فتاة صغيرة حزينة على واجهة غلاف كتاب تثير الرعب داخلها ..تشعر أن عينا
الفتاة حيثما تحركت في الحجرة تنظر إليها ..وخارج الحجرة تظل تلك العينان في
مخيلتها كأنها النداهة تردد كلمتين متكررتين..
أكملي أكملي .
تقول :لقد شقيت فاستمعي إلى معاناتي..لقد عشقت فاسمعي قصص الحب الحزينة، لقد
خسرت وطنا يعربد فيه اليهود فاحصري عدد الضحايا، لقد اغتربت خارج وطني..فاحرصي على
وطنك ألا يضيع..لقد هزمت فلا تسمحي للأوغاد أن ينالوا منك، لقد استولى اللصوص على
منزلي، وضاع مفتح البيت فارجعي إلى حضن وطنك وقاومي للنهاية حتى لو انقطعت أنفاسك
وخرجت روحك من جسدك.
قشعريرة بداية الشتاء تهزها هزا، رياح شديدة لا تعلم كيف دخلت إلى روحها رغم
أحكام غلق النوافذ والجدران والأغطية الثقيلة ، تحب الشتاء ولكن لا تحب ظلمته ولا
التغييرات الجافة التي بدأت تطرأ عليها.
تنظر تارة إلى غلاف الكتاب وتارة إلى
نفسها ، الفتاة الصغيرة تصيبها بالاكتئاب صوت أنينها داخل الغرفة يعلو مع اقتراب
يوم الهزيمة 1948 ، القنابل والرصاص والانفجارات تقترب من منزلها في القدس.
صدرها يعلو ويهبط من الرهبة حينما
يصل إلى أذنيها صوت حركة مسموعة في حديقة منزلها .. أنفاسها تتلاحق مع ارتفاع
الصوت وتدوي الانفجارات..تختبئ تحت السرير في محاولة يائسة لكي تتفادي تبادل إطلاق
رصاص العصابات اليهودية بالقرب من المنطقة التي تسكن فيها.
تسمعها وهي تودع كلبها ركس ودميتها
بلا دموع ..مفاجأة مغادرة بلدها دون نعي ودون جنازة تجننها..تلك الفتاة تبكيها كأن
نكبة فلسطين تحدث الآن تحت سمعها وبصرها ..تصرخ بأعلى صوت لا لغزاة الأوطان والقلوب.. وتدعو الله أن يخرجها
سالمة من كآبتها.
أفكار كانت تجول بخاطري أثناء قراءة In Search of Fatima-A
Palestinian Story أو البحث عن فاطمة للكاتبة
الفلسطينية المبدعة غادة الكرمي..ومازال الكتاب يصيبني بالرهبة كلما قرأته ..كل هذا ولم أصل
بعد الى منتصفه..كان الله في عون الأوطان.
4 comments:
مع أن الواقع ذاته يكفيني لأهتم بقراءة كتاب كهذا لكنك أبدعت في وصفه :) سأبحث عنه لعلني أجده :)
تحياتي
و تظل فلسطين غصة في القلب
الغاردينيا
شكرا على كلماتك الرقيقة ابحثي عنه وادعو أصدقائك لقراءته ممتع حقا :)
أحمد سمير
انت قربت من المعني اللى أنا كنت عايزه اقوله
شكرا على زيارتك نورتني :)
Post a Comment