ليلي إحدى الصائمات التى تسكن بالقرب الجامعة تنسى ظمأها فتقوم وتوزع مشروب تمر هندي أعدته خصيصا للصائمين، وفي نفس اللحظة تبادر هدي سيدة منتقبة بعمل سندوتشات كبدة اسكندراني وتوزيعها على السيدات القريبة منها كان حظي سعيدا أني أجلس بالقرب منها فكانت أجمل كبدة اسكندراني أكلتها في حياتي رغم أنها كانت حارة جدا.
 لحظات ويمر شباب معهم خبز به أرز ولحمة ساخن، وبالقرب من المسلة ساهم الأطفال في ملء زجاجات المياه من الحمامات القريبة من حديقة الأورمان -أحدهم أعطى لي عبوة عصير جوافة- وتوزيعها على الصائمين، يأكل الجميع ومع ذلك تتبقى مكرونة وكبدة، تستعجب هدي قائلا " فعلا أكلة هنية تكفي مائة وألف وعشر الألاف". 


قبل هذا التوقيت بنحو 6 ساعات تحديدا الساعة الواحدة عقب صلاة الجمعة خرج الصائمون المؤيدون للشرعية يطالبون بعودة الرئيس محمد مرسي في مسيرات من مسجد الاستقامة، ولم يكن المتظاهرون يحملون سوى سجادة الصلاة ومصحف وعلم مصر، رفع أحدهم المصحف قائلا "هذا هو سلاحنا في مواجهة من يرفضون الشرعية".
  الكثير من الأسر توافدوا إلى الميدان على دفعات، عربات الميكروباص ساهمت في زيادة أعداد المتظاهرين الذين أتوا من أماكن مختلفة وتجمعوا على أرض الميدان الذي تزين بزينة رمضان وبالونات حمراء وصفراء.

واستمر المتظاهرون في التوافد الساعة الثانية ظهرا رغم حر الشمس، لكن المعتصمين استقبلوا المتظاهرين برش المياه على الوجوه، وانطلقت الصيحات على المنصة "أهلا بالثوار"، شباب وأطفال يشاركون في اطفاء حر الشمس برش المياه من زجاجات مياه تم خرم غطائها لترش المياه برفق على وجوه المتظاهرين.


 لافتات "نويت الأعتكاف في الميدان"، "نحن قوم أعزنا الله بالاسلام، ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله"، "نعم للشرعية"، تملء الميدان ، وعكف مجموعة من المتظاهرين على تعليق لافتة مكتوب عليها " الشهيد حسن مأمون حنيش" الذى توفي بتاريخ 5 يوليو إثر طلق ناري حي في الرأس أثناء مشاركته في مظاهرة ماسبيرو، وفقا لرواية ابن عمه سيد طه، الذي روى عنه أنه طالب في السنة الرابعة في كلية دار العلوم، وأنه أراد توصيل صوت مؤيدي مرسي للناس، وسلاحه كان الدعاء فقتله البلطجية على كوبري 6 أكتوبر.


الساعة تدق الثالثة والنصف إلا دقيقتين ، مجموعة من السيدات يتحركن من أماكنهن لتفادي أشعة الشمس الحارقة، ثم يجلسن في ظل المسلة ويستمرون في قراءة القرآن، وصوت آذان العصر يقطع تلاوتهم ويصطفون في صفوف ويصلون خلف الامام في خشوع،  الشمس تنكسر قليلا الساعة الرابعة والنصف فيزيد عدد المتظاهرين الصائمين، طفل يبلغ من العمر 11 عاما بجانب والدته يقول لها "أنا عطشان قوي يا ماما أنا مش قادر أكمل صيامي"، فتصبره إحدى المعتصمات "معلش أصبر شوية خلاص هانت"، فيمر أحد الشباب يحمل جهاز لرش المياه فيغمر وجه الطفل بالمياه ويغمر وجوه المعتصمات الذين يضحكن بصوت عال، واحدة تحتضن المصحف بقوة تقول "حاسب المصحف حيدبل".

الساعة الخامسة الطفل يكرر طلبه مرة أخرى "أنا عطشان عطشان" فتتعاطف معه المعتصمات وتقنع أحدهم والدته فتعطيه  زجاجه مياه فيروي عشطة سعيدا.


 تستمر النساء أمام المسلة في تلاوة القرآن، وحينما تدق الساعة السادسة تنقل المنصة خبرا يقول "صورة مرسي اترفعت في القدس عشرات المتظاهرين رفعوها تأييدا له"، فتردد السيدات "الحمد لله والله أكبر"، وتلتفت سيدة منتقبة تسمى زينب تتحدث إلى سيدة آخرى ورائها بعد أن تطمئن بعينيها إلى مكان أولادها الثلاثة الذين أتوا معها تقول "أنا جاية من طنطا بنية نصرة مظلوم، مش معقول أننا نقبل أن يتم غلق القنوات الدينية ويقبضوا على الشيوخ وكل من يربي لحيته، يعني أنا بمشى في الشارع دلوقت خايفة لمجرد أني منتقبة"، وتتابع "هما عايزينها حرب على الاسلام بعد ما قتلوا الناس في صلاة الفجر وبيتهمونا إننا معانا أسلحة،  وإحنا مش حنسمح بدا أبدا حتى ولو على جثثنا"، فترد آخرى "هو في أقوى من سلاح القرآن".


يبدو المشهد من الخارج كئيبا وقت مغادري لمكان الاعتصام الساعة التاسعة والنصف اسلاك شائكة نصبها الجيش وأفراد من الشرطة ودبابات ومدرعات على الجانبين تغلق بعض الشوارع المؤدية إلى ميدان النهضة، أما من الداخل فقد شهدت ليلة من أروع الليالي الرمضانية التى لن أنساها أجواء احتفالية وروحانيات وأشخاص بسيطة قلوبها شفافة بيضاء تعتصم في سلمية، أقسم  بالله والله على قسمي شهيد هؤلاء المعتصمين لا يمكن أن يكونوا ارهابيين ، وإن من يمارسه هو الاعلام ولا أسعني إلا أن أردد مقولتهم "اصرخي يا لميس مرسي هو الرئيس".

Wednesday, July 10, 2013

ثورة ثورة ضد العسكر





اذا كانت التعليمات واضحة بعدم نشر الحقيقة أو  تجاهلها أو اتهامك بالتحيز فإن ثورتنا ثورة 25 من يناير هي الأب الشرعي لتحررنا من قيود الظلم والقهر والفساد..ذهبت مع صديقتي ضحى الجندي إلى مقر اعتصام رابعة العدوية ثم إلى الحرس الجهوري عقب سماعنا بالمذبحة التى راح ضحيتها أكثر من خمسين مصري، خاصة أن الاتهامات كلها كانت ضد السلميين المعتصمين أمامه..سمعنا سخرية هنا وهناك وتشكيك في كلام الضحية وثناء على الجلاد ..وكعادتنا نزلنا تستطلع الأخبار ..حاولنا أن نسمع ونتحاور مع من استطعنا من المعتصمين وشهود العيان وأطباء جميعهم ليس لهم أى خلفية دينية أو سياسية ..رجعنا بشهادات موثقة بعضها سجلناها وصورناها وبعضها كتبناها في أجندة حرصنا على كتابة أرقام تليفونات من التقينا بهم ، رجعنا كتبنا ما رأيناه بعد أن وصانا كل من رآنا أن نكتب ما رأينا وكتبناه لكنه لم ينشر لظروف خاصة بالجريدة :
ما رأيناه 
بقع من الدماء مزينة بأوراق الشجر عليها ورقة صغيرة من الكرتون كتب فيها "هنا سقط شهيد"، وأخرى حملت عبارة "هنا سقطت شهيدة" وبجوارها قطعة حريرية لخمار سيدة ملطخ بالدماء هكذا حرص عشرات من المعتصمين السلميين المصريين، الذين توافدوا منذ أول أمس أمام الأسلاك الشائكة الجديدة التي وضعتها قوات الأمن في شارع الطيران بالقرب من مقر الاعتصام احتجاجا على سقوط 53 شهيد في مذبحة الحرس الجمهوري،  لتوثيق بشاعة ما حدث بطريقتهم.

ما سمعناه أثناء تواجدنا أعيرة نارية مخيفة وقريبة مننا لم نتبين اذا كانت رصاصات صوت أم حي قال المعتصمون أنها تهدف لتخويفهم وابعادهم عن مكان الاعتصام خاصة أنها لم تخلف أى ضحايا.


يروي محمد قطب، مهندس ميكانيكا أحد شهود العيان على المذبحة وهو يشير بأصبعه على حائط مقابل تظهر عليه آثار طلقة  رصاص ويقول "كنت في الصف الأول في الصلاة، وفي السجدة الثانية من الركعة الثانية سمعت صوت إطلاق النار، وسمعت نداء "يافرقة 51 يا فرقة 51".
يتابع "حصل "هرجلة" وإحنا بنسجد، فأكمل البعض صلاته، وترك البعض الآخر الصلاة وركض"، يتحدث عن نفسه ويقول "جريت وأنا وسط الصلاة في اتجاه شارع الطيران، ورايت قوات خاصة تابعة لوزارة الداخلية بتضرب نار، ورأيت عددا من القناصة فوق المباني التابعة للقوات المسلحة الموجودة بطول شارع الطيران، وأغلب الذين قتلوا كانوا من اللجان الشعبية الذين كانوا يقومون بتأمين الاعتصام، وإصابتهم كانت أغلبها في الصدر والجنب والبطن".
"والله العظيم أنا مش إخوان، ولكني ضد الانقلاب العسكري الذي حدث" يحرص على تأكيد ذلك خلال حديثه ويكمل قطب "عندما جريت تذكرت أن زوجتي وابنتي كانوا معي فعدت لأبحث عنهم ووجدتهم يركضون، دفعتهم للركوب في سيارة نصف نقل بيضاء كانت تنقل النساء والأطفال بعيدا عن الاعتصام، وبعض السيدات احتمى في مسجد المصطفى بالقرب من مقر الحرس الجمهوري".
يضيف "بدأت أحمل الجثث التي سقطت" ويتذكر تلك اللحظة "أنا شلت جثث كتيرة ، والإسعاف لم تأت إلا بعدها بـ45 دقيقة"، يقول "غبت عن الوعي عدة مرات من كثرة البكاء وهول المشهد ".



يقاطعه أحمد فتحي، طالب بكلية الصيدلة جامعة الأزهر ويقول "أنا حملت جثث لـ3 سيدات وطفل عمره لا يتجاوز الـ4 سنوات، بيدي هاتين". "منذ بداية الأحداث كنا متواجدين في خيمة لكلية صيدلة وكنا نشاهد حولنا طوال الوقت سيدات وأطفال، فلا يمكن أن يقدم أي شخص منا بأي عمل متهور في وجودهم".
يعود قطب للحديث مرة أخرى ويلوّح بيده إلى عمارة تطل على شارع الطيران وبها آثار حريق نشب في اللافتة الخشبية لشركة النيل العامة، وبعض آثار لطلقات ناريةعلى الحائط والشجر المقابل لعماير معسكر قوات الحرس الجمهوري   ويقول "في عسكري انضرب بالنار أمام عيني لأنه قام بتفريغ ذخائره، حتى لا يطلق الرصاص على المعتصمين.
 
محمد طبيب في الهلال الأحمر ويعمل في المستشفى الميداني فضل عدم ذكر اسمه الثاني كان شاهدا على قتل ملازم أول السيد ابراهيم على - 27 سنة يسكن في عمارة بشارع الطيران المقابلة لأحد عماير معسكر قوات الحرس الجمهوري -وقت الاعتداء على المصلين في صلاة الفجر ، يقول " شاركت في اسعافه وكان يرتدي زيا مدنيا حينما أصابته رصاصة موجهة داخل سيارته الملاكي، أدت إلى انفجار في الجمجمة ، تعرفت عليه من بطاقته وجهازه اللاسلكي ومسدسه، وتم نقله بعربة اسعاف تحمل رقم 414 إلى مستشفى التأمين الصحي، يقول أن الرصاصة بعمق 3 سنتيمتر وأعتقد انها من قناص محترف، وقال أنه مستعد للادلاء بأقواله اذا تم استدعائه للتحقيق فيما حدث .

يضيف طبيب آخر "رأيت بعيني جاره يقوم بتصوير الواقعة، فتم قنصه بواسطة أحد الأشخاص، ويرجح أنه كان يقبع أعلى أحد المباني المقابلة لمبني معسكر قوات الحرس الجمهوري،  يتابع "سالت دماءه التى مازالت أثارها على المبني السكني، وصورنا آثار الدماء التى رسمت خطين أحمرين على المبني" -أعلى الصورة-، "   سارعنا بإبلاغ المسئولين في هيئة الاسعاف التى أبلغت مديرية أمن القاهرة التى استلمت تلك المستحقات بعد ذلك، وفوجئنا بعدها بأن التليفزيون المصري تحديدا القناة الأولى يتهم الإخوان المعتصمين بقتل هذا المجند وهذا كذب".



وأمام الاسلاك الشائكة جلست حلا فتاة تبلغ من العمر 28 سنة كانت ترتدي تي شيرت أسود وقلادة مكتوب عليها اثبت مكانك الشرعية والشعب، تقول أنها لم تكن موجود وقت الاعتداء على المصليين في صلاة الفجر ولكنها كانت متواجده طوال فترة الاعتصام وتردد "حسبي الله ونعم الوكيل حرام اللى بيحصل دا انهم يتهموا الاسلاميين والاخوان بالقتل دي قلة أدب "، الناس لازم تفوق أن دا انقلاب عسكري وانقلاب ضد الشرعية".