Saturday, October 31, 2009

ولذكر الله أكبر




ولذكر الله أكبر

(......ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون)أية رقم 45 سورة العنكبوت،هذه مقدمة موضوع عن الابتلاء،بعيدا عن جو الجامعات الكئيب ومشاكل العمل التى لا تنتهي افتح معكم بعض الصفحات العطرة من كتاب صفوة التفاسير للشيخ محمد علي الصابوني،وهو بالمناسبة كتاب سريع التفسير مناسب لامثالي ممن يأخذ العمل معظم وقتهم ويتركهم جثث هامدة لا تقوي على عمل أى شيئ بعده سوى النوم .

يقول التفسير "محور سورة العنكبوت يدور حول الايمان وسنة الابتلاء في هذه الحياة"، ولا يخفى على أحد أن الانبياء أشد الناس ابتلاء،"ولهذا جاء الحديث عن موضوع الفتنة والابتلاء في هذه السورة مطولا مفصلا وبوجه خاص عند ذكر قصص الانبياء".

تبتدئ السورة الكريمة بهذا البدأ الصريح (ألم*أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون)،وتمضي السورة تتحدث عن فريق من الناس يحسبون الايمان كلمة تقال باللسان،فاذا نزلت بهم المحنة والشدة انتكسوا،وارتدوا عن الاسلام تخلصا من عذاب الدنيا ،كأن عذاب الاخرة أهون من عذاب الدنيا(ومن الناس من يقول آمنا بالله،فاذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله).

معذرة سنخرج قليلا عن التفسير بالتأكيد جميعنا مر بموقف صعب اليوم أنا اتعرضت لموقفين وليس موقف واحد احسبهما ابتلاء وكانت تلك الايات مطهره لقلبي فارجوا ان تكون عليكم بردا وسلاما وقوة وليس ضعفا أمام الصعاب خاصة ان تلك الايات علمتني أن أهدء ولا أكترث الا بذكر الله فوجدته خير علاج للضيق النفسي والقهر المعنوي وغلاسة بعض الرجال وكيد بعض النساء.

وكانت الاية التى افتتحت بها موضوعي أكثر الايات بسورة العنكبوت راحة(اتل ما أوحي اليك من الكتاب وأقم الصلاة ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون) دعونا نعرف معناها "أى ولذكر الله أكبر من كل شيئ في الدنيا،وهو ان تذكر عظمته وجلاله،وتذكره في صلاتك وفي بيعك وشرائك،وفي أمور حياتك ولا تغفل عنه في جميع شؤونك.
(والله يعلم ما تصنعون)أى يعلم جميع أعمالكم فيجازيكم عليها –انا دلوقتي فرحانه في كل من تسبب في اصابتي بالضيق اليوم-"ان الصلاة فيها ثلاث خصال : الاخلاص ،والخشية، وذكر الله،فالاخلاص يأمره بالمعروف ،والخشية تنهاه عن المنكر، وذكر الله –القرآن-يأمره وينهاه، فكل صلاة لا يكون فيها شيئ من هذه الصفات فليست بصلاة على حد قول أبو العالية.

Friday, October 30, 2009

دعاء الكروان


في عيشه على الشجرة المقابلة لشباك حجرتي عايش كروان.


كل يوم المغربية تلاقيه عمال يغني ويقول ألحان

لا أدري ليه ما بسمعوا الا بعد ما الضوء بيستخبي وينام

،نفسي أراه بملء جفوني وأنا في قمة اليقظان

لكن مثل ما كل حاجه جميلة لا نراها في دنيا الاوهام

بحلم وحلمي كبير ان يكون الطائر أحلى من الخيال

ويفضل صوته مثل الدعاء لا ينقطع مهما دارت الايام.


داليا

Monday, October 26, 2009

صوت المتاريس


أكتب الآن وأنا في غاية التعب بعد يوم مرهق قضيت نهاره في تغطية انتخابات اتحادات الطلبة فضلا عن مظاهرة بجامعة القاهرة نظمها طلاب الاخوان تضامنا مع الاقصى المنسى .

لم يكن هناك شيئا جديدا يمكن ان اذكره بخصوص الانتخابات فالامور لم تتغير وصانع القرار في جامعاتنا لم يتغير أيضا ويبقى الوضع كما هو عليه الى ان تحدث المعجزة ولن اطول عليكم في هذه الجزئية لاني ذكرتها في موضوع سابق .

اذن ما هو الجديد ؟ انه صوت المتاريس،ربما يضحك البعض ويقول وهل للمتاريس صوت أو ربما يحاول البعض إلقاء سؤال ماذا تقصدي من كلمة متاريس؟المتاريس جمع مفرده متراس ومعناه وضع عقبات في الطريق لمنع السير فيه ،المثير انها كلمة فارسية لكننا نستخدمها في لغتنا العربية باعتبارها جزء من لغتنا وهي باللغة الانجليزية Barricades .

وماذا عن صوت المتاريس؟ربما تذكر بعض ممن حضر منكم مظاهرة أو ألقاه حظه العثر في ميدان التحرير وقت اندلاع مظاهرة ما لفئة خبا صوتها كانت تسمى زمان كفاية وغيرت اسمها حاليا الى كفالة، ان وجد نفسه محصورا بين عدد من المتاريس واجبره أفراد يرتدون السواد ان يسير وفقا لخط سير من المتاريس يجب الا يتجاوزه والا انفجرت فيه مسورة كلام لا اول لها ولا آخر ده لو كان الراجل مؤدب انما لو كان غير كده ممكن تلاقي هرولة ثقيلة هوت على أم رأسك للتعلم بعد كده تسمع الكلام.

غالبا نحن شعب لا نغضب بالساهل لا أعرف ماذ أقول نحن غلابه ومسالمين وبنحب جدا ان يكون الخيار الاستراتيجي بتاعنا هو السلام .

أرجع وأكرر هل سمعت صوت متراس حديدي يقوم بوضعه أحد أفراد الامن المركزي أو تحريكه من مكانه.انه صوت مقزز مرهق للاذن فيه نوع من الارهاب أحيانا وغالبا ما قد يجبرك شدة صوته على وضع يديك على أذنك في محاولة يائسة منك لمنعه من ازعاجك.

المتاريس اليوم كانت أمامي وكانت تصدر صوتا شديدا ولكنه لم يكن مزعجا بالنسبة لي لان هذه المرة لم يتحكم في المتاريس أحد افراد الامن المركزي فقد كان هناك أيادي آخرى غير اليد التى تعودنا عليها تحرك المتاريس كان هناك طلاب الاخوان الذين يتحكمون في شكل المظاهرة وخط سير أفراد الامن بشكل آثار استغرابي قبل اعجابي بقوة تنظمهم –رجاء ألا يدعي أحد انني مفتونة بالاخوان انا أرصد فقط ما حدث من وجهة نظر صحفية- دعوني أرصد لكم ما حدث بالضبط في البداية قام طلاب الاخوان باخبار الامن انهم سخرجون في مظاهرة خارج أسوار الجامعة فوضع الحرس مجموعة من المتاريس على شكل دائرة حول المسلة غرضهم ان يحوطوا بها طلاب الاخوان لتحجيم تحركاتهم .ثم اذ فجأة يأتي الطلاب من كل مكان وهم يهرولون بسرعة من كل اتجاه وبسرعة شديدة يركل بعضهم جميع المتاريس –ماي جري بلغة الكاراتيه أو شلوت بلغة الشارع- حينها صدرت صوتا مرعبا.

نعم صوتا آثار كل من في الشارع في هذه اللحظة حتى انا التى تعودت على حركاتهم الشيطانية اتفزعت ،المهم انهم في لمحة بصر بشكل أربك الامن قاموا باعادة توزيع المتاريس على شكل مستقيم فاستبدلوا شكلها من وضع الدائرة الى المستطيل ليوسعون بذلك من مجال تحركاتهم داخل المظاهرة ثم وضعوا أيديهم في أيدى بعض ليمنعوا الامن من اختراقهم.

لم يشغلني تلك الحركات المسرحية ولكن ما شغلني وجعلني أقص الموضوع عليكم هو بعض من الرموز ان المتاريس لم تعد سلاحا في يد أفراد الامن ولكنها أصبحت مثل العجين يمكن ان نقوم على اعادة تشكيلها بأيدينا كما نريد دون خوف وان صوت المتاريس في اذني لم يعد بثير الرعب بل تحول الى أمل في مستقبل أكثر حرية.

Thursday, October 15, 2009

سري جدا



لا أعلم هل اتكلم بعد طول صمت أم اكتفي بالتأمل والقراءة وابداء التعليقات الساخرة العابره بين الحين والاخر؟هل اتكلم على ما يحدث في فلسطين وانتهاك لمسجدنا الاقصى؟أم اتكلم عن قضايا داخلية تشابهت رائحتها مع السحابة السوداء عن قضايا جامعية تسوء أم عن قضايا علمية تحتاج الى غرف الانعاش لايقاظها من جديد؟يبدو انني سأفضل الصمت واترك الكاتب الصحفي الرائع محمود عوض رجمه الله يتكلم،نعم لعلكم تسخرون هل أصبح أصحاب القبور هم أكثر حرية مننا في الكلام؟لن اجيب على السؤال.

بعد عام على حرب السادس من اكتوبر أو "اليوم السابع" كما أحب ان يسميه محمود عوض ألف الاستاذ كتاب تحت عنوان الحرب الرابعة "سري جدا" بدأ حديثه في مقدمة الكتاب الرائع بالقول"يقولون دائما أن كل أمه تحتاج الى صدمة كبرى لكي تفيق من سباتها وتفهم ما حولها" وتابع"في هذه الحدود فقط ،يصح لنا ان نرى هزيمة يونيو سنة 1967 باعتبارها فجرا وانذارا وصدمة وكابوسا وهزيمة وليلا ونهاية وبداية وموتا وولادة ..في وقت واحد زموتا لاشياء كثيرة عفنة ،وولادة لطاقات كثيرة دفينة".

يحتوي الكتاب على عدة أبواب منفصلة أول باب مترجم لكتاب اجانب عن كتاب خفايا حرب الشرق الاوسط وكتاب فلسطين او اسرائيل وكتاب اليهودي الامريكي وكتاب العالم العربي أمام القارئ الغربي أما الباب الثاني فهو مقال للكاتب نفسه تحليلي عن حرب 6 اكتوبرٍ بعنوان ماذا جري وكيف جري؟.

من أجمل ما عجبني تعليقه على هزيمة 67 وهو يسرد شعوره عندما كان شابا "ما الذي يمكن ان يفعله شاب اهتزت في مخيلته فجأة كل الصور المثالية للدولة.وذبلت في أيديه فجأة كل الورود التى اعطيت له ..واختفت من داخله فجأة كل الثقة التى أخذت منه على بياض..وانهارت حوله فجأة وحياة الالاف من ابناء جيله..بحيث اصبحت المقامرة بتلك الحياه شيئا سهلا وجائرا.

ويتابع"ما الذي يمكن ان يفعله هذا الشاب ..عندما يجد مشقه في انتظار الاتوبيس على ناصية الشارع ذات صباح بارد؟هل يذهب الى عمله..أم لا يذهب؟هل يفكر في شراء سيارة ..بعد ان قضى سنوات من عمره..مؤمنا بان احتياجات المجتمع أكثر اهمية من احتياجات الفرد ..أم يترك لنفسه ولمجتمعه العنان فيلطخ سمعته ..وهي التى يستمدها من احترامه لنفسه ولمجتمعه؟انه في الحالة الاولى سوف يكون غبيا ..وفي الحالة الثانية سوف يصبح مرتشيا.

"أقول لكم بصدق وأمانه ..انني افضل احترام العالم لنا ،ولو بغير عطف..على العطف العالم علينا..واذا كان بغير احترام" الرئيس أنور السادات.
"هكذا دخلنا الحرب باحساس مطلق بانه صدام ارادة ضد ارادة ..قبل ان يكون سلاحا ضد سلاح..أرادة تصحيح لما حدث..ضد ارادة تدعيم لما حدث ..في تلك الايام الاستثنائية من يونيو 1967.دخلناها بفجوة واضحة في الميزان العسكري بيننا وبيناسرائيل.فجوة..اعتمد صانع القرار السياسي في سدها على عاملين أساسيين:أولا قدرة العقل العربي الشاب على الابتكار..هكذا وجدنا مثلا مهندسا مصريا شابا استطاع ان يختصر مدة شق الحاجز الرملي الاسرائيلي الى ساعتين بدلا من عشر.ووجدنا دول حلف الاطلنطي أخذت عن المصريين الطريقة الجديدة التى ابتكروها لبناء دشم الطائرات،ودول حلف وارسو تأخذ الاسلوب المصري في بناء قواعد الصواريخ.

"وثانيا الوحدة العربية .لقد ترجمت هذه الوحدة نفسها في سلاح رئيس وباتر هو سلاح البترول فلاول مرة يضطر العالم الى أن يأخذ العرب بجديةعندما يصدرون قرارا "،الان اترك لنفسي العنان للتكلم كنت في كوبنهاجن العاصمة الدنماركية في زيارة علمية عن تغيير المناخ وكانت معظم المحاضرات تبدأ بهذا الرقم 1973 باعتباره عام فارق في أزمة الطاقة العالمية ،الان ماذا حدث للبترول والغاز العربي؟وماذا حدث لاراداتنا ؟وماذا حدث لشبابنا؟أسئلة لا تحتاج لاجابه فانتم تعلمون والله أعلم
.