Saturday, February 6, 2010

أسرار



أعلم انك تكذبين، عيناك المتخاذلتان تفضحان ما تقولين، كما أن حجتك ليست قوية أو مقنعة أمام اعترافاتي لك بما تحاولين أن تخفين، هل نسيت اننا تربينا معا وأن سكناتك وحركاتك مألوفة لدي، لطالما كنا نتفوه بنفس الكلام في نفس واحد ثم نتضحاك سويا كالأطفال، أنسيت أنني كنت قريبة منك الى درجة أننا كنا نحفظ الأسرار بإشارة واحدة من أعيننا، صحيح أن لساني أحيانا كان ينفلت بالأخبار ولكنك كنت تأمنيني على الاسرار حينما كنا أطفال، الآن تبتعدين وتمثلين كأبطال الأساطير، لن يفلح هذا معي لاني أصبحت جزء من قصصك الطويلة بطلة من أبطال الاساطير.



الآن تكذبين بعد كل هذا العمر والسنين، تعاندين وتغفلين تلميحاتي بالنصح وحب الرجوع الى الماضى الجميل، أعلم ان صديقك أصبح شاشة وبضعة حروف تصدر طرقعات كثيرا ما تصيبني بالضيق والغضب وأنت تعلمين، حتى صوتي لم يعد يمثل لك لحنا مميزا فاستبدلتيه بسماعات الأذن ومكثت ساعات وساعات خارج جدارن محبتي واخترت غرفة غير الغرفة حتى لا تنزعجين من اشاراتي وفضولي ، مع من تتكلمين ؟وماذا تسمعين؟ وما هو الشيئ الذى يضحك فيما تشاهدين خلف شاشة جهازك الغامض اللعين؟.



لم أستطع الانتظار كنت قد جاهدت نفسى على أن أمهلك بعض الوقت لعلك ترشدين، فسخرت منى وزعمت انك لا تفهمين، أعلنها لك  صراحة في قوة اكشف لك كل ما تحاولين ان تدفنيه خلف ستار حديدي كان بالنسبة لي  شفاف هين لا يصعب الغوص فيه ومعرفة أين تختبئين؟.



صدمتك بكلامي ولكنك تماسكت أو تخيلت ذلك لاني استطعت أن أميز خوفك وقلقك واضطراب عينيك ذات اليمين وذات اليسار، كذبت واعتبرت مهنتي سببا للشك والفضول الاعمي، وسخرت وقلت دائما هم كذلك الصحفيون شكاكون.







اختلاطك بالأطفال علمك العناد والغيرة الشديدة ولم يساعدك على الكذب لأن فطرتك أصبحت نقية ،والاطفال يا صغيرتي لا يستطيعون الكذب ، فعلى من تكذبين؟، صدقت كذبتك ورحتي تروجين الاقاويل، وتندفعين في حماسة منقطعة النظير، أعلم اني لن أصل معك الى نهاية فلن يسدل الستار على أحاديثنا لانك تجادلين ولا ترين إلا صدق موقفك، ومع هذا سأظل على عدم اقتناعي ولو اتهمتيني بالخيال وبعبث الشياطين.



حقا ،كنت صادقة معك عندما قلت لك اني أشعر بك تتغيرين ، وأن هناك سببا معينا للتغيير أعرفه وتعرفينه، فأعطيتني ظهرك وقلت إنني أتوهم فنهيت كلامي بأن في قلبي غصة انفرجت بهذا الحديث حتى ولو لم تصدقي، المهم أني حررت كل ما في قلبي من شكوك فإذا لم تصل لقلبك فإنها ستنتشر في الغرفة ، ومع الصمت الثقيل ستتنفسين رائحة الحقيقة ولو بعد حين.







11 comments:

د.آيه said...

بسم الله الرحمن الرحيم
تسلم إيدك أسلوبك و كلماتك تحففففففففه ..
رائعة جدا .. سعيدة بعثوري على هذه المدونة المتميزة
تحياتى

mohamed said...

:)

عجبني اوي يا داليا حسيت فيه بغضب طفولي :)

صحيح متنسيش تجبيلي معاكي حبة ضباب من هناك

Anonymous said...
This comment has been removed by the author.
Anonymous said...

(Y)

SHAPE YOUR LIFE (ABOALI) said...

ومع الصمت الثقيل ستتنفسين رائحة الحقيقة ولو بعد حين


فعلا جملة رائعة يا داليا تصف اشياء كتيرة
وكلها نسيج من التفاؤل فى اعتقادى
بعد استخدام تلك اللغة الحوارية وتسكين النون
والرغبة فى الانطلاق والعودة المجدده حتى ولو بعد حين

رائع ماكتبتى وهذا فعلا حال الصحافيون
ولالالالالالالالالالالالالاايه

زين الدين said...

القلم الغالي والمشاعر الجميلة
اعتقد اني فهمت وسيكون ردي خصوصي برسالة علي بريدك
وكل من مبتلى ، ولكن دائما الذكريات التي اشرت اليها هي التي تصبرنا وتجعلنا نتفاءل بعودة الاصل
والله المستعان

dalia said...

شكرا يا أيه نورتيني بجد وأهلا بك دوما
تحياتي

dalia said...

محمد الصديق الوفي
حلو غضب طفولي دي، واضح انك واخذ بالك جدا من سفرياتي هذه الايام:)
تحياتي

dalia said...

هاجر
وحشاني فينك
تحياتي

dalia said...

ابو على الفنان
كيفك يارجل دايما رافع روحي المعنوية، بخصوص حال الصحفيين ربنا بس يعلم بحالهم لكن مش اللى في بالك
منور

dalia said...

زين الاخ الرائع
ربنا يكرمك، يا أجمل أخ في الدنيا دعواتك وطبعا أكيد لما ألاقي وقت أهرش في راسي حرد عليك في بريد منفصل
مع احترامي