Monday, August 17, 2009

ذبول الياسمين


هنا كانت ،وهنا عاشت ،وهنا شيعناها الى مثواها
الاخير.....كانت أجمل شجرة في حديقتنا عاشت جميلة وماتت أيضا جميلة كم سيصعب علينا الفراق!.


كانت لها أروع رائحة على الاطلاق وصاحبة ظل لن يمحى من ذاكرتي فبالرغم من أن أوراقها الخضراء لم يكن بها شيئا مميزا الا ان أزهارها كانت كفيلة بأن يعشقها كل من يراها والسر تلك اليد الحنونة التي تربت على من يقطف زهرة من زهورها البيضاء الصغيرة .

لم أشعر بها يوما غاضبة أو مريضة أو حزينة على العكس كانت توفر لكل من ينظر اليها الهدوء والسكينة والامان .
لما كنا صغارا كانت توفر لنا الياسمين حيث كانت تقذف بأزهارها على الارض وهي تعلم جيدا انها تضحى ببناتها لتلقيها بين أيدى عجزت أن تطولها .

لم يكن الياسمين ينضب أبدا فقد كانت تنتج عشرات الياسمين كل يوم على أغصانها الندية ،فكنت اجمع الياسمين على كفى الصغير واذهب به الى جدتي التى كانت تصنع منه عقدا من الياسمين ارتديه حول عنقي واجرى بعنف الى أعلى حيث أمي لتراه وتفرح مثل فرحي وبهذا تظل رائحة الياسمين في يدى وقرب أنفي ومعي حيث أنام حتى الصباح ،ليأتي يوما آخر فأنزل الى حديقة منزلنا فأصبح على شجرة الياسمين وأهز أغصانها فتتمايل ابتهاجا ومرحا بقدوم الزائرين وحينها اطلب منها عقدا من الياسمين فتعطي لي بدل العقد عشرة .

لم تمت فجأة أعلم هذا لقد ذبل الياسمين أولا على أغصانها الغضة الطرية، لم يكن ذبولها من فراغ الكل يعلم السبب والكل مشترك في جريمة قتل شجرة الياسمين ،فلما ضاع الحب وافتقدنا الامان وافترقنا كانت هذه هي البداية .

من قال ان الشجرة لا تشعر بجيرانها من قال ان الشجرة لا تبكي من قال ان الشجرة لا تتألم مثل البشر ،أنا الوحيدة التى شعرت بها تتألم وتبكي لانها في هذا اليوم أعطتني عقدا ذابلا من الياسمين
.
حقا من يكترث لذبول شجرة ياسمين في هذا العصر لهذا ماتت في هدوء دون ان يشعر بها أحد،مازلت اتذكر لما مكثت بجانبها وهمست في أذني في ضعف وهي تشتكي الاهمال والعطش والحنان قالت لم يعد يأتي أحدا لم يعد يراني بشر لم يعد يشم أو يقطف الياسمين صغير أو كبير كانت في حالة ذهول غير مصدقة
.
وبعدها جاءت الصدمة لقد توفى جدى صاحب الحديقة فبكت في صمت -من قال ان الصراخ على الميت يعني الحزن الشديد - صمت شجرة الياسمين في رأيي كان أكثر حزنا حتى انها قذفت بكل الياسمين على الارض وملئت الارض أوراقا ذابلة بيضاء لم يكن لها مثيل.

ورغم انها شجرة ضعيفة ذات أغصان لينة الا انها صمدت وثبتت في مكانها رغم مظهرها الذابل المسكين قالت ان سبب صمودها انها رأت الكل يأتي من جديد الى الحديقة بعد العزلة والوحشة فعاودها الحنين الى ايام الطفولة والصبا .
ولكن بعد انتهاء العزاء الكل ابتعد وافترقت العائلة حينذا همست لي الشجرة قائلة "خلاص انتهت دموع التماسيح والكل مبتعدا ولا أحد سيسأل عنى اتركوني اذبل حتى الموت فقد مات الحب فكيف العيش بعده".



Thursday, August 6, 2009

يلا نحتفل بشعبان


مَوّلاي إنّي ببابكَ قَد بَسطتُ يَدي ..



مَن لي ألوذُ به إلاك يا سَندي؟



أقُومُ بالليّل والأسّحارُ سَاهيةٌ



أدّعُو وهَمّسُ دعائي .. بالدُموُع نَدى



بنُورِ وَجهِكَ إني عَائدٌ وجلُ ..



ومن يعد بك لن يَشّقى إلى الأبدِ ..



مَهما لَقيتُ من الدُنيا وعَارِضها ..



فَأنّتَ لي شغلٌ عمّا يَرى جَسدي ..



تَحّلو مرارةِ عيشٍ في رضاك ..



ومَا أُطيقُ سُخطاً على عيشٍ من الرَغَدِ ..



مَنْ لي سِواك؟! .. ومَنْ سِواك يَرى قلبي؟!



ويسمَعُه كُلُ الخَلائِق ظِلٌ في يَدِ الصَمدِ ..



أدّعوكَ يَاربّ فأغّفر ذلَّتي كَرماً ..



وأجّعَل شَفيعَ دُعائي حُسنَ مُعْتَقدّي



وأنّظُرْ لحالي .. في خَوّفٍ وفي طَمعٍ ..



هَلّ يَرحمُ العَبّد بَعْدَ الله من أحدٍ؟



مَوّلاي إنّي ببابكَ قَد بَسطتُ يَدي ..



مَن لي ألوذُ به إلاك يا سَندي ؟