Friday, September 13, 2013

زهور الصبر







-تعرفت اليوم على فاطمة أو أم سيد، سيدة أرملة تبلغ من العمر 74 عاما، شاركت لأول مرة في حياتها في مسيرات احتجاجية، كانت تضحك مثل الأطفال، لديها ابتسامه عذبة رحيمه، طلبت مني أن أصورها وأصور المظاهرة بالتليفون المحمول الخاص بها، جعلتني اضحك وهي تصمم  أن تعزمني على عصير من إحدى العربات في الشارع، كان عصير المانجو رائعا ، ضمتني بقوة قبل أن تركب عربات فيصل، قبلتني ودعت لي بالزواج من الانسان الصالح وبالسعادة.
 ربنا يبارك فيها وفي صحتها.

-أتأمل شعار "اليأس خيانة وحنحبط الاحباط"، والرجل الذي يأتي خصيصا كل مسيرة ليرش المياه المبردة على وجوة المتظاهرين، لا يردد أى هتاف لكنه يمضى بعزم ويحرص على ملء زجاجته من كل مبرد مياه يجده، وهذا الطفل الذي يرتدي تي شيرت علامة رابعة يلهب حماس الاولتراس، والدكتور المسن المشهور الطويل الذي يتواجد في كل المسيرات الطويلة، فأتأكد أن النصر قادم لا محالة.

-توهمت أنني سأيأس وأنني سأتأثر من هجوم من يصفني مرة بالإخوانية ومرة بالإرهابية، لمجرد أنني اختلف معهم في الرأي، لمجرد أن هذا الرأي لا يجد قبولا لديهم أو لانه نفس رأي جماعة الإخوان، كانت فرصة جيدة لأن أعيش التحدي في العمل وفي الشارع ومع الجيران والأقارب، وأن اتقرب ممن يفهمونني ويحبونني.
 -اتذكر منظر سرب الطيور في السماء وقت المظاهرات، كأنهم يحتجون معنا ، وكم كانوا صامدين في كل الأوقات حتى وقت أن اشتد  الضرب بالرصاص أعلى كوبري 15 مايو في جمعة الغضب الثانية.

-ادركت أن لكل نقمة نعمه، ففي وقت الحظر والخوف وكذب الاعلام ، عدت  أشبع نهمي في قراءات جديدة هذا العام، فبدأت افهم من هم الإخوان عبر كتب مذكرات الدعوة والداعية للإمام حسن البنا، ومذكرات فاطمة عبد الهادي التى تحكي فيها رحلتها مع الإخوات المسلمات من حسن البنا حتى سجون عبد الناصر، واستمر الأن في قراءة الاخوان المسلمون سنوات ما قبل الثورة للكاتب المبدع رحمه الله حسام تمام الذي يحلل وينتقد الإخوان بموضوعية كبيرة افتقدتها كثيرا هذه الأيام.

- عشقت كتاب خلق المسلم للشيخ القدير محمد الغزالي، وأحببت الرائع سيد قطب في ظلال القرآن، إلا أنني بطيئة جدا في قراءة تفسيره للقرآن وتوقفت عند المجلد الثالث واتمني أن أجد الوقت لتكملة باقي المجلدات.