Thursday, October 4, 2012

الحشائش المبللة



-كلما مررت بحديقة في الشارع أو النادي وشممت تلك الرائحة... رائحة الحشائش المبللة المعطرة بالمياه ...أحدث ذلك مفعول رائع في نفسي...فإنه ينعش الذاكرة لتصل إلى نقطة سحيقة من الماضي إلى الطفولة البريئة حيث حديقة منزلنا.. والشقاوة ولعب الكرة... والباسكت... ومدرب الكاراتيه ...وحمام السباحة البلاستيك "المنفوخ"، إلى جلسة وسط الحشائش والضحكة العالية حول طاولة يتجمع حولها جدي وجدتي وأبي وأمي وأخوتي نأكل السمك في شم النسيم، في ظلال أشجار الياسمين والتين والجوافة والمانجو واليوسفي والبرتقال والبرقوق والليمون والتوت، ونحتفل بالأعياد كأننا جسد واحد مرتاح.

-يخطر على بالها هذه الأيام مواقف كثيرة متضاربة ومتنوعة ومزعجة ورائعة وإحاسيس غريبة واشتياق كبير إلى أخوها الكبير، وحب لا حدود لأختها ، وامتنان شديد لأخوها الصغير ووالدها الذي يبذل مجهود كبير معها لتعلم السواقة، وأمها التى لا تجعلها تتعب أبدا، وأصدقائها الذين يضيفون حياة جديدة إلى حياتها، وسطور لم تكتب ولم تخطط لها ولا تعلم مصيرها بعد، تتركها له سبحانه لعلمها أنه لا ينساها وإذا كانت تنام فهو حي لا يموت.


-حينما تراودها خيوط النور فإنها تخشى أن تتشابك مكونة قيودا من حولها، أسوارا فوقي وأنفاقا من تحتي فتطردها من افكارها فتعاود التشابك مكونة حرية وهنا فقط تسمح لها أن تتشكل من جديد.


0 comments: