Wednesday, July 21, 2010

وكأنها مئة عام من العزلة



فجأة شعرت بالوحدة نظرت إلى أعلى حيث تزين الصور مكتبي وجدتها ماما توته تضحك لكنها أصبحت بعيدة حيث قبرها، ووجدته زين أخي العزيز يحتضني لكنه بعيد حيث يعمل ، ثم وجدتها أختى الحبيبة بطرحتها الحمراء تغمز لكنها بعيدة حيث تدرس، ثم قمت بإزالة التراب عن وجه صورة صديقتي أمل ووجدتها تقترب من وجهي لكنها تزوجت وانشغلت،

الحزن يولد شعور الوحدة فقد تبذل كل جهدك وتعصر عقلك عشر مرات لتقدم عملا ترضى عنه يحمل اسمك، ويأتي شخص بقرار لا حياة له يحذفه من الوجود، قد تتحمل لبعض الوقت لكنك تشعر انك ستتحطم عند أول صخرة غدا

قال لي تعودت على أن آراك منعزلة لكنني لاحظت انك أصبحت قليلة التحمل، عصبية المذاج ابتسمى واتركي الأمور لخالقها يشكلها كيف يشاء، فقلت الحمد لله أنه يرى ويسمع ولولا هذا لفقدت عقلي"

لا أعلم تصادقت مع العزلة  هذه الايام، اتنهد حينما أسمع ألبوم الحمد لله لماهر زين  ، أكرر موسيقى عمر خيرت تثير  الراحه في نفسي، اشتاق الى الانتهاء من كتاب مئة عام من العزلة لماركيز لعلي أجد طريقا آخر بعد العام المئة غير العزلة

 اصمم على الانتهاء من المجلد الثالث لكتاب صفوة التفاسير للصابوني رغم الضيق الشديد الذى اعتراني من تفسيرة للاية رقم 18 من سورة الزخرف التى تقول " أو من ينشؤا في الحلية وهو في الخصام غير مبين" يقول فيها :المقصود الرد على الذين قالوا الملائكة بنات الله، يعني أن الاثنى إذا خاصمت أو تكلمت لم تقدر أن تبين حجتها لنقص عقلها، ويضيف:وقلما تجد امرأة إلا تفسد الكلام، وتخلط المعاني فكيف ينسب لله من يتصف بهذه النقائص، يستند الى ابن كثير الذى يقول:المرأة ناقصة في الصورة والمعني،فيكمل نقص ظاهرها وصورتها بلبس الحلى -مثل الذهب مثلا- لجبر ما فيها من نقص، كما يستند الى قول بعض الشعراء:

 ما الحلى إلا زينة من نقيصة ..يتمم من حسن اذا الحسن قصرا

ويتابع الصابوني:أما نقص معناها فانها ضعيفة عاجزة عن الانتصار، ويستند الى قول بعض العرب وقد بشر ببنت "ما هي بنعم الولد، نصرها بكاء، وبرها سرقة"

قررت أن أفك باب من العزلة وحكيت الى الأخ مصطفي موسى ضيقي وتناقشنا أن المرأة في الاسلام ستظل مظلومة واتفق معي في الرأى والدليل أن الصحابيات لم يأخذن حقهن في التسجيل في التاريخ الاسلامي بعكس الصحابة من الرجال، فلا اتخيل مثلا أن يتعمد الصابوني رحمه الله عليه اطلاق مثل هذا التفسيرعلى السيدة خديجة أو عائشة حيث كانت الاولى خير عون للنبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة وبعدها، والثانية استطاعت  أن تنقل عنه أكثر الاحاديث مصداقية، ومع ذلك قررت تكملة التفسير وأنا أردد غفر الله للصابوني ذنبه ،

Thursday, July 8, 2010

نقابة الصحفيين مع حبي


رحلة عمل بدأت منذ 6 سنوات، تكللت أمس بالحصول على كارنيه نقابة الصحفيين، هنا في الحفل الذي أقامته النقابة للأعضاء الجدد كان الضحك بلا حدود، رأيت معظم أصدقائي الذين أكن لهم الحب، سواء من جريدة نهضة مصر أو اليوم السابع أو الأهرام، فضلا عن الزملاء في جريدة الشروق وعلى رأسهم أستاذ عماد مدير التحرير، جميعهم شاركوني في رسم بسمه وردية اللون، كانت كفيلة بإنهاء عناء طويل من الألم والمشقة ، نسيته وأنا أردد قسم النقابة، وأنا أسمع نغمات فرقة عين شمس، وأنا أصفق بحرارة لأغنية "على أرضها"، بعدها بدأت أشعر في هذه اللحظة بعبء جديد ومشقة تثقلني.



أخيرا استلمت الكارنيه بعد أن ألقى أستاذ مكرم نقيب الصحفيين كلمة حماسية، لأصبح على الورق صحفية وأن أنفى انتحال صفة صحفية في عرف بلدنا العريق، ويمكن الآن أن أغير الهنة من البطاقة من بكالوريوس إعلام جامعة القاهرة إلى صحفية بجريدة الشروق، وأن أتمتع بمزايا الانضمام إلى نقابة مستقلة -تضمن لي الحماية- بعد ان كانت بالنسبة لي مسبقا مجرد مبني جميل في وسط البلد، وحلم في المنام واليقظة.



كلمة مبروك التي تناثرت من حولي كحبات الندى على نفس عطشى من والدي الذين حضرا الاحتفال، بالإضافة إلى الأصدقاء كانت وقعها على النفس مثل الورد البلدي الأصلي الذي أشمه فقط في حديقة منزلنا، لتسقط على سطح أفكاري فتتكون معها مسئوليات جديدة تقع على كاهل صحفية تعشق بلدها وتحلم بنهضتها، وتتمنى حدوث تغيير حقيقي يقلب وضعها إلى الأفضل، والاهم رضي وثقه ربها عنها.



"لن يكون القيد بنقابة الصحفيين آخر مطاف بل بداية تحليق في سماء المهنة لعلي أكون لبنة نافعة في هذا البلد" هذا ما قلته إلى الأستاذ أحمد المسلماني حينما بارك لي في اتصال هاتفي اليوم، وقتها كان يحاول أن يختبرني بقوله أن معظم الصحفيين تقل جودة عملهم بعد القيد في النقابة.

 



Sunday, July 4, 2010

الهروب الكبير



السفر ، القراءة ، انتزاع أوراق الماضي ،حرق دفتر الذكريات ..كلها أمور تساعد على الهروب من الوقع المؤلم، سواء أخطانا أو تفادينا الأخطاء أو حتى كنا على صواب .(هي سافرت، وأنا عاكفة على القراءة، وهو نزع أوراق الماضي، وأزعم أنني حرقت دفتر الذكريات).



حتما هناك لحظات مثل الجبال شديدة الوطأة على النفس، ولكن الهروب في حد ذاته يحمل معنيين الضعف والانسحاب من جانب، و العلاج وإزالة الأحجار من طريقنا على الجانب الآخر.( هو انسحب قبل أن يستأذن، وأنا لم أهتم، وأفكر في تكرار الموقف مع آخريين من باب إزالة الاحجار).



ظالم و مظلوم دائرتان يجمعهما مكان مظلم، شديد السواد ، والتمييز بينهما شديد الصعوبة في بعض الأحيان، فمن الصعب أن أقول أنت الظالم، لان هناك شهود يقولون بأنني مظلوم، ومن الصعب أن أقول أنت المظلوم لان هناك شهود يقولون أنك الظالم، ومن الظلم أن استند إلى أقوال وانفعالات المظلوم لأحكم على الظالم، كما أنه من الظلم أن استند إلى انفعالات الظالم لأدرك أنه هو المظلوم.(كتبت خبرا فاتهمني بالظلم، فأصررت بعد الابتهال الى الله أن أكتب الخبر الثاني مستندا الى حقائق وأدلة، فاتهمنى بالتشهير، فكتبت الخبر الثالث فلجأ الى رؤسائي فأطلقت عنان عنادي وقلت مرحبا بساحة القتال).



في كثير من الأحيان نستمع الى حفيف أنفسنا ضد بوادر تغيير نعيش فيها، ونستند إليه لنهرب من أي علاقة لمجرد الخوف من عواقبها، ندخل في نفق أنفسنا فنأنس بدفء أسرارنا، نرفض التغيير حنينا إلى الماضي، نشتاق إلى واقعنا كأنه لم يحدث اليوم بل مضى على مروره عقود من الزمان، نرفض خيالات المستقبل وأضواء تحت السحب، لان الغمامات تغطي الذاكرة، وترفض أن تنقشع فقط لأننا نصر على تجاهل بقع الضوء في كل مكان.(شعور أمر به).



أحيانا أرى طيفها رغم أنها قررت اتخاذ قرار فردي بالهروب، ربما أكون أنا من شجعتها على هذا القرار بتجاهلها لفترة أو لأنها لم تقتنع إلا بوجهة نظرها فقط في الابتعاد، ربما يكون هناك شخص ما ضايقها إلى درجة الجنون أو كنت أنا الجاني الذي قام بدون أن يقصد بلمس جرح قديم لم يلتئم بعد، وأحيانا نعذب أنفسنا بلا مبرر لأنها ببساطة نسيت ولم تتذكرني أصلا ولم تضعني في الاعتبار عند اتخاذ القرار.( أنا حرة، وشهرزاد وكل المدونين الذين قرروا التوقف عن التدوين).