
صورة الطفل المتوفي اسلام عمرو مجدي البالغ من العمر الحادية عشر عاماالتي نشرتها الجرائد في صدر صفحاتها الاولى وعلى وسائل الاعلام ليست صورة عادية لطفل عادي
لا
الموضوع أكبر من ذلك انظروا الى عينيه ركزوا ماذا وجدتم ؟هل ترون تلك الابتسامة ؟انها ليست ابتسامة عادية لطفل وسيم بريئ
لا
انه يبتسم في سخرية وشفتاه الصغيرتان تتحرك وتنطق بكلام صامت حزين كأني قرأته أو تخيلته اليكم الرسالة، رسالة من طفل ميت : لا تحزن يا أبي ولا تحزني يا أمي سيأتي القصاص العادل فلا تتهاونوا و لا تأخذكم الرحمة بكل من تسبب في مقتلي ، ليس جلادي هو المدرس فقط0
لا
لقد اضاعني نظام تعليم فاسد غير نظامي عشوائي لا يهتم بالبشر نظام يعتبرنا حيوانات تجارب يتاجر باستراتيجياته ونظرياته على حساب الاطفال، نظام عجزعن تطبيق أبسط حقوق الانسان في مدرستي ،فكم من مرة ظلمت وقهرت دون سبب يدركه عقلي الصغير وكم مرة اشتكيت لكي يا أمي من صعوبة ما ندرس وحكيت لكي عن عدم قدرتي على الفهم من مدرس يبدو من ملامحه انه فقد الوعي والرشد من كثرة الدروس الخصوصية وقلة ذات اليد 0

لا
لا تبكي يا أمي لا تبكي يا أبي فلن يفلح البكاء في ان يرجعني اليكم ارزق وألعب كما كنت في السابق، فالموت اصطادني وكم كنت صيدا سهلا فلم اجد من يرحمني من أنيابه من ضرب وركل وظلم وقهر عايشته يوما بعد يوم في هذه الحياة المؤلمة0
لم يرحمني سوى خروج روحي الى بارئها حينئذا فقط سكنت روحي لبعض الوقت لكنها لن تستكين يا أمي أبدا اذا وقفتم انتم ومجتمعي صامت
افعلوا شيئا لأجلي .هل انهى اسلام الكلام ؟
لا
لقد ختم اسلام كلامه وهو يبتسم ابتسامة ساخرة من مدرسته ومجتمعه ، فهو يعلم ان المسئولين سيقرأون خبر موته وهم يضعون رجلا على رجل وسيكتفون بمعاقبة الجاني ثم يغلق الملف. هذا مؤكد لاننا أصبحنا في بلد تتكرر فيها المصائب والكوارث بلا حلول0
ذكاء الطفل جعله يدرك ذلك فابتسامته تقول :لا تنتظرو الحلول موتوا في سكات كما مت وانا استقبل ركلات وضربات من لا يرحم جسد صغير
،ابتسامة ذلك الطفل لا يجب ان تمحيها الايام والسنون لا يجب ان تدفن في التراب لا يجب ان تختفى من اذهاننا الا اذا وجدنا حلا يكبح ظاهرة العنف في مدارس 0