Sunday, March 14, 2010

فقراء النيل

هل تعلمون أن هناك مئات من الصيادين الفقراء الذين يتخذون النيل سكنا وعملا ؟ هل تدركون أنهم لا ينامون مثلما ننام على سرائر؟ ، إنما ينامون هم وعائلاتهم على أمواج غير مستقرة تهتز في جنون كلما اقترب مركب سريع أو باخرة سياحية كبيرة، ماذا لو علمتم أن ظروفهم غير مستقرة وأن المرض زائر يخافون منه كما أن الحرائق ضيف ثقيل على قلوبهم؟، هل كنتم ستلبون دعوة " دليل الخير " وتقتطعون جزء من وقتكم لمساعدتهم ؟



هذا ما فعله أمس تسعة شباب، تحديدا خمس بنات وشابين وطفلين أضفوا بعض المرح والندى على سخونة الجو بعد ان استجابوا للدعوة "النيلية" التي أطلقها الشاب النشط أحمد على المشرف على جروب دليل الخير على موقع الفيس بوك.



كان الهدف من الدعوة توزيع "شنط" بها مواد غذائية على فقراء الصيادين الذين يعيشون في النيل، واستطعنا جمع تبرعات كبيرة جدا لشراء خمسين "شنطة" كل " شنطة" ممتلئة عن آخرها بالأرز والسكر الزيت والسمن ، في رأيي كان هذا انجازا رائعا أن يستطيع عدد قليل من الشباب أن يجمع نحو ثلاث آلاف جنية دون الاعتماد على مجهود أي جمعية.



ركبت التاكسي أمس من أمام جامعة القاهرة عقب حضور احتفالية كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بمرور 50 عاما على إنشائها، أرسلت الخبر عبر الميل، ثم توجهت مسرعة إلى نادي النيل حيث كانت المركب تنتظر، وصلت الساعة الواحدة والنصف متأخرة ربع ساعة عن الموعد المحدد كان أحمد والشباب القليل المتطوع قد نقلوا جميع الشنط إلى المركب ، وقد بدا أحمد غارقا في عرقه وينهج وابتسم وقال " خلاص نقلنا الشنط ".



نجحنا أمس من الساعة الواحدة والنصف حتى الرابعة والنصف والشمس في كبد السماء في توزيع "الشنط" الثقيلة على "فقراء النيل" متجولين بين صفحاته نشاهد ورد النيل الطافي والبط الصغير ذو الريش الأصفر والأسود العائم ، والجزر الرائعة مثل "بين البحرين" و"القرصاية" نتمتع بنسمات النيل العليلة التي داعبت وجوهنا بخفة لا مثيل لها.



معظمنا كان لديه أشغاله وأعماله التي يحتم عليه أن ينجزها، البعض استطاع أن يستأذن من عمله رسميا أو في "الخباثة" مثلما فعلت ، المهم أن رغبتنا كانت واحده هي كيف نقود عمل جماعي منظم يرضى خالقنا ويفيد مجتمعنا في نفس الوقت.



ومثلما وفقنا الله سبحانه وتعالي في أن نشارك الهم مع عائلات الصيادين فقد كانت فرصة رائعة للتعارف على شباب همه الأول إعادة اكتشاف مصر التي لا يتكلم عنها أحد،عن سيدات جدعان جدا رغم فقرهم يساندون أزواجهن في عملية الصيد وبيع السمك في أسواق المنيب والجيزة وشراء مستلزمات مسكنهن أو إذا شأت مركبهن الصغير، عن مسجد وكنيسة يتعايشن بجانب بعض دون احتقان، عن أطفال يستحمون في النيل يلعبون بالأسماك قبل طهيها يجرون في المزارع الواسعة يركبون الحمار في رشاقة وصوت ضحكاتهم تتردد خلفهم دون انقطاع ، عن مساكن وفيلات لرجال أعمال تقبع على جزر نيلية تمثل اعتداء صارخا على جسد النيل.



الرحلة انتهت ولكن حديثي مع الشباب المتطوع علمني كيف أن دورهم في خدمة مجتمعهم ومساعدة أهالي وطنهم بدأت من باب الجامعة، حيث بدئوا رحلة تطوعهم، لا تحزنوا لأنكم لم تكونوا في الرحلة النيلية ، فالجميع يمكن أن يلبي دعوات مماثلة لـ " دليل الخير" فهناك أعمال آخري تحتاجكم الدعوة مفتوحة للجميع والشباب المتطوع ينتظركم.











7 comments:

dr.lecter said...

مافيش حل الا العمل الجماعي التطوعي والجمعيات الخيريه ومساهمات الشباب في اوقات فراغهم

جمعيات زي رساله وصناع الحياه وغيرها هي الامل

Kiara said...

طعم الخير دايما حلو

dalia said...

أهلا ليكترا
نتمنى أن تكون مساهمة الشباب في تنمية مجتمعهم في أوقات فراغهم وفي أوقات أعمالهم
وطبعا الامل في ربنا
منورني دايما

dalia said...

كيارا
طبعا اتمنى ان نتشارك سويا مرة في تذوق طعم الخير الحلو
تحياتي منورني بجد

Anonymous said...

بعد إذن حضرتك ممكن تشيلي الصور خصوصا للأطفال
مش هم قالو لسيادتك مش عاوزين يتصوروا

dalia said...

اعتذر عن أى احراج بالنسبة لصور الطفلين، انا بحاول اشيلها دلوقتي بس عندى مشكلة فنية في البلوج

كريم بهي said...

جميجدا
فقراء النيل اسم له تغريدة ادبية تهوس

ازيك داليا اتمنى تكوني بخير
متنشيس

كريم بهي
ابقى عدي عليا