Wednesday, July 30, 2008

دوخيني يا لمونه



ربما قد يتعجب البعض من منظر تكدس الطلاب وأولياء أمورهم إمام أحد معامل الجامعات والتي تقدم خدمة مجانية للتقدم والتسجيل الالكتروني على موقع التنسيق ، ولكن الغريب في نظر البعض أن كثير منهم تكيف على الزحام لدرجة أنهم لا يستمعون الى النصائح الفردية لمديري معامل الحاسبات في التوجه إلى معمل آخر تفاديا للزحام .

ولكنني أثبتت من خلال مغامرة تفقدية لمعامل الحاسبات بجامعة القاهرة ان أولياء الأمور لهم كل الحق في أن يظلوا في الزحام الخانق بدلا من الاستماع الى نصائح المسئولين المضللة ، عملا بمبدأ حكيم عصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة .

بدأت المغامرة بعد مغادرة معامل كلية الهندسة المكدسة بالطلاب وأقاربهم فقد تظن للوهلة الأولى أنها رحلة عائلية الى المعمل اكثر منها زيارة عملية للطالب لتسجيل رغباته بالكليات التي يرغبون فيها أو الكليات المتبقية لهم بعد تنسيق المرحلة الأولى حيث تفترش معظم العائلات الأرض المجاورة للمعامل حيث تكتشف من خلال الحديث معهم انهم أصلا ليسوا من القاهرة ولكن من أقاليم شتى ، جميعهم لديهم اعتقاد جازم أن معامل جامعة القاهرة أكثر مصداقية من معامل جامعة الاسكندرية مثلا رغم تأكيدات المسئولون الدائمة ان التنسيق الالكتروني لا يحتاج لمغادرة المنزل مادام المواطن لديه حاسب آلي متصل بشبكة الانترنت .

فيكون الرد من جانب أولياء الامور " نحن غلابة " فكل همهم أن يسجل أبنائهم رغباتهم والتأكد بنفسهم من المسئولين بمكتب التنسيق الرئيسي هنا في القاهرة، فليس لديهم استعداد لسماع قول الوزير أن هناك معامل للحاسبات في كل محافظة أو أن موقع التنسيق يحتوي على كل المعلومات المطلوبة ، فبناء على زيارة حقيقية لي تأكدت أن ولي الامر على حق فيما يقول وعلى ولي الامر ألا يصدق المسئولين .

ودليلي على هذا ما أشار إليه وزير التعليم العالي فضلا عن موقع التنسيق من توافر معامل مجانية مجهزة بالمشرفين لمساعدة الطلاب في تسجيل رغباتهم مثلا في جامعة القاهرة بكليات تجارة وعلوم والحاسبات والمعلومات ومبنى المجلس الاعلى للجامعات وكلية آداب ومركز خدمة المجتمع ومعهد البحوث الاجتماعية ودار العلوم واقتصاد وعلوم سياسية والحقوق ومع ذلك فعند دخولنا داخل الحرم الجامعي أكد لي أحد رجال الحرس الجامعي عدم وجود معامل مجانية للتنسيق وعند سؤالي عن مكان المعامل قال له " روحي شمال في يمين عند المدينة الجامعية " رغم أن الوزير ألغى هذا العام المعامل من المدينة الجامعية لأبعاد الزحام عن مكتب التنسيق الرئيسي.

وامام عدم وجود إرشادات نتيجة عدم وجود تنيسق أصلا بين الوزارة والجامعات عن أماكن المعامل المجانية تأكدت أن الطالب سيظل يلف كعب داير يدندن دوخيني يا لمونة ، ولما كان لدي معلومات حقيقية عن وجود معامل داخل الحرم سمح لي بالدخول بعد الاطلاع على الكارنية .

وداخل الحرم لمن لا يعرفه أشبه بالصحراء الشمس من فوقك والجهلاء من حولك في كل مرة تسأل أين المعمل المجاني لا أحد يعرف وغالبا ما يحاولون إخراجك بالقوة من الحرم الجامعي بإقناعك بعدم وجود معامل ، ولكن أمام إصراري على الوصول توجهت لمعمل كلية العلوم فقال المسئولون لا يوجد هنا تسجيل اذهبي الى معمل كلية تجارة وبعد وصولي إلى مركز الحاسبات بكلية التجارة أكد المسئولون أيضا " أن المعامل ليست مجانية ويجب دفع رسوم ثم استدركوا قائلا: ربما يكون المعمل المجاني في القسم
الانجليزي .

توجهت إلى مبنى تجارة انجليزي فقال المسئولون لي " لا يوجد أصلا معامل متاحة لانها تحت الصيانة وتجدد قبل بداية العام الدراسي" ونصحوني بالتوجه إلى مركز خدمة المجتمع ، فقل أملى تدرجيا للوصول إلى معمل واحد ممن أشار إليه الوزير ، فذهبت إلى المركز فأوضح لي المسئولون أن المعمل متاح ولكن برسم قدره 2 جنيه للساعة ولا يوجد مشرفين للمساعدة في تسجيل الرغبات وأكدوا أنهم لا يعلمون شيئا عن فكرة تخصيص المعمل هنا بشكل مجاني وتكرر نفس الشيء معي في كلية دار العلوم والحقوق بلا فائدة فالجملة تتردد دائما" لا يوجد معمل مجاني " ومن هنا اقتنعت ان الزحمة في معامل كلية هندسة هي الحل الوحيد فعدت أدراجي إليه مرة أخرى أردد دوخيني يا لمونة
.

Thursday, July 17, 2008

تشييع جنازة أول ضحايا «نتيجة الثانوية».. ووفاة والد «الأولي» علي «علمي علوم»


ودعت قرية تلا بمركز المنيا أمس، جثمان فيليب موسي جيد زكي، الطالب بالمرحلة الأولي بمدرسة السلام الثانوية بنين، وأول ضحايا نتيجة الثانوية العامة هذا العام، الذي لقي مصرعه بعد انتحاره شنقًا بمنزله في القرية أمس الأول، عقب معرفته بنتيجته في الثانوية وحصوله علي درجة ١٠٩.٥ درجة بنسبة ٤٥٣.٤%.
وقال موسي جيد زكي، والد الطالب في تحقيقات النيابة العامة بمركز المنيا، التي أشرف عليها حازم عبدالعليم، إن نجله توفي نتيجة تعرضه لصدمة عقب إعلان نتيجته في الثانوية العامة.
وقال: «لم أتهم أحدًا، لأن الوفاة قضاء وقدر»، فيما قرر رئيس النيابة التصريح بدفن الجثة، بعد أن أكد تقرير مفتش الصحة عدم وجود شبهة جنائية.
وفي القليوبية، لم تكتمل فرحة هبة الله سيد عبدالحميد، الطالبة الأولي علي قسم علمي علوم في الثانوية العامة، حيث فوجئت أثناء تكريمها من الدكتور يسري الجمل، وزير التربية والتعليم، بنبأ وفاة والدها الدكتور سيد عبدالحميد، وعادت هبة مسرعة إلي مستشفي بنها، لترتمي في أحضان والدتها، وتبكي بشدة قائلة: «كنت أريد أن يعيش أبي حتي أصبح جراحة مثله

منشور في جريدة المصري اليوم ».

Wednesday, July 16, 2008

أوائل الثانوية ... الفقير يرفع إيده




رغم أننا اعتدنا طوال سنوات عمرنا على سماع الزغاريد ورؤية دموع الفرح تتساقط من أعين أوائل الثانوية العامة، إلا أن هذا العام جاء مختلفاً كثيراً.جو الفقر والمرض الذي أصبح يحيط بالشعب المصري من كل الاتجاهات كان هو العامل المؤثر في عدم اكتمال فرحة الطلاب الأوائل، فقد ذابت دموع الفرح وسط أنهار من دموع الحزن، مما أضفى جواً من الكآبة لم نعتادها من قبل في موسم نتيجة الثانوية العامة كل عام، ولهذا يمكننا الآن أن نردد أغنية "الفقير يرفع إيده.. هييه".
فقد أبكتنا الطالبة "هبة" الأولى على قسم (علمي علوم) وهي تخبئ دمعة سريعة سقطت من عينيها حزنا على حال والدها الذي يرقد في العناية المركزة، فهي لم تستطع سماع كلمة تهنئة من والدها بعد أن دخل في غيبوبة كبدية، فأسرتها لا تقدر على توفير الأموال اللازمة لسفره إلى الخارج وتحمل تكاليف زراعة كبد، مع أن أسرة "هبة" من الطبقة المتوسطة ووالدها يعمل استشاري بوزارة الصحة منذ أكثر من 15 عاما.كما جعلنا الطالب "أحمد" الأول على الثانوية الخاصة بقسم المكفوفين أن نتجرع الألم مرة بعد مرة بسبب ظروفه الصعبة ليس لأنه من المكفوفين، ولكن لأنه فقد بصره بسبب جرعة زائدة من المخدر الطبي أثناء إجراء صغيرة أجراها مما تسبب في إصابته بالعجز، ولكن لأن والدته العائل الوحيد له عانت كثيرا معه ولم تبخل عليه بالحنان والدعم، رغم أن مصدر دخلها لا يتعدى الـ150 جنيه فشعر بالإحراج وهي تقص لنا معاناتها فبكى كأن عينيه تؤازرانه في محنته رغم ما بها من ضعف. أما الست وهيبة والدة "أحمد" فهي بحق مثال للأم المصرية المثالية، فهي فلاحة لا تقرأ ولا تكتب ولكنها شقت بأظافرها صخور الحياة ظهرت على ملامح وجهها - رغم صغر سنها - علامات تقدم السن كأن الدهر أبى أن تخرج من تحت يديه دون أن يترك عليها بصمته.المدقق لمظاهر الفرح التي يحاول الشعب المصري أن يسرقها عنوة من بين مخالب حكومته الحالية، ستجد أنها قصيرة، سرعان ما سيتمكن كثيرون من انتزاعها من قلوب السعداء


مقال نشر في موقع عشرينات - ولاد البلد.