Monday, September 3, 2012

حكايات متشابهة




يحكي أن رجلا في العصور الماضية ارتكب ذنبا كبيرا فأصابته لعنه من السماء جعلته يحمل حجرا ضخما ويصعد به كل يوم أعلى قمة في الجبل ، ثم يقذفه إلى أسفل، ثم يعاود الكره مرة أخرى غدا وبعد غدا وبعد بعد غدا إلى ما لا نهاية...ليس مهما أن تكون هذه أسطورة أو فيلما رأيته أو كتابا قرأته لفيلسوف قديم قدم الزمان، المهم أن هذه الحكاية لها فلسفة خاصة بي وارتباط عميق الصلة بما يحدث لي ويتكرر بلا انقطاع.

فلسفة القصة من وجهة نظري أن الجسد لا يتعب من حمل الأثقال التى يحملها كل يوم، ولكن الروح هي من تتعذب بالملل بمشاهد تتكرر بنفس المواقف والظروف مع اختلاف الأحجار والأشخاص، وهذا ما قصدته اللعنة حينما مست صاحبنا بعذاب روحي أبدي.

دوما ما أرى تلك الأحجار في حياتي لا أحملها ولكني اتعذب بها، أراها في واقعي العملي والعاطفي، أرفضها فتذهب وتأتي بنفس قسوتها وشروطها، أدير وجهي عنها، فتظهر متنكرة بوجوه كثيرة ومتنوعة، أنساها فتتذكرني بأغنية أو لفته عابرة أو وميض ضوء خاطف مر على ذهني.

لم تصبني اللعنة الحمد لله، ولكنها معان غريبة تصدمني كلما تشابهت ظروف مررت بها، اعتقد اني شفيت منها، بل لدي يقين أنني تخلصت من آلامها، تختفي الآلام وتبقى الظروف نسخ ولصق في الحاضر والمستقبل، أكرر الرفض وأدير وجهي وأمضى كأنني لم أراها، ولكنني أراها رغما عني، وهكذا تمضى الأيام والمشاعر متوقفة عند لحظة صعود الأحجار إلى القمة العالية.

معان وعكسها تنتاب روحي المتناقضة مع ذاتها.. مع كينونتها كروح تبحث عن السعادة دون حمل الأحجار، مثلا تتمني مقابلة شخص ما ومع ذلك تكره هذا اللقاء، تفتقد صديق ومع هذا  لا تريد أن تكون معه.. تخاف من لحظة سقوط الأحجار وتدحرجها من أعلى الجبل تخاف أن تنكسر، أن تتحول إلى رمال تتشابه مع بقية الرمال المهملة على قارعة الطريق، لذلك قررت عدم حمل أى أحجار ، لا بأس من بعض الجمود والرتابة، فهذا أفضل مائة مرة من البكاء أسفل الجبل على الحطام المترامي في كل مكان.

0 comments: