Sunday, October 16, 2011

ليست مجرد حفلة

عيش..حرية ..كرامة إنسانية تصوير-داليا العقاد 
 
أشياء تحبها ...لكنها انقطعت عنها لفترات طويلة ..مساء الجمعة الماضية وجدت نفسها تقول :فعلتها ..فعلتها ..أخيرا كسرت عزلتها وهي تتجه الآن بلهفة الأطفال..  مع شقيقها عمر إلى حديقة الأزهر ..كلها دقائق و يبدأ الحفل .

 تلقى نظرة من وقت لآخر إلى ساعتها.. وصديقتها ريهام تجلس بجوارها ..فرحة قلبها تظهر على ملامحها.. لم يكن هناك أى شيئ يمكن أن يفكرها بعملها أو مشاغلها أو حزنها على ولاد بلدها الذين توفوا أمام ماسبيرو أو مصير البلد أو عودة الفلول من جحورهم .. لدقائق فصلت بطاريتها ..ولم يعد يهمها كل أحزان العالم .

الحفل سيبدأ بعد ربع ساعة ..أحد منظمي الحفل يعلن ذلك .. تعلم أن قلبها سعيد.. دقاته تحدثها بذلك، يأتي الفنان الشاب الموهوب حمزة نمرة ليوقظ فيها ومن حولها صمت  قلبها وقلوبهم، ليحدثها عن حلمها وحلمهم ..عن بلدها وبلدهم..عن صداقتها وصداقتهم ...عن غربتها وغربتهم...عن ثورتها وثروتهم..عن ميدانها وميدانهم.. عن انتصاراتها وانتصاراتهم .

 ..فتستيقظ  روحها بعد غفوة طالت غمامتها ...وتنظر بأمل إلى الشباب الحاضرين  تارة وإلى نمرة تارة أخرى ..الإضاءة تبهرها.. والموسيقى التى طالما رددتها وآلفتها تبهجها ..وصوت الصواريخ الملونة في السماء تشعرها بأنها طائر خرج من قفصه الضيق الذى صنعه بنفسه الى السماء الواسعة الرحبة .. فتظل تصفق  وتقول هنسى ..وتضحك وتضحك..حتى نهاية اليوم ، وقبل أن تغفل عيونها تطبع ابتسامة كبيرة على مخدتها وتناااام   .




0 comments: