Saturday, April 5, 2014

الواقع أم الحب




كان ليلها طويل هذه المرة ظلت تفكر في صمت داخل حجرتها ، بابها مغلق بإحكام والظلام كان حارسها الخاص، كل شيئ يوحي في الحجرة أن هذا الشخص الذي يرقد على السرير نائم نوما عميقا، لكن داخلها كان هناك مصنع يدور يصدر ضجيجا وأنات، هل تنتظر حلمها أم ترضي بالواقع؟

حلمها كان يسع حياتها ويملئه بالبهجة ويعطي لها أملا في أن القادم سيكون الأجمل على الاطلاق، لكن الواقع شيئ والحلم شيئ آخر ، هذا ما أدركته من بعض التجارب التي لامست أحاسيسها وقلبها الشفاف، لكن سؤالها المتردد ظل حبيس جسدها الراقد في هدوء على السرير، هل تنتظره؟ ذلك الحلم البعيد...

الواقع كان مزينا بالألوان الصناعية، مثل تلك الورود البلاستيكية التى تقبل على شرائها بعض النساء أملا في الحصول على رونق أطول في حجرات الصالون، لكنها لا تعترف إلا بذلك الملمس الناعم والرائحة المنعشة وذلك المنظر يوم أن تتفتح ورقاتها ويوم أن تذبل وتسقط فتعيد شراء زهور جديدة.

 ومع كل باقة ورد تتجدد لديها أمل في دماء جديدة للحب ، لكن صوت دقات الساعة الصاخبة في حجرتها يشير إلى أن الوقت يمضى فتعيد السؤال هل ترضى بالواقع؟ وترضى بالقليل ذلك أمر يسير.

 يتحرك الجسد يمينا في هدوء والعقل متأهب للسؤال إلى أى مدي يمكنها أن تتنازل عن طموحها في حياة هادئة بعيدة عن المشاكل مع شخص تجد فيه نفسها، هل ترضى به؟، هل يمكنه أن يحقق لها بعض ما تمنت، هل ستستطيع أن تعطيه قلبها؟

لكن الجسد يتملل فيتحرك يسارا، وتروس العقل مازالت تدور وتدور ، ويبقى السؤال لماذا يجب عليها أن تتغاضى عن عيوبه، ولماذا لا تنتظر شخص بلا عيوب أو على الأقل شخص تستطيع أن تتحمل عيوبه، شخص تشعر بالأمان معه، فتعيد السؤال لنفسها هل تستطيع هي أن تحقق له ما تتمناه لنفسها.
دائرة مفرغة من الأسئلة تحاصرها تشعر بوطئتها مثل شبح جثم على انفاسها، فتعيد ترتيب أولوياتها فتشعر أنها لم تحسن الترتيب منذ البداية، فتناجي ربها في الليل أن يكتب لها الخير حيث كان ثم ترضى به، فيغادر الشبح غرفتها، فلا تشعر بنفسها إلا والنور يتسلل إلى غرفتها فيضيئ وجهها بنور شمس جديدة وحلم جديد.