Monday, August 3, 2015

عن أزمة الأسر المصرية في ليبيا

انقطاع الاتصالات مع ليبيا يربك الأسر المصرية
عمال مصريون يواجهون الموت بحثًا عن لقمة العيش.. والعودة لمصر تتم بالتنسيق مع المهربين الليبيين
نشر في الشروق الجديد يوم 27 - 02 - 2015

"طمنى عليك كل يوم" كان هذا ملخص مكالمة دارت بين زينب فتحى التى تعيش فى نزة البحرية، إحدى القرى التابعة لمركز جهينة بمحافظة سوهاج، وزوجها حسنى عبدالعزيز الذى يسافر بانتظام للعمل فى بنى غازى بليبيا، لقمة العيش باعدت بين الزوجين، كى يستطيع الوفاء بمتطلبات أسرته الكبيرة، تقول زينب: "الأوضاع صعبة عليه هناك، وهو بيستحمل أى حاجة، وبيشتغل أى شغل هناك أحسن من البطالة هنا". 
زينب لا تنام إلا بعد سماع صوت زوجها الذى يتواصل معها عبر تليفون محلى، قلقها عليه كان يزيد بعد كل خبر تسمعه وتشاهده على شاشات الأخبار، فتشعر بتحسر على ذبح 21 مصريا قبطيا، وقتل 6 مصريين آخرين عقب تفجيرات القبة شرق ليبيا، قائلة " قلبى مع أسرهم جميعا".
زينب ليست الوحيدة التى تعانى من القلق الشديد على زوجها فى ليبيا، فهناك المئات من الأسر المصرية يترقبون اتصالا واحدا كل أسبوع من ذويهم الذين يعملون فى مجالى المعمار والتجارة، يقول محمود عبدالجابر، يسكن فى قرية عرب الشيخ شبيكة بمدينة ملوى فى المنيا: "لدىّ شقيقان يعملان فى مجال المعمار بمنطقة البطة مدينة البيضاء بليبيا، ولا يستطيعون التواصل معنا إلا من خلال التليفونات الأرضية بالسنترال العمومى مرة أو مرتين أسبوعيا لبعد السنترال عن مكان إقامتهم وبسبب خوفهم من الخروج من منازلهم".
ورغم الجسر الجوى الذى دشنته السلطات المصرية من مطار جربا التونسى على الحدود التونسية الليبية، لإجلاء المصريين النازحين من ليبيا، ما زالت هناك مئات الأسر المصرية تتلهف لسماع صوت ذويهم بعد انقطاع الاتصالات بينهم، منهم 35 شخصا من قرية الميمون بالمنيا تعرضوا للخطف من قبل تنظيم داعش الإرهابى، وكلهم أمل فى تدخل الخارجية المصرية والقيادات السياسية لإنقاذهم.
يقول كمال محمد سعيد من مركز ملوى محافظة المنيا، إن ابنه محمد محتجز فى السجن لدى جيش خليفة حفتر، لعدم امتلاكه جواز سفر، موضحا أن ابنه يسافر كثيرا إلى ليبيا بشكل غير شرعى عبر منفذ السلوم، وقبض عليه أثناء رحلة العودة إلى مصر عبر بعض المهربين من القبائل الليبية، قائلاً: " فقدت الاتصال معه منذ ما يقرب من شهر، ولا نعلم هل هو بخير أم لا؟"، وتابع: "تواصلت مع المسئولين بغرفة التجارة المصرية اللبيبة، ووعدونى بالنظر فى الموضوع دون جدوى".
ويضيف سيد عبدالجابر، أحد العمال المصريين الذين عادوا إلى محافظة المنيا منذ عدة أيام عبر منفذ السلوم، إن المصريون فى ليبيا، ليس لديهم خيار آخر سوى العمل فى تلك الأجواء الخطرة، مضيفا: "رأينا الموت هناك، ولكن ليس بيدينا حيلة فلدىّ 4 أولاد، وسأسافر مرة أخرى بعد أن يطمئن أهلى قليلاً".
ويقول هدية علوانى المقيم أيضا فى ملوى بالمنيا، إنه ترك ليبيا قبل العمليات العسكرية التى قام بها الجيش المصرى ردا على ذبح 21 مصريا، مشيرا إلى أنه كان يعانى فى الاتصال بذويه، لافتا إلى أن العمال المصريين يطمحون للعمل هناك، رغم ضعف الخدمات وانقطاع المياه، والكهرباء، والاتصالات وارتفاع أسعار الخضراوات والأغذية الرئيسية، قائلاً: "ما يصبرنا على الأجواء هناك حماية بعض القبائل لنا، كما أن الأجور تتراوح بين50 و80 دينار يومياً".
وأوضح علوانى أن العمال المصريين هناك اعتمدوا على بعض المهربين الليبيين للوصول إلى مدينة طبرق بوابة ليبيا الشرقية، حيث تبعد عن الحدود المصرية بمسافة 150 كم، ومن هناك نجحوا فى الوصول إلى السلوم عبر ميكروباص ليبى، ثم تجاوزوا خط الألغام بين الحدود المصرية الليبية، ووصلوا منازلهم بعد رحلة محفوفه بالمخاطر، ومنهم من تعرض للاحتجاز من قبل جيش حفتر، ولم يستطع الوصول إلى مصر.
 

0 comments: