Thursday, October 15, 2009

سري جدا



لا أعلم هل اتكلم بعد طول صمت أم اكتفي بالتأمل والقراءة وابداء التعليقات الساخرة العابره بين الحين والاخر؟هل اتكلم على ما يحدث في فلسطين وانتهاك لمسجدنا الاقصى؟أم اتكلم عن قضايا داخلية تشابهت رائحتها مع السحابة السوداء عن قضايا جامعية تسوء أم عن قضايا علمية تحتاج الى غرف الانعاش لايقاظها من جديد؟يبدو انني سأفضل الصمت واترك الكاتب الصحفي الرائع محمود عوض رجمه الله يتكلم،نعم لعلكم تسخرون هل أصبح أصحاب القبور هم أكثر حرية مننا في الكلام؟لن اجيب على السؤال.

بعد عام على حرب السادس من اكتوبر أو "اليوم السابع" كما أحب ان يسميه محمود عوض ألف الاستاذ كتاب تحت عنوان الحرب الرابعة "سري جدا" بدأ حديثه في مقدمة الكتاب الرائع بالقول"يقولون دائما أن كل أمه تحتاج الى صدمة كبرى لكي تفيق من سباتها وتفهم ما حولها" وتابع"في هذه الحدود فقط ،يصح لنا ان نرى هزيمة يونيو سنة 1967 باعتبارها فجرا وانذارا وصدمة وكابوسا وهزيمة وليلا ونهاية وبداية وموتا وولادة ..في وقت واحد زموتا لاشياء كثيرة عفنة ،وولادة لطاقات كثيرة دفينة".

يحتوي الكتاب على عدة أبواب منفصلة أول باب مترجم لكتاب اجانب عن كتاب خفايا حرب الشرق الاوسط وكتاب فلسطين او اسرائيل وكتاب اليهودي الامريكي وكتاب العالم العربي أمام القارئ الغربي أما الباب الثاني فهو مقال للكاتب نفسه تحليلي عن حرب 6 اكتوبرٍ بعنوان ماذا جري وكيف جري؟.

من أجمل ما عجبني تعليقه على هزيمة 67 وهو يسرد شعوره عندما كان شابا "ما الذي يمكن ان يفعله شاب اهتزت في مخيلته فجأة كل الصور المثالية للدولة.وذبلت في أيديه فجأة كل الورود التى اعطيت له ..واختفت من داخله فجأة كل الثقة التى أخذت منه على بياض..وانهارت حوله فجأة وحياة الالاف من ابناء جيله..بحيث اصبحت المقامرة بتلك الحياه شيئا سهلا وجائرا.

ويتابع"ما الذي يمكن ان يفعله هذا الشاب ..عندما يجد مشقه في انتظار الاتوبيس على ناصية الشارع ذات صباح بارد؟هل يذهب الى عمله..أم لا يذهب؟هل يفكر في شراء سيارة ..بعد ان قضى سنوات من عمره..مؤمنا بان احتياجات المجتمع أكثر اهمية من احتياجات الفرد ..أم يترك لنفسه ولمجتمعه العنان فيلطخ سمعته ..وهي التى يستمدها من احترامه لنفسه ولمجتمعه؟انه في الحالة الاولى سوف يكون غبيا ..وفي الحالة الثانية سوف يصبح مرتشيا.

"أقول لكم بصدق وأمانه ..انني افضل احترام العالم لنا ،ولو بغير عطف..على العطف العالم علينا..واذا كان بغير احترام" الرئيس أنور السادات.
"هكذا دخلنا الحرب باحساس مطلق بانه صدام ارادة ضد ارادة ..قبل ان يكون سلاحا ضد سلاح..أرادة تصحيح لما حدث..ضد ارادة تدعيم لما حدث ..في تلك الايام الاستثنائية من يونيو 1967.دخلناها بفجوة واضحة في الميزان العسكري بيننا وبيناسرائيل.فجوة..اعتمد صانع القرار السياسي في سدها على عاملين أساسيين:أولا قدرة العقل العربي الشاب على الابتكار..هكذا وجدنا مثلا مهندسا مصريا شابا استطاع ان يختصر مدة شق الحاجز الرملي الاسرائيلي الى ساعتين بدلا من عشر.ووجدنا دول حلف الاطلنطي أخذت عن المصريين الطريقة الجديدة التى ابتكروها لبناء دشم الطائرات،ودول حلف وارسو تأخذ الاسلوب المصري في بناء قواعد الصواريخ.

"وثانيا الوحدة العربية .لقد ترجمت هذه الوحدة نفسها في سلاح رئيس وباتر هو سلاح البترول فلاول مرة يضطر العالم الى أن يأخذ العرب بجديةعندما يصدرون قرارا "،الان اترك لنفسي العنان للتكلم كنت في كوبنهاجن العاصمة الدنماركية في زيارة علمية عن تغيير المناخ وكانت معظم المحاضرات تبدأ بهذا الرقم 1973 باعتباره عام فارق في أزمة الطاقة العالمية ،الان ماذا حدث للبترول والغاز العربي؟وماذا حدث لاراداتنا ؟وماذا حدث لشبابنا؟أسئلة لا تحتاج لاجابه فانتم تعلمون والله أعلم
.

14 comments:

SHAPE YOUR LIFE (ABOALI) said...

يااااااااااه يا داليا
عندما تقلبين صفحات التاريخ ستجدى فى الجعبة الكثير
انكسارات وتحولات واندماجات
تاءخذى منها العبر الكثير
وانتى تتجولين فى كتاب محمود عوض
كاءنك تجولاتى بينا الان
عن امة ضللت نفسها عن هوايتها ومسئولياتها
نعم هى التى توهت نفسها فاتشرذمت ورضت ان تكون بين التوافه
فلا هى اتبعت العلوم
ولا اقتربت من اى شيىء مفهوم
ولكن

فى داخل كل منا صرخة يريد ان يطلقها
ولن تصبر الصرخة كثيرا بداخل قوقعتها
فالكل الان يدرك
اننا نقترب من هاوية وان لم نفق ستنزل استار المسرحية معلنة النهاية


طالما يا داليا هناك من يفكر ويهتم بتلك الارض
ثقى يقينا" اننا سنجتمع يوما"


احييى فيكى كل شيىء شغل فكرك الرائع و قرءته من بين سطورك


اشكرك

صوت من مصر said...

عارفه كلام هايل جددا بجد
بس هل الغرب على ثقه الان بكلامك ام نحن

Anonymous said...

حمستيني اوي ادور عالكتاب واقراه ..:)

وحشاااااااااني :)

الربان said...

تحياتي

اشكرك و جزاك الله خيرا علي طرح هذا الموضوع.

حرب اكتوبر بالفعل كانت بالفعل حرب أرادة و تصميم...حرب شعب و امه عربية
واسلامية...

اود ان اضيف...بأن شابا مصريا كان يعمل في أحدي شركات الاسمنت ( القطاع العام في ذلك الوقت) استطاع ان يطور
نوع من الاسمنت يتحمل درجة الحرارة الشديدة...و هو النوع الذي تم استخدامه في غلق فوهات " النابلم" قبل العبور...

كما اود ان اوضح ان مهندسا مصريا صمم
مضخات بمواصفات خاصة تم تصنيعها خصيصا في المانيا...لازاله الساتر الترابي بخط
بارليف...و الذي اكدت الدراسات ان
هذا الساتر يحتاج الي القنبلة الذرية
لازالته.

ايضا العشرات بل المئات من المهندسين و العمال المدنيين الذين ضحوا بارواحهم حين بناء حائط الصواريخ و دشم الطائرات...
ايضا اود ان اضيف ان يوم 6 اكتوبر لم
يتم تسجيل اي حادث سرقة او نشل او ماشابه ذلك بمحاضر اقسام الشرطة...هل يعني ذلك شيأ؟

تحياتي و تقديري

Dr Ahmed Fazary said...

لقد قرأت هذا الكتاب قبل 6 سنوات
الوضع الأن أسوأ كثيرا مليون مرة عن
الوضع قبل حرب رمضان

dr.lecter said...

انا كنت بقرا زمان لمحود عوض في مجله الشباب من 12 سنه كده

اهو انا ماجبتش حاجه من عندي

67 فعلا اسوا شيء اقترن بنظام عبد الناصر

انت ماتتخيليش كم الشباب اللي ضاعوا بسبب النكسه محدش عرف يجسدها بجد الا اسامه انور عكاشه في ليبالي الحلميه عن طريق شخصيه علي البدري

بلنسبه ل 73 بسميها اخر حروب العرب ومش هتتكطرر تاني مع ان جت لنا فرص كتيره نكررها ونوحد نفسنا لكن كاننا بنادن في مالطه للاسف

الكتاب شكله حلو وهادور عليه وزاجيبه في اق ب فرصه باذن الله

زين الدين said...

مقالة جميلة واجمل ما فيها هي مشاعر حب هذا الوطن وهذا الشعب
ولكنني احب ان اشير الي سنة ربانية اذا فهمناها كانت لنا طريقا واضح وان طالت مسافته وامتلأت بالصعوبات
وهي الاية الكريمة في سورة هود
وما كان ربك ليهلك القرى بظلم واهلها مصلحون
واحسب انها السر
سر حياة الامم بوجود عزائم قوية صالحة مصلحة
واذا استعرضت التاريخ بداية من عزيمة حبيبنا محمد صلي الله عليه وسلم ومرورا بعزيمة نور الدين محمود والذين كان لهم الفضل في ان تهب الامة وتدب الحياة في اوصالها
وهذه الامة تمر باوقات سبات ولكن ابدا لا تموت

dalia said...

أهلا يا أبو على الفنان

رائع دائما تتصدر التعليقات مبروك عليك التعليق الاول انا مبسوطه ان فكرتي وصلت رغم ان الذي تحدث هو محمود عوض وليس انا الله يرحمه ،هل تعلم يا ابو على ان لو كل الشباب بداو يجعلوا شغلهم الشاغل هو احداث النهضة وتحدي الاوضاع الحالية اكيد خنوصل لحاجه لو كل واحد دعا من قلبه واستخدم يديه ورجليه في عمل شيئ منتج اكيد حنقرب من تحقيق حلم النهضة لان الله لا يضيع اجر من احسن عملا
نوتني بجد

dalia said...

صوت من مصر

شكرا كثيرا ليك بس انا مش فاهمه سؤالك الا لو كان قصدك هل العرب عارفين اننا خضنا حرب مجيدة ولا لأ الكتاب جاوب على هذا التساؤل في الباب الاول لو تحب تعرف رأيهم ممكن تقرأ الكتاب بودك انه يكون ممتع جدا
تحياتي

dalia said...

هاجر وانت أوحش شكرا على سؤالك

طيب الحمد لله انك حتتحمسي وتجيبيه بوعدك انك ما تندمي أبدا يا قمر
نورتيني

dalia said...

الربان
جزانا واياك شكرا على المعلومات القيمة ،نفسى روح اكتوبر تستمر لانها بالنسبة لي مثل الشمعة في بحور الظلام التى نعيشها لو يكون فيه دراسة جادة عن هذه الفترة الرائعة في تاريخنا أو يقوم الشباب بانتاج فيلم تسجيلي عنها لينجحوا فيما فشل فيه الكبار يبقي ده جزء هام في حياتنا ياريت
تحياتي لك بجد منورني

dalia said...

دكتور فزاري
اتمنى ان تكون في اسعد حال كما يسعدني انك قرأت الكتاب بس صدقني انت بتبالغ كثير صحيح اوضعنا صعبه بس اعتقد ان شعور الاحتلال ليس سهلا وانما مرا باكثر مما تتخيل شعور ان قطعة من ارضك محتلة شيئ صعب ،اما اوضعنا الحالية فيمكن ان تتحسن اذا قمنا بما يجب ان يقوم به كل انسان لديه هدف،خذ مثلا على ذلك د.يهي الدين عرجون مدير مشروع الفضاء المصري السابق فقد اعد دراسة نشرتها له في الشروق تتحدث عن التغيير من القاع الى القمة وليس العكس هذا فكرني بان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيرون ما بانفسهم
شكرا ليك

dalia said...

dr.lecter
اهلا بك يا دكتور يسعدني دوما تواصك ،جيد جدا يعني انت قارئ لمحمود عوض منذ فترة طويلة ده حيسعدك اكثر على فهم اسلوبه اتفق معاك في بعض الامور ولكن ليست حرب اكتوبر آخر الحروب يا بطل
اهلا بك يا دكتور يسعدني دوما تواصك ،جيد جدا يعني انت قارئ لمحمود عوض منذ فترة طويلة ده حيسعدك اكثر على فهم اسلوبه اتفق معاك في بعض الامور ولكن ليست حرب اكتوبر آخر الحروب يا بطل هناك روايات تؤكد ان المسلمين سيحاربون اليهود مرة أخرى ولهذا يجب ان نستعد
وكلنا امل وثقة في الانتصار
تحياتي

dalia said...

زين الاخ الرائع
تحياتي لقلمك الجميل الراقي كلامك دوما في الصميم اجمل ما فيه ما تحدثت فيه عن العزائم صالحة مصلحة وازيد عليك بشباب اصحاب عزائم صالحة مصلحة شاب يستطيع ان يكرر ما قام به الشاب المهندس الذي نجح في مقاومة الساتر الترابي على خط بارليف باندفاع المياة نحن نحتاج الى ذلك الشاب أو الفتاة وهذا لن يحدث الا اذا استطاع الشباب ان يثبتوا انفسهم في العمل لصالح هذه البلد