Thursday, May 6, 2010

سواق الوزراء وحكايات من العريش



تلاميذ العريش

كان يا مكان كان في أولاد عايشين في مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء بيحلموا أنهم يكبروا بسرعة ويصبحوا قيادات في محافظتهم وزعماء لبلادهم، لكن مشكلتهم إنهم واقعين تحت ضغط الفقر والإهمال، باختصار شديد لا يوجد حد بيسمعهم أو يشعر بهم رغم أن مطالبهم بسيطة جدا مياه نقية ومواصلات تسهل عليهم مشوار الذهاب الى مدارسهم كل يوم ومدارس غير مكدسة الفصول

أعمارهم تتراوح من 10 الى12 سنة - تحاورت معهم أمام  بوابة مركز سوزان مبارك الاستكشافي للعلوم في حوار طريف ومثير، هؤلاء لم يكونوا ينتمون إلى فرق التلاميذ الذين استقبلوا اللواء مراد الموافي محافظ شمال سيناء، ووزيرا التعليم د.هاني هلال وزير التعليم العالي والبحث العلمي ود.زكي بدر وزير التربية والتعليم بالأناشيد والترحاب، " لما عرفنا أن المحافظ هنا الحين جينا على طول" هذا ما ردده التلاميذ بملامحهم الرقيقة المبتسمة والمميزة لأهالي سيناء، ثم أشاروا إلى سيارة المحافظ السوداء الفخمة ليؤكدوا وجوده .



قال أحدهم في انبهار " أريد أن أصبح محافظ لما أكبر" فكان السؤال المنطقي لماذا؟، فرد " علشان يبقى عندي عربية كبيرة والناس كلها تمشي ورايا"، وكرر تلميذ آخر نفس الأمنية ولكنه أرجع سببها " حتى أرفد كل الموظفين وألغي كل المدارس"، ورد آخر " أما أنا أريد أن أكون وزيرا علشان أخلي المدينة دي حاجة تانية"، بينما عقب آخر " لا أنا بقه حبقي رئيس جمهورية وأسبقك".



" عددنا في الفصل 37 تلميذ لكن الفصل ضيق جدا " وتابع آخر " المدرسين بتوعنا بيقولوا أن في مدارس في العاصمة فيها 70 تلميذ " واستدرك قائلا " لكن ده أكيد فصل كبير قد مدرستنا كلها "، توقف التلاميذ بعض الوقت عن الحديث، وكان الذكاء يشع من عيونهم ووجهوا كلامهم إلى الشروق محددين مهنتنا سريعا " طبعا صحفية علشان بتسألي أسئلة كثيرة ومعاكي كاميرا"، وسارع آخر بابتسامة كبيرة وفرح شديد " يبقى حتنزلي صورتنا في الجرنال" فرفعوا جميعا أيديهم بعلامة النصر كأنهم يريدون أن يقولوا باختصار صابرين واثقين أن صناع القرار سيهتمون ببلدنا ويتم تعمير سيناء حتى ولو لم يكن في عيد لتحرير سيناء كل عام



سواق الوزراء
.

"تواضع أم تودد أم مصالح" كان هذا تعليق كل من رأى د.حسن راتب رجل الأعمال الشهير وهو يطلب من السائق أن يتنازل له عن مقعده ليقود رحلة د.هاني هلال وزير التعليم العالي والبحث العلمي ود.زكي بدر وزير التربية والتعليم في رحلتها المشتركة للعريش في إطار احتفالية الجامعات المصرية بأعياد تحرير سيناء التي انتهت الجمعة الماضية
راتب صاحب مصانع الاسمنت وقرية سما العريش وجامعة سيناء وأخيرا قرية الحسنة في شمال سيناء فضل أن يكون سائقا لوزيري التعليم طوال اليومين التي قضاها الوزيران بالعريش، فقد طاف بهما في البلد حيث زاروا مع محافظ شمال سيناء قرية الحسنة التي افتتحتها سوزان مبارك حرم الرئيس مؤخرا، كما تفقدوا بعض المدارس ومركز سوزان مبارك الاستكشافي للعلوم وكلية العلوم الزراعية التابعة لجامعة قناة السويس والإستاد الرياضي بالعريش وقرية سما العريش والمنشآت الرياضية الحديثة للمدينة الرياضية لجامعة سيناء، وحرص راتب أن تكون آخر زيارات الوزيرين حضور حفل ختام الدورة التدريبية الأولي في مهارات اللغة العربية وتذوق الشعر بجامعة سيناء التي يشغل رئيس مجلس أمنائها وحضرها عبد العزيز سعود البابطين.



وحتى في رحلة العودة لم يفارقهما راتب حيث استقل معهم الطيارة الخاصة، ولولا انه لا يجيد الطيران لقاد الطائرة أيضا طبقا لهمهمات صدرت من بعض المشاركين من الوفد المرافق، وبدا موكب الوزيرين في مدينة العريش شبه الخاوية عظيما، فرغم أن الوزيران جاءا إلى العريش بدون حراسهما الشخصيين التابعين لأمن الوزارة، فقد وفرت لهم المحافظة علاوة على الحرس الخاص لراتب عربات الحراسة التي اشتملت على ثلاث عربات بوكس وعربتين شرطة وعربة إسعاف ودراجتين بخاريتين.



قبل المغادرة بساعات قليلة حرص راتب أن يقول كلمات تعبر عن سعادته بحضور الوزيرين وأبدا أسفه أن وزير التعليم العالي لم يبيت معه بقرية سما العريش وتفضيله للمكوث مع الصحفيين في فندق آخر، وذكر في كلمته أن جامعة سيناء أعطت منح لأبناء العريش خلال أربع أعوام سابقة بقيمة 20 مليون جنيه منها 10 مليون جنية في العام الماضي فقط للدراسة بالجامعة.



وقام راتب مع الوزيرين بتوقيع اتفاقية تعاون مع مديرية التربية والتعليم هنا بالعريش تضمن استمرار المنح المجانية لأبناء العريش المتفوقين وهنا قال راتب " جامعة سيناء تحرص على تطوير شخصية أبناء سيناء، لا بزرع حب الموت والاستشهاد مثلما يفعل الفلسطينيون في أبنائهم بل بزرع حب الحياة فهذا أفضل" ثم انتهت كلمته
.


سيناء أم سلامة الريس

في لقطة واحدة تجمع بين فرق الجامعات المشاركة بأعياد تحرير سيناء، لم يكن واضحا للمتفرجين لمسيرة العريش بالإستاد الرياضي هل يحتفل طلاب الجامعات المصرية بسيناء أم بسلامة محمد حسنى مبارك رئيس الجمهورية، حيث كان اللافتة الرئيسية في كبد الإستاد " حمد الله على سلامتك يا ريس"، بينما كانت اللافتة المتغيرة بتغير وفود الجامعات المختلفة " الاحتفال بذكرى تحرير سيناء

".ومن بين الوفود الممثلة كان وفد وزارة التعليم العالي، وبدا لافتا أنه كان عبارة عن سيارة تزينت بشكل كامل بالورود الصفراء والحمراء وبصورتين إحداهما للرئيس مبارك والأخرى لحرم الرئيس، فضلا عن صور النخيل التي تميز أرض الفيروز سيناء

.

هلال ضعيف مع الاطفال

أنحنى الوزير هلال وهو يتكلم مع عدد من أطفال المعسكر حتى أصبح في نفس مستواهم، وهو ما جعل كثير من الأطفال يقتربون منه، ويتكلمون معه بل ويغنون له بعض الأغاني الوطنية بمصاحبة بعض الآلات الموسيقية، ومن الطريف أن الوزير لم يتمالك نفسه و قام بحمل طفلة صغيرة إلى أعلى عدة مرات ثم قبلها والسعادة مرسومة على شفتيه، ثم قال للطفلة بعد استقرارها على الأرض "تاني" فتراجعت إلى الوراء خطوتين ثم سرعان ما اندفعت نحوه فقام الوزير على الفور بحملها ومداعبتها مرة أخرى، بعض الموظفين القريبين منه برروا ما قام به هلال، بالقول " أصل الوزير ضعيف جدا أمام الأطفال".



كان معكم داليا العقاد من العريش المدينة الهادية الجميلة البعيدة عن خطط التنمية

صور أخيرة: هكذا يعيش البدو في سيناء





















.




3 comments:

dr.lecter said...

علشان الحكومه شايفه ان سيناء والعريش بيعرفوا يصرفوا نفسهم
وبعدين يداليا كده ازعل انت عايزه الحكومه تنشغل بالبدو هناك ومش عارف ايه
مش لما تفوق الاول للعيال الهابله بتوع 6 ابريل والاخوان ومثيري الشغب
هي اخرها تهتم بشرم الشيخ علشان الريس يشوفها حلوه ونظيفه

بوست وجعني

sal said...

شكرا لهذا التحقيق الواقعى
تحياتى

Unknown said...

عايزين تقرير مفصل عن زيارة الوزير لمركز سوزان مبارك بالصور