Monday, September 8, 2008

محطة النسيان


اليوم فقط قررت أن أواجه رؤسائي في العمل أنني سأتركهم الى الابد .
كم كان القرار صعبا فهم جميعا بداية من رئيس التحرير حتى أصغر فتى في البوفيه رؤيتهم تملء قلبي بالراحة والسكن ، أربع سنوات فترة ليست بالقليلة ولا الهينة فقد تعودت عليهم وهم تعودوا على ، ربما قد أكون أخطأت يوما في حقهم ولكنهم كانوا يسامحوني ويغفروا لي ما قمت به من قول أو فعل 0

ربما كان بعض الزملاء دور في البحث عن سكن آخر بديل أو عمل آخر يلوذوني ولكنني سمحتهم ولا أبالي بما يقولون عني اذ رحلت بلا وداع غير أنني سأظل على تواصل معهم وربما سأكون دائما أول المهنئين لهم في الاعياد وأول المتضامنين معهم في الاحزان 0

لا يحزنني سوى فراق أساتذتي الذين علموني ووقفوا بجانبي وأعطوني ثقة كبيرة في نفسي ربما قد لا استحقها كانوا خير سند لي في أوقات الشدة وطلب النصيحة ، أعتمدوا على في العمل ونجحوا في اكسابي المهارة عن جد أعطوني مهمة الاشراف على صفحة إحنا التلامذة وتقديمها مرتين فى الشهر لتصدر وترى النور يوم الثلاثاء ولولاهم ما كانت هذه المدونة فقد جاءت فكرتها بعد أن اقترح رئيس التحرير أن يزيل كل المقالات من الصفحات المتخصصة والتي كنا نحررها بأنفسنا فقررت أن أنقل عنوان مقالى دقي ياساعة الجامعة الى مدونة تتحدث عن التعليم في المدارس والجامعات ولكي تعبر عني شخصيا عن أحلامي وأوجاعي وتكون متنفسى الوحيد بعد أن ضاق الوقت بي ولم أعد أجد الوقت مع الاصحاب والاهل0

حينما تحدثت مع أحد رؤسائي وهو بالمناسبة صاحب الفضل في عملي بالجريدة في وقت كنت تخرجت في كلية الاعلام جامعة القاهرة لأكتشف ان مجموعي في الثانوية العامة أو حتى تفوقى في الكلية بشكل عملي أو نظري ليس مؤهل لأي شخص للعمل ولكن دائما هناك الواسطة وهناك أمور أخرى تعرفها البنات ، مد يده الى وشجعني ولم يؤذيني يوما ودافع عني وتحمل أخطائي وسوء تقديري للامور بروية وحكمة وصبر أحسده عليه0


حين حدثته عن فراقي للعمل كان حزينا وحاول أن يبتسم في وجهي كالعادة ولكن الابتسامة جاءت على غير رغبة منه في الابتسام ،أحرقني حزنه ودمع قلبي من أجله ، سكت برهة حاولت أن أعبر عن مكنون صدري تجاهه وعن التقدير

والاحترام فجاءت كلماتي رسمية أكثر من اللازم دبلوماسية أكثر من المطلوب0
أمور يعرفها تجعلني أبعد عن الجريدة يكفي ما أصبت من ألم أريد أن أبعد قدر المستطاع ولم يكن ربي بخيلا معي في التوصل الى عمل آخر أفضل من الناحية العملية والتكنولوجية صحيح أن الجريدة التي التحقت بها وتسمى الشروق ما زالت في خطواتها الاولى في الاعداد الزيرو ولكن صاحبها ابراهيم المعلم يسعى الى النجاح بكل قوة يشق طريقة في وقت أصبحت فيها الجرائد في كل مكان على كل لون 0
حاول أستاذي أن يقنعني بعدم ترك الجريدة والعمل بها بجانب العمل الاخر على اعتبار أن الصحافة هي المهة التى قد يعمل فيها الصحفي في عشرات الامكنة دون أن يفقد مهارته في الكتابة أو الاتصال بالمصادر ، ولكنني قلت له أن عملي الجديد يتطلب التفرغ وأنا مصممة على التميز حتى أثبت له أنه أدى واجبه نحوي على أكمل وجه ، ولكنني أخاف أن يكون اللقاء الاخير الذي ضمني مع أستاذي بداية لفجوة أنسانية أخشى أن تصل الى مداها فتتوقف العلاقة بين أستاذ وتلميذته في محطة النسيان

11 comments:

صوت من مصر said...

كلنا كده مش طايقين الشغل ؟
بس الكلام جميل جدا جدا جدا ؟

كريم بهي said...

فتتوقف العلاقة بين أستاذ وتلميذته في محطة النسيان


جميلة اوى اوى الجملة دي
انت عبقرية وصحفية جميلة
وبعدين زعلانة ليه
مهنة البحث عن المتاعب
دا اصل الشغلانة

بس تعرفى انا شايف ومن غير قلسفة يا داليا
ان المواقف دي والسنين دي هى اللى بتينى الشخصية اللى ممكن تحقق حاجة كبيرة
بحكم قرياتى فى السير للخالدون والعظماء

صدقينى
وكمان جريدة جدية اسمها الشروق
اكيد شروق شمسك هتكون فيها

بس ارجع واقلك كلمة محطان النسيان دي
هايلة وجملتك اجمل

فعلا عندك حق

تحياتى
هازورك تانى
ممكن نبقى اصدقاء
وجيران فى التدوين


كريم بهي

dalia said...

شكرا يا أستاذ كيمو على زيارتك واضح من عباراتك ومدونتك أنك معارض كبير أو جيفارا بجد انت مدون جيد وربنا يوفقك ونشوف أنت وسارة على الكوشه

dalia said...

كريم
متشكرة جدا على الكلام ده بجد رفع حبتين من روحي المعنوية ، طبعا يا ريت نكون جيران في التدوين ده شرف كبير لي

Here i'm said...

أهم حاجة فى رأيى لما تسيبى مكان كنتى شغالة فيه أن تبقى العلاقات الإنسانية خارج نطاق الشغل ..اللى بيدوم هيا العلاقات الأنسانية .. أكيد حتتقابلوا بعد كده بس لما تتقابلوا تكون الوشوش بتضحك مش بتهرب ..

سفروتة said...

ان شاء الله تتميزي في مكانك الجديد
وتستفيدي من خبرتك السابقة

واكيد الجريدة السابقة هتفتكري فيها مواقف جميلة اوي ويكفي انها هتفكرك باساتذتك اللي اتعلمتي علي ايديهم

دمتي بكل ود

:)

Ahmed Al-Sabbagh said...

والله اسلوبك حلو اوى

وموضوعاتك جميلة

انا سعيد بزيارة مدونتك واسمحي لى اكون صديق دائم للمدونة

كل سنة وحضرتك طيبة

تقديرى ومحبتى
أحمد الصباغ

dalia said...

here i am
طبعا انا بتفق معاك أن العلاقة الانسانية أهم حاجة لأنها بتستمر حتى في أصعب الظروف علشان كده أنا بحاول أكسب صدقاء زملائي أكثر من أي حاجة تانية في الشغل

dalia said...

سفروته الجميلة أكيد انا لي مواقف جميلة مع أساتذتي وبكن ليهم احترام شديد لي مبدأ في الحياة من علمني حرفا صرت له عبدا

dalia said...

أستاذ أحمد الصباغ
أهلا بيك في مدونتي أنا سعيدة جدا بك يا خالو طبعا ده شرف ليه اننا نكون صديقيين بجد نفسي انضم لمجموعة المدونيين الناشطين نفيس أعمل حاجة من خلال الفضاء الافتراضي والواقعي بس الصحافة تخف عليا شوية

wagdy El-Komy said...

مدونة وجدى الكومى وعليها كل ما يتعلق بروايتى شديد البرودة ليلا
وعلى اللينك دا جروب الرواية على الفيس بوك
http://www.facebook.com/group.php?gid=21750116718