Friday, November 26, 2010

واحنيناه






شهر مضى منذ آخر اتصال بيننا، مر علي كأنه دهر من الزمن ، أتذكر كلمات تبادلناها عن شجون وطن، عاش فينا غريبا وسيموت غريبا في قلوب عجزت عن تفسير معان انتشرت بين العباد، عن عقول فقدت اهتمامها بالحب والخير للأهل والسكن، عن أيادي قطعت في سبيل الدفاع عن الحق، وعن رجال شلت أرجلها، ومكثت في بيوت الظلم، ورضيت بالهوان، والتزمت الصمت الأخرس كشياطين سقر.



شهر مضى على حديث ساخر محبب إلى نفس ترفض العبث بمقادير البشر، ترفض الذل الأسير لعديد الحصى، مرددة ما قاله البارودي لشعبه:أصبر على مس الهوان وأنتم عديد الحصى إني إلى الله راجعُ.



شهر مضى على قلب نبضه ضعيف ، لن تجدِ معه أدوات الطب الحديثة في عودته كما كان نابضا بقوة ألف قلب من قلوب البشر، شهر مضى دون تغيير دون حسم كألف عام من مرثيات عصور مظلمة، احترقت مثل آلاف الوثائق غير الهامة في دنيا البشر.



شهر مضى على وعود ببداية قولة لا أمام وجه السجان وفي حلبة الإعدام، انتهت كسراب يحسبه الظمآن ماء في صحراء مقفرة لم تنعم منذ عشرات السنين بقطرة مطر، شهر مضى على بيان التغيير، وحلم تحول إلى كابوس لا ينقطع كان مفعوله كحجر ألقى في ماء ساكن فاهتز حينا وحينا سكن .

 شهر مضى على شعب تعود أن يعيش كالأنعام، يرضى بالقليل من فتات خبز وعنده خزائن قارون ، شهر مضى على شعب ترك قائد سفينته المحملة بالذهب والياقوت للعواصف والأمواج الهادرة ، فأخذ ينتقم من الريح والموج بسيوف دون كيشوت وسط ضحكات الزمان ومراقبة القدر.







2 comments:

dr.lecter said...

النهايه قربت خلاص

الغليان علي اخره

dalia said...

والتزوبر برده با ليكتر على آخره
بس اسدال الستار لا يحدث في مسرح ينعم فيه المشاهدون بنوم أبدي