Saturday, May 22, 2010

ظل حيطة

في آخر مشهد ظهرت أمام الكاميرات وهي جالسة على مقعد ، لم تكن أنيقة كعادتها، أو جميلة كما عودت جمهورها، والاضاءة بعكس المعتاد كانت خافتة، لقد ابتسمت ولكن ابتسامتها أخفت كم كبير من المرارة والسخرية بداخلها

تعمدت أن يراها الجمهور في أول لقطة وهي تخفى عينيها اللامعتين بنظارة سوداء داكنة، ثم ابتسمت في ثقة، كان واضحا أن ملابسها لم تكن زاهية الألوان أو مكشوفة السيقان والذراعين مثل العادة، لحظات وكشفت عن عينيها المتورمتين ، وزاد من جو الكأبة أن وجهها الرقيق الجميل كان مشوها بفعل فاعل، أو إذا شئنا الدقة بفعل راجل

  كان هذا المشهد الأخير للفنانة منى زكي في فيلم احكي يا شهرزاد- لم تعجبني كم المشاهد المبالغة في الاثارة والجنس- لم تحك عما ألم بها غير أن ملامحها الهادئة عبرت عن عدم تصديق،قالت انها لم تكن تدرى أثناء إعداد الحلقات أنها ستكون جزء منها في يوم من الأيام،

كانت تحكي  قصصا عن أشباه رجال، فقدوا رجولتهم، ولم يعد يعنيهم سوى إعلاء القيمة الحيوانية لديهم، عن رجال تعودوا أن ينصبوا الشراك لسيدات المجتمع الراقي للزواج بهن ثم تهديدهن  "أصل أنا ما بخلفش جبت اللى في بطنك ده إزاي" ، عن رجال تعودوا أن يعطوا الأوامر لكي تنفذ، أن يقسوا لكي لا يظهروا ضعفهم، أن يحصلوا على كل شيئ، حتى ولو لم يقدموا أى شيئ غير " حبقى جوزك"

  كأن المرأة إذا أرادت رجلا فإنها تريده زوجا فقط ، أعتقد أن ظل "الحيطة المايلة" سيكون أفضل هذه الأيام .

17 comments:

dr.lecter said...

يابنت الحلال انت فهمت الفيلم غلط

الفيلم مش عن قهر المراه الفيلم عن قهر الانسان

زوجها مقهور من النظام المنستبد فبالتالي بيطلعه غصب عنه في مراته





كل شخصيات الفيلم مقهوره من الرجاله اللي هي اصلا مقهوره من قوي اعلي منها واقوي منها

الفيلم هدفه هو ان القوي اللي بتقهرنا هي السبب في كل اللي بيحصل لنا

وطبعا الضحيه هي المراه اكيد

انا عملت بوست عنه السنه اللي فاتت لانه كان افضل فيلم اتعمل في 2009

dalia said...

أهلا لكترا
ممكن أحرجك أسألك عن لماذا " وطبعا الضحية هي المرأة أكيد؟
ممكن تفهمني ليه المرأة هي كبش الفداء دائما، وممكن اسألك الرجل النصاب اللى الدولة عينته وزير في الفيلم مين اللى قهره علشان يفرض قهرة على سيدات المجتمع الراقي، وممكن اسألك الصبي اللى كان شغال تحت ثلاث بنات مين اللى قهره رغم أنهم قرروا يعطوه الربع من أجر المحل بدون أن يكون مالك
وممكن تقولي الراجل اللى فضح خطيبته في المطعم بقوله حبقى جوزك مين اللى قهره
وممكن تقولي زوج منى زكي في الفيلم مين اللى قهره وانت عارف كويس ان فعلته في ضربها وخبط وجهها في الارض كان بسبب اعتقاده بانها كمذيعة السبب في عدم اختياره كرئيس تحرير، فعماه غرورة عن الاعتراف بان مراته كانت عارفة انه مش في التشكيل الجديد قبل اذاعة حلقتها عن الوزارء بيومين على الاقل
أدعي بعد كل هذه الادلة أن الفيلم كان عن قهر المرأة بأسلوب حديث
ليس فقط طبقا للصورة النمطية القديمة في العصور المتخلفة اللى كلنا نعرفها كويس التى تظهر الرجل مفتول العضلات يحمل في إحدى يديه شومة وفي اليد الاخرى شعر امرأة بتجر وراه
تحياتي"

yasmeen said...

أنا معاكي أن المرأة في المجتمع بتعاني من قهر كبير مش بس من الرجال ولكن كمان من المجتمع اللي بيحكم عليها حاجات أحياناَ بتعملها وهي مقهوره بس علشان ترضي المجتمع و الناس
، بس أنا شايفه برضه أن المرأة التي ترضي أن يمارس ضدها القهر تستحق ذلك، لا بد أن تتصدى لكل الظروف التي تمارس ضدها حتى ولو كانت عضلات الرجل واستقوائه ضدها
ولازم تكون هي المتحكمة الأولى والأخيرة في نفسها، وما تسمحش لحد يمارس ضدها أي نوع من القهر مهما كان

Anonymous said...

مساء الخيرات باداليا
واضح ان الفيلم اثر فيكي واستفزك جدا من جنس الرجال كلهم

لكن اولا :
الفيلم حمل تعميم خاطئ على الرجال بأنهم كالشياطين في الأرض فجميع النماذج في الفيلم للرجال نماذج سيئة
وبالعكس جميع النماذج للمرأة نماذج "زي الفل"
والحقيقة مش كده، المرأة التي اختارت ان تكون زوجة لوزير لم تعط لنفسها الفرصة لتعرف من سيكون شريك حياتها ، انبهرت بالملايس والاسلوب والمنصب ونسيت حتى ان تعرف من سيكون شريك حياتها .. فهي أذن مسئولة عن هذا الاختيار وعن ما وصلت اليه.
الفتيات الثلاث ، كل واحدة منهن سعت جاهدة لتفوز بالراجل الوحيد في حياتهن ، حتى لو فرطت في اخلاقهن او عفتهن او او ...
حتى الملاك البرئ او كما يحاول الفيلم ان يظهره وهي بطلة الفيلم ، كانت دائما وابدا تضع نفسها موضع الند الاقوى والافضل ، والحياة لا تسيير بهذا المنطق

انا لا ابرر للراجال ما فعلوه انا فقط اوضح ان المسئولية مشتركة وللنساء نصيب كبير في وصلوا اليهم .. باختيارتهم الشخصية

النساء ليسوا ملائكة كما صورهن الفيلم ، والرجال ايضا ليسوا شياطين كما واظهر الفيلم

وووو
كنت عاوز اكمل والله بس صدعت ودماغي بتلف عشان النظارة

وللحديث بقية
هبدأ من حيث انتهيت
"طبعا الحيطة المائلة أفضل
لا الحيطة المايلة افضل ولا الراجل المايل افضل ،لكن

أحمد فتحي said...

اسف انا
المجهول"
اللى ف البوست اللى فات

SHAPE YOUR LIFE (ABOALI) said...

فعلا يا داليا فى هذه الايام ظهر انصاف رجل وانصاف امراه وانصاف انسان لم يفقد الرجل فقط رجولته ولا المراه انوثتها وطيبتها ولكن فقد الانسان انسانيته واقترب من مخلوق اخر لا يعرف عقله التفكير والحكمه ولا يعرف قلبه نور الايمان واليقين .

الفيلم لم اشاهده بصراحه لكن اكيد هو يعرض نماذج حقيقيه فى المجتمع ولو سلطنا الاضواء على جوانب اخرى سنجد الاسوء والاسوء وده لا يمنع ان مازال هناك بشر يتحلون بكامل انسانيتهم وادعو الله ان يزيد من هذه النماذج البشريه الراقيه بيننا ويهدى الجميع.

dr.lecter said...

الراجل النصاب ده رمز لفساد الدوله والنظام اللي بيستغل الشعب ومن ضمنم المراه

زوج مني زكي مقهور من رؤسائه لان طموحه تعارض مع وظيفه زوجته اللي مش راضي عنها النظام
فبالتالي وجه غضبه لزوجته لانها اضعف منه ولازم يفش غله فيها

الراجل بتاع المطعم ده برده نموزج للنظام وللمجتمع المتخلف الجاهل اللي بيعتبر المراه وسبله للمتعه ويبتزها ويفرض سيطرتها عليها ودليل علي الفكر المتحجر اللي لسه موجود تحت اقنعه التحضر والرقي والكلام اللطيف واللباقه والابتسامه والشباكه

بصي انا عارف ان فيه قهر للمراه بيحصل بس ماتنسيش ان فيه جزء بتشارك فيه المراه بتعرض نفسها انها تبقي تحت رحمه الزكر وتحت سطوته

لما واحده تخاف انها تعنس وتقبل تتتزوج واحد بالشكل
ده يبقي متجيش وتقول هو بيعمل فيا كده ليه طالما انت عارفاه كويس

ايوه ياداليا المراه ضحيه رغم انها اهم جزء في المجتمع لانها نصفه المراه مهمه للرجل مش علشان انها وسيله تكاثر او متعه لكن علشان بتعمل توازن في الطبيعه

بصي فيه ارارء كتيره عن الفيلم متضاربه منها اللي رافض اللي كان في الفيلم ومنها اللي موافق عليه

لكن في الاخر الفيلم عن قهر البشر من وجهه نظري

dalia said...

ياسمين الرقيقة
اتفق معك ان المرأة يجب ألا تصمت أمام القهر، وتتحد الظروف الاجتماعية العتيقة لان الظروف دي احنا اللى خلقناها ونزلتش علنا من السماء
تحياتي

dalia said...

أحمد فتحي
لا أقصد الهجوم على جنس معين ولا أقصد القول بان النساء ملائكة والرجال شياطين ببساطة لان الاب والاخ من هذه الفئة ولكن انحدار القيم وتراجع منظومة المبادئ العامة والوازع الديني جاءت على حساب المرأة الضعيفة
تحياتي

dalia said...

أهلا بك يا أبو على :)

تفكير عقلاني مائة في المائة، أحيك على فكرك الراقي
تحياتي

dalia said...

لكترا
أهلا بك مجددا :)
ماشي يا دكتور الفيلم بيتكلم عن قهر البشر،مع قهر المرأة أيضا شفت ديمقراطية اكثر من كده
تحياتي

زين الدين said...

هناك واقع انت لمست جزء منه ولكن اذا عرف اصل المشكلة عرف الحل
ولكن احسب انك لمست ظاهرة واذا اجتهدت علي حل الظاهرة دون معرفة الاصل فلن يكون الحل مثمر وسيعود بالتاكيد
اعارضك علي مبدأ التعميم فكم من رجال عظماء واذا استحضرت ستجدين قديما وحديثا (الرسول ابو بكر عمر ونماذج حديثة واقربهم والدك
وكم من نساء بطشهم ليس بورم العينين ولكن باضعاف (ولديك زوجة العزيز في قصة يوسف وشجرة الضر فلمؤخذة فيها سجن 9 سنين او تقطيع رقاب

sal said...

لايولد الانسان امرأة بل يصبح كذلك

dalia said...

زين الاخ الحبيب
لم أعمم وأقول أن كل الرجال وحوش لان التاريخ أوالمجتمع ببساطة لم يغفلا نماذج حقيقية لرجال كانوا قدوة حسنة، بل اتكلم عن هذه الشريحة من الرجال الذين يمارسون قوتهم على زوجاتهم أو حتى يهددون بها مستغلين ضعف الجنس الاخر
المشكلة يا زين ان أزمة الرجالة دي مالهاش حل حاول تدور معايا على حل للنماذج " التى تعتقد أن مسئوليته تجاه الزوجه انه حيبقى جوزها فقط، أين الرجل الذى يشارك الهموم ويتحمل المسئوليات، ويربي العيال، ويشغل وقته بحل مشاكل أسرته، ويطبطب على ظهر زوجته ليعنها على كونها امرأة أين وصية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم للصحابة أوصيكم بالنساء خيرا
المشكلة أن التربية لا تكفي، والاعلام لا يمكن أن تتحمل فقط المسئولية، والمسجد لا يتحملها أيضا

فمن أين نبدأ؟
تحياتي

dalia said...

Sal
اتمنى أن توضح رايك أكثر، شكرا
تحياتي

sal said...

لايولد الانسان امرأة بل يصبح كذلك
دا مش كلامى
منقووول برضو
دا كلام الكاتبة الفرنسية
سيمون دى بفوار

قلت يمكن يعجبك بس

dalia said...

sal
أهلا بك دوما يسعدني أن اتلقى التعليقات من انسان مثقف مثلك
شكرا على التوضيح، بالمناسبة لماذا اخترت Sal كبديل لاسمك
لماذا لا تستخدم اسمك الحقيقي
يمكنك ألا تجاوب في كل الاحوال
تحياتي
داليا