Monday, August 3, 2015

راندي الأمريكية تعشق مصر

طباعة


داليا العقاد 
نشر فى : الأربعاء 16 يناير 2013 - 1:30 م | آخر تحديث : الأربعاء 16 يناير 2013 - 1:30 م
بعد أسبوع واحد من وصولها للقاهرة، اندلعت ما وصفته «راندي» الأمريكية، بالثورة المصرية الثانية ضد حكم العسكر، سكنها المؤجر كان قريبًا من ميدان التحرير؛ لذلك عاشت أجواء المظاهرات في مجلس الوزراء وشارع محمد محمود.

ولم توقفها الهتافات الغاضبة والغاز المسيل للدموع والأعيرة النارية، لحظة واحدة، عن أداء مهمتها بكل حب كمدرسة لغة إنجليزية في أحد المراكز المتخصصة، ما شهدته من أحداث لم ينسها سحر نهر النيل وشهامة المصريين، فسجلت ما رأت في كتاب عن حب مصر، أو كما تحب أن تسميها «بلدي الثاني».


زارت راندي-مدرسة لغة انجليزية متقاعدة - نحو 50 دولة، ولكن تظل مصر أهم ذكرى في حياتها، وشعبها بالنسبة لها عائلتها، أول زيارة لها لمصر كانت بهدف السياحة عام 1996 مع زوجها الأمريكي بيل، والثانية في نهاية 2011، لمدة ثلاثة شهور للتدريس، بعدما حدثها أحد الأصدقاء المصريين على الفيس بوك للعودة إلى التدريس، في مركز لنشر الإنجليزية يُسمى SYE.

وتقول راندي، في مقدمة كتابها بعنوان «حلمي للذهاب لمصر تحقق»: "الذهاب إلى مصر كان فكرة عابرة، خاصة مع اعتراض وخوف الأهل والأصدقاء، بسبب عدم استقرار البلد وعدم وجود حكومة دائمة"، مضيفة: "حلمي تحقق وبدأ معه أروع مغامرة وأكثرها إثارة في حياتي".

وتدعو الكاتبة الأمريكان إلى قراءة وفهم الثقافة المصرية والإسلامية، وفقًا لروايتها وليس بناء على ما تذيعه وتنشره وسائل الإعلام والأفلام الأمريكية، فضلاً عن الانفتاح على ثقافات الآخرين، مطالبة إياهم بألا يحكموا على الشعوب بسبب معتقداتهم ودينهم.

الكتاب ذو 170 صفحة، تظهر فيه «راندي» على الغلاف بصورة كاريكاتورية بريشة صديقها الفنان المصري أحمد سامي، متقدمة بالشكر إلى المرشد السياحي حسن عوض محمود الذي قابلته في رحلتها النيلية إلى الأقصر، موضحة أنها استمتعت بما قاله عن حبه لمصر وتاريخها وآثارها.


وذكرت راندي في كتابها "ليلتان ستبقى للأبد حية في ذاكرتي، ليلة حادثة تسمم المتظاهرين في محيط ميدان التحرير بسبب وجبة مسممة أعطتها لهم سيدة وانتقل على إثرها عشرات المتظاهرين بعربات الإسعاف إلى المستشفيات، وليلة أحداث مجلس الوزراء التي ذهب ضحيتها ما يقرب من 18 متظاهرًا، وجرح أكثر من 120 مصابًا."

وأضافت: "شعرت كأنني في وسط معركة اشتعلت بين المتظاهرين العزل والشرطة العسكرية، وسمعت أعيرة نارية كأنها تطلق أمام السكن، واختنقت بالقنابل المسيلة للدموع، وبكيت طوال تلك الليلتين ليس خوفا من الأحداث ولكن خوفا من سقوط المزيد من الشباب".

وكانت راندي قد ذهبت إلى ميدان التحرير، واقتربت من المتظاهرين لإيمانها بسلمية تظاهرهم وشجاعتهم الفائقة في الدفاع عن مبادئ ثورتهم، مضيفة: "المصريون في ذكرى ثورة 25 يناير 2012، أثاروا إعجابي في إصرارهم على مطالبهم وخروجهم للشوارع في شكل احتفالي سلمي مهيب.

وأكدت راندي في تصريحات خاصة لـ«الشروق»: "جئت لاستكمال رسالة التدريس ولأشارك هذه اللحظة التاريخية لبلدي الثاني"، مشيرة إلى أن لديها مشروعات بمساعدة مصريين في مبادرة لاستصلاح الصحراء في مصر وإفريقيا.
ويذكر أن زيارة الكاتبة تأتي مع اقتراب الاحتفال بذكرى ثورة 25 يناير.

أول موضوع مصري عن قمر الصناعي العسكري المصري

بهي الدين عرجون
بهي الدين عرجون

عرجون: إسرائيل تمتلك أكثر من 10 أقمار تجسس.. ومن حق مصر رصد حدودها الإقليمية

مصر تطلق قمرًا جديدًا لمقاومة التجسس نهاية العام


داليا العقاد 
نشر فى : الثلاثاء 27 مارس 2012 - 9:05 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 27 مارس 2012 - 9:05 ص
علمت «الشروق» من مصادر رفضت الكشف عن هويتها، أن مصر ستطلق قمرا صناعيا لمقاومة أغراض التجسس فى نهاية هذا العام.

وكانت تقارير صحفية إسرائيلية أبدت تخوفها من إطلاق مصر قمرا صناعيا بمساعدة روسيا لمقاومة أغراض التجسس،ونشرت صحيفة «جيروزاليم بوست» تحت عنوان «مصر تصارع من أجل إحراز تقدم فى مجال التجسس عبر الأقمار الصناعية» على لسان خبير إسرائيلى إن مصر تحاول تطوير نفسها فى مجال الفضاء للاستفادة منه فى مجال المخابرات.

وقالت صحيفة «هاآرتس» إن تل أبيب تدخلت عام 2009 لدى الحكومة الفرنسية، ونجحت فى منع شركة «آستريوم» الفرنسية من بيع قمر عسكرى لمصر، لكن مصر نجحت فى إتمام صفقة آخرى مع روسيا لهذا الغرض.

واستندت «هاآرتس» إلى تقرير نشره موقع  IntelligenceOnline يشير إلى أن روسيا وافقت على إعطاء مصر قمرا صناعيا يتمتع بجودة عالية فى التصوير، وأن امتلاك مصر القمر سيحررها من تبعية الوسيط الأجنبى فى الحصول على صور معنية، «لأن الشركات التجارية تلزم الجهة التى تطلب شراء الصور الفضائية إخبارها عن الهدف من شرائها».

وعلمت «الشروق» أنه وفقا لوثائق مناقصة أول قمر صناعى مصرى بحثى ــ والذى تم إطلاقه بالتعاون مع أوكرانيا فى 17 أبريل 2007، بنسبة تصنيع مصرية لا تزيد على 30% ــ فإنه تضمن بندا يجبر الجانب المصرى على قصر استخدام القمر على تصوير أراضيها فقط.

وأضافت المصادر أن القمر العسكرى تم بالتعاون مع الهيئة القومية للاستشعار من بعد، وأنه لن يكون بديلا عن القمر الصناعى إيجيبت سات 2 ــ بنسبة تصنيع مصرية تصل إلى 60% ــ ومن المقرر إجراء مناقصة عالمية له قبل نهاية هذا العام.

ومن جهته قال الدكتور بهى الدين عرجون المدير السابق لبرنامج الفضاء المصرى إن إسرائيل كانت وقعت اتفاقية مع الولايات المتحدة الأمريكية لوضع قيود على حدة الصورة فيما يتعلق بدورة الأقمار الصناعية فوق الأراضى الإسرائيلية، تتضمن منع الشركات الأمريكية من بيع صور تخص مواقع إسرائيلية بنسبة رؤية أقل من 2.5 متر.

ولفت عرجون النظر إلى أن إسرائيل تمتلك تكنولوجيا صناعة وإطلاق الأقمار الصناعية، وأن لديها ما يزيد على 10 أقمار عسكرية تغطى معظم أنحاء الكرة الأرضية، بالإضافة إلى أقمار تغطى جميع المجالات البحثية والتنموية.

«ومع ذلك لا يمكن وضع خط فاصل بين الأقمار الصناعية البحثية والعسكرية» يضيف عرجون، مشيرا إلى أن الأقمار عموما مزدوجة الاستخدام فمن الممكن أن تستخدم للأغراض المدنية أو العسكرية، بهدف الحفاظ على الأمن القومى برصد التجمعات وأى تحركات حول حدود الدولة الاقليمية، وأضاف: «الفروق بالنسبة للأقمار العسكرية تتمثل فى دقة وحدة كاميرا التصوير، وقرب مدار القمر من الأرض، وزيادة التأمين على الاتصالات التى على القمر لمنع السيطرة عليه أو تحريكه لصالح دولة أخرى».

وكانت صحيفة هاآرتس قد بررت فشل تل أبيب فى وقف الصفقة الروسية المصرية بأن العلاقات الأمنية بين إسرائيل وروسيا مستمرة فى التدهور فى أعقاب الكشف عن صفقات السلاح والاستشارات العسكرية الإسرائيلية التى قدمت لجورجيا قبل وفى أثناء حرب القوقاز، وفى الأعوام التى سبقت الحرب بين روسيا وجورجيا والتى اندلعت فى صيف 2008، اعترضت الحكومة الروسية عدة مرات على بيع السلاح لجورجيا، ولكن وزارة الدفاع الإسرائيلية تجاهلت الشكاوى الرسمية التى أرسلتها موسكو».

وحوار عن البرنامج الفضاء المصري


محطة الاستقبال الفضائية في أسوان
محطة الاستقبال الفضائية في أسوان
حوار - داليا العقاد 
نشر فى : الثلاثاء 17 أبريل 2012 - 10:20 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 17 أبريل 2012 - 10:20 ص
5 سنوات مرت، لكنها لم تجعله ينسى الدموع التى ملأت عينيه رغما عنه، فى القاعدة الأوكرانية، وشهدها الفريق المسئول عن إطلاق أول قمر صناعى مصرى لأغراض بحثية، معلنا دخول مصر نادى الفضاء فى 17 أبريل 2007. لحظتها وقف الدكتور على صادق، رئيس مجلس بحوث الفضاء المصرى، حينئذ، ليراقب العد التنازلى لإطلاق أول قمر صناعى بحثى (مصر سات1)، من قاعدة فضائية بكازاخستان، وأمام العينين الدامعتين بالنجاح، مرت محطات نجاح شخصى أهلته لتلك اللحظة من حصوله على الدكتوراه فى السبعينيات فى القوانين الدولية المنظمة لحقوق وواجبات الدول فى الفضاء من جامعة مانشستر بإنجلترا، ثم إنشاء مجلس بحوث الفضاء فى التسعينيات، وتعيينه رئيسا له، ثم توقيع عقد تصنيع القمر البحثى المصرى مع أوكرانيا فى 2001.

خلال عودته، مطمئنا ومنتصرا، برفقة فريق العمل الذى تشكل من الدكتور بهى الدين عرجون، المدير السابق لمشروع الفضاء، والدكتور أيمن الدسوقى، مدير مركز الاستشعار عن بعد السابق، وعادل يحيى مدير مركز الاستشعار عن بعد الأسبق، تذكر مقولة الدكتور هانى هلال، وزير البحث العلمى: «هتفضحونا إمتى؟» لأحد الأساتذة العاملين فى برنامج الفضاء، مستهزئا بالعاملين فى مشروع القمر الصناعى مصر سات 1، فأغمض عينيه وابتسم فى رضا، قبل أن تكتب كلمة النهاية غير السعيدة، فبعد أشهر من إطلاق القمر تقدم معظم القائمين على برنامج الفضاء باستقالاتهم، وأولهم الدكتور صادق بسبب صدام حاد بينه وبين هانى هلال، أسفر عن عدم رصد أى ميزانية لاستكمال حلم تصنيع القمر الصناعى مصر سات 2، وما تبعها من تصنيع قمر صناعى صحراء سات، وإنشاء وكالة الفضاء المصرية، وإصدار قانون لتنظيم الفضاء فى مصر.

 ورغم تعرض برنامج الفضاء المصرى لأزمات واتهامات بالفشل وفقدان الاتصال بالقمر الصناعى مصر سات 1 فى 2010، فإن الدكتور صادق لم يكن محبطا، وقال فى حواره مع «الشروق» أن 17 أبريل سيبقى فى ذاكرة ووجدان كل مصرى، وكشف عن استعداده للبدء من جديد وجمع كل من تشتت واستقال وسافر من ضمن الـ64 مهندسا ودكتورا تلقوا تدريبهم فى أوكرانيا لاستكمال برنامج الفضاء، ملقيا الكرة فى ملعب حكومة الدكتور كمال الجنزورى والرئيس القادم، وهذه تفاصيل الحوار:

● ما مراحل صعود وهبوط البرنامج الفضائى المصرى منذ أن تم طرحه كفكرة فى الثمانينيات فى عصر الرئيس الراحل السادات؟
ــ دخول عصر الفضاء كان مشروعا تم طرحه فى بداية الثمانينيات بموافقة من القيادة السياسية ورئاسة مجلس الوزراء ليكون مشروعا قوميا، وتم بالفعل تشكيل لجنة كنت عضوا فيها، برئاسة الدكتور المرحوم محمد عبدالهادى، وقبل اتخاذ أى خطوات تنفيذية، صدر قرار جديد من الدكتور مصطفى كمال حلمى بوقفه، واعتقد أن تحول مصر اقتصاديا من النظام الاشتراكى إلى الرأسمالى فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات ساعد على وقفه لأنه لم يكن من المشروعات التى تدر دخلا سريعا، ولأنه التفكير السائد ركز على تبنى المفهوم الاستهلاكى فى الصناعات وليس الإنتاجى.

ومع ذلك كان هناك إصرار من علماء مصر لطرح المشروع ودخول مرحلة جديدة من التطور الإنسانى الذى بدأ مع غزو الفضاء الخارجى بإطلاق أول قمر صناعى سبوتنك 1 السوفيتى فى 7 أكتوبر 1957، واتضح فيها أهمية امتلاك تكنولوجيا الفضاء، والاستشعار من بعد ومجالات البث الإذاعى والتليفزيونى والاتصالات اللاسلكية وغيرها، ولم يكن للدول النامية ومنها مصر أى دور فى هذا المجال وظلت مستهلكة فقط للعلم والتكنولوجيا دون أن يكون لها دور فى الإنتاج أو التطوير كما أنها عجزت عن دراسة تأثير هذا الاستخدام عن الإنسان سواء كان سلبيا أو إيجابيا.

● تحدثت فى حوار سابق أن البداية الحقيقية لدخول مصر عصر الفضاء كان مع تشكيل مجلس بحوث الفضاء فى 1998.. هل يمكنك أن تتحدث بمزيد من التفصيل عن هذا الأمر؟
ــ أعتقد أن تشكيل مجلس بحوث الفضاء التابع لأكاديمية البحث العلمى الذى كان يضم 32 عالما وأستاذ متخصصا كان أول خطوة تنفيذية لصياغة برنامج الفضاء المصرى، وقد لقى إجماعا بعد عرضه على 21 أستاذا متخصصا من المجلس الأعلى للبحوث، وأتذكر وقتها أنهم وجهوا لنا نحو 20 سؤالا كان أبرزها: الشعب المصرى مش لاقى يأكل العيش وأنتم بتفكروا فى عصر الفضاء؟ وكانت إجابتى أن دخول عصر المعرفة قادر على حل مشكلات رغيف العيش، واستمر النجاح نظرا لوجود قرار سيادى بدخول عصر الفضاء.

● هل يمكنك أن تذكر واحدة من تلك المشكلات وكيف تم حلها؟
ــ العقد مع الجانب الأوكرانى تضمن تقسيم المبلغ على أقساط يتم دفعها بعد تأكد خبراء البرنامج من انتهاء كل مرحلة من مراحل تصنيع القمر، وكان يتم دفعها من حساب برنامج الفضاء الموجود فى البنك المركزى المصرى، وصادف دفع أحد أقساط نشوب الحرب الأمريكية على العراق فى 2003، ووقتها أصدر عاطف عبيد رئيس مجلس الوزراء قرارا بمنع تحويل أى أموال بالعملة الصعبة من البنك خارج مصر، وكان لابد من دفع مبلغ نصف مليون دولار للجانب الأوكرانى، وتم حل المشكلة، وأنقذت 6 جامعات الموقف وسددوا الأموال من صناديقهم الخاصة، وهى جامعات القاهرة وعين شمس وحلوان والإسكندرية وقناة السويس وأسيوط.

● نشب صراع بينك وبين هانى هلال الوزير الأسبق وأسفر عن تقديم استقالتك.. ألم يكن من الأفضل أن تخاطب جهات أخرى فى الدولة؟
ــ الخلاف وصل إلى نقطة مسدودة، ثم فوجئنا بوقف ميزانية تصنيع القمر الصناعى مصر سات 2، وترتب عليه هروب معظم الشباب الذين تدربوا فى أوكرانيا لمدة 3 سنوات إلى الخارج للعمل، ولذلك أصررت على الاستقالة، وكان هناك صدامات متتالية مع هلال بسبب محاولاته لإعطاء الصاروخ الذى اشترته مصر لإطلاق القمر إلى ألمانيا مجانا، حيث تدخلت الخارجية المصرية وأوقفته، بخلاف محاولات أخرى قادها لترسية عملية القمر الصناعى على كوريا الجنوبية بدلا من أوكرانيا.

● لكن لماذا لم تحاول أن تخاطب جهات أخرى لإنقاذ البرنامج الفضائى فى ذلك الوقت؟
ــ اتصل بى أحد مساعدى هانى هلال وقال لى لماذا تهاجمه؟ هو ينفذ تعليمات من هم فوق منه.

● هل حصلتم على التقدير والاهتمام من القيادة العليا بعد نجاحكم فى إطلاق القمر؟
ــ لا كلمة شكر ولا كلمونا ولا أعطونا نياشين، واكتفى مجلس الوزراء وقتها بإصدار بيان من أربعة أسطر يعلن فيه إطلاق القمر بنجاح وفقط،.

● ما ردك على من قال بأن فقد الاتصال بالقمر الصناعى مصر سات1 هو نوع من الفشل؟
ــ القمر أدى وظيفته على أكمل وجه فى جميع نواحى التنمية فى مصر لمدة ثلاث سنوات، مع العلم أنه كان مجرد قمر تجريبى القصد منه تعلم الصناعة، وتدريب الكوادر، وأندهش من محاولة بعض الشامتين فى البرنامج الفضائى أن يعتبر فقدان الاتصال بالقمر فشلا لأن هذا يحدث مع أقمار الدول المتقدمة أيضا.

● كيف أثر برنامج الفضاء على الحراك العلمى فى مصر؟
ــ كان للبرنامج دور فى تغيير بعض المناهج الدراسية فى كليات الهندسة والحقوق والحاسبات والمعلومات، وساهم فى تدريب الطلاب فى المعامل، كما قامت الجامعة الروسية بإنشاء قسم الفضاء، إلا أنه للأسف أغلق بعد توقف المشروع.

● أليس من الغريب أن تدخل مصر عصر الفضاء بدون وجود قانون ينظم ذلك؟
ــ نحن الدولة الوحيدة فى العالم كله التى لم تصدر قانونا خاص بالفضاء، علما بأن مجلس إدارة برنامج الفضاء شكل لجنة تكونت من كبار أساتذة القانون ومساعد وزير الخارجية للشئون القانونية السابق، واثنين من العاملين فى مجلس بحوث الفضاء، وتم الاطلاع على خبرات 8 دول فضائية، وأصدرنا مسودة قانون تنظم دخول مصر عصر الفضاء ولكنها لم تظهر إلى النور إثر توقف البرنامج.

● هل أنت الآن محبط لعدم استكمال حلمك؟
ــ مازال لدى أمل فى عودة البرنامج، يكفى أن اذكر أننا فى السابق بدأنا من الصفر بدون مكان أو كرسى أو ميزانية، واعتقد أن حظنا الآن أفضل بوجود ما تبقى من الكوادر،.


رحلة برنامج الفضاء المصرى

● 1980 شكلت «اللجنة العليا للفضاء الخارجى» لبحث دخول مصر عصر الفضاء.

● 1982 صدرت موافقة كمال حسن على رئيس الوزراء الأسبق على إنشاء وكالة مصرية للفضاء، ولم يتم تنفيذه.

● 1998صدر قرار من وزير التعليم العالى والدولة للبحث العلمى آنذاك، بإنشاء وتشكيل مجلس بحوث علوم وتكنولوجيا الفضاء  برئاسة أ.د.على صادق عبدالحميد.

● 2000  تم اعتماد موازنة مستقلة لبرنامج الفضاء المصرى، تحت إشراف وزير التخطيط وإدراجها ضمن الموازنة العامة للدولة.

● فبراير 2001  قامت الهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء بإصدار قرار بطرح مناقصة دولية محدودة، لتصميم وتصنيع وإطلاق القمر الصناعى مصر سات1.

● يونيو 2001، تمت ترسية المناقصة الدولية المحدودة لتصميم وتصنيع وإطلاق القمر مصر سات1.

● أكتوبر 2001  تم توقيع عقد تصميم وتصنيع وإطلاق ونقل تكنولوجيا القمر الصناعى مصر سات1، مع مؤسسة الفضاء الأوكرانية، لتكوين الكوادر العلمية والفنية المؤهلة والمدربة على تصميم وتصنيع واختبار الأقمار الصناعية، وإنشاء البنية الأساسية اللازمة لقيام صناعة فضاء مصرية.

● 10/2/2002، بدأ التنفيذ الفعلى لمشروع مصر سات-1 برئاسة الأستاذ الدكتور محمد بهى الدين عرجون مدير برنامج الفضاء المصرى ورئيس شعبة الفضاء بالهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء.

● من فبراير 2003 وحتى فبراير 2005 تمت مراحل التصميم الدقيق والاختبارات النموذجية وتصنيع المكونات والأنظمة الفرعية للقمر الصناعى المصرى مصر سات1 فى العديد من الشركات والمؤسسات الفضائية بالمدن الأوكرانية المختلفة وبمشاركة المهندسين المصريين.

● من مارس 2005 وحتى فبراير 2006 انتهت مرحلة تجميع واختبارات النموذج الهندسى للقمر.

● من مارس 2006 وحتى نوفمبر 2006 تم تجميع واختبار النموذج الطائر بأوكرانيا بحضور لفيف من الخبراء.

● ديسمبر 2006  حتى يناير 2007 آخر مراحل الاختبارات للقمر المصرى مصر سات-1 وبحضور لجنة معتمدة وتمت الموافقة على قبول النموذج الطائر للقمر وإنهاء مراحل الاختبارات بنجاح لكى ينتقل القمر بعد ذلك للمرحلة التالية وهى تجميع القمر مع القاذف.

● من فبراير 2007 حتى أوائل أبريل تم تجميع القمرالمصرى وباقى الأقمار المشاركة مع القاذف الأوكرانى دنبر2 وبنجاح.

● 17 من شهر أبريل لعام 2007، تحقق الحلم وتم الإطلاق لأول قمر صناعى مصرى فى مجال الاستشعار، مصر سات1، من قاعدة الإطلاق الروسية كوزمودروم من مدينة بايكانور بدولة كازخستان.


بعد نهاية عام علي حكم الرئيس...«الشروق» تحاور أساتذة وزملاء «مرسي» في الجامعة


أساتذة وزملاء مرسي فى الجامعة
أساتذة وزملاء مرسي فى الجامعة
الحوارات: داليا العقاد 
نشر فى : السبت 29 يونيو 2013 - 11:11 ص | آخر تحديث : السبت 29 يونيو 2013 - 1:00 م
بعيون 3 من أساتذته فى جامعتى القاهرة وكاليفورنيا الأمريكية، بالإضافة إلى زميله والأول على دفعته فى كلية الهندسة، يظهر جانب آخر من صورة الرئيس محمد مرسى، هى صورة الطالب الجامعى، البعيد عن السياسة، فلم يرشح نفسه يوما فى اتحاد الطلاب، أو يرتبط بجماعة الإخوان المسلمين حتى سفره إلى الولايات المتحدة، فالطالب محمد مرسى كان مهتما فقط بدراسته، كما كان يواظب على الصلوات الخمس، وصيام رمضان.

واختلفت صورة مرسى التى قدمها أساتذته فى الحوار مع «الشروق»، حيث وصفه أستاذه بجامعة كاليفورنيا، فرغلى عبدالحافظ، بأنه كان مترددا، ويميل إلى الخطابة، مع ضعف لغته الإنجليزية، مؤكدا فى الوقت نفسه أنه لم يبدِ أية تحفظات على المجتمع الأمريكى، أو يظهر تشددا دينيا، كما كان بشوش الوجه ومتفتح العقل.


فرغلى :  يمشى خطوة للأمام وعشرة للخلف



التقى الأستاذ بجامعة كاليفورنيا الأمريكية، فرغلى عبدالرحمن، بالرئيس محمد مرسى، حينما بدأ الأخير دراساته العليا فى جامعة ساوث كاليفورنيا بمدينة لوس أنجلوس، حيث درس له مقررين دراسيين، أثناء عمله أستاذا مساعدا، وهو حاصل على الدكتوراه فى خواص المواد فى الدرجات العالية، وهى المواد المستخدمة فى بناء الطائرات والصواريخ.

«الشروق التقت عبدالرحمن فى زيارته لمصر، حيث حكى عن التلميذ الذى وصل إلى قصر الرئاسة، كما حاول تقييم الأداء السياسى لتلميذه بعد مرور عام على توليه الحكم.

● كيف تم قبول محمد مرسى للحصول على منحة الدكتوراه بجامعة ساوث كاليفورنيا؟
ــ تقدم مرسى للحصول على المنحة، وكنت أعمل أستاذا مساعدا فى نفس الجامعة منذ عام 1986، وتصادف أنه تخرج فى قسم التعدين شعبة المواد الفلزية بكلية الهندسة جامعة القاهرة، الذى تخرجت فيه أيضا، كما أننى كنت أحد الذين أوصوا على طلب قبوله للمنحة الدراسة لتميزه، فالجامعة الأمريكية يتقدم لها المئات سنويا، لكنها لا تقبل إلا أفضل الطلاب على مستوى العالم، ويتكلف الطالب سنويا 60 ألف دولار، وهى تشترط اجتياز الطالب لامتحان اللغة الإنجليزية، ومقررات أساسية أخرى قبل الدكتوراه، وقمت بتدريس مقررين له منهما فى تغير المواد، والخواص الميكانيكية.
وعرفت مرسى لمدة 4 سنوات، حيث كان أداؤه الدراسى جيدا، وتطورت العلاقات بيننا سريعا، فكنت أدعوه لزيارة بيتى، كما كنا نخرج معا فى رحلات ترفيهية، خاصة أن أعمارنا وقتها كانت متقاربة، فعمرى كان 32 سنة وهو 27 سنة، بالإضافة لأنى كنت أستاذه المصرى الوحيد، فأستاذه الدكتور كروجر الذى أشرف على رسالة الدكتوراه، كان صارما وقليل الضحك.
وكان مرسى بشوش الوجه، ومتفتح العقل، ولم يبد أى تحفظات على المجتمع الأمريكى، أو يظهر تشددا دينيا، مع مواظبته على الصلوات الخمس، وصيام رمضان، ولم ألحظ عليه بوادر رغبات قيادية فى الأنشطة الطلابية، لأنه كان يركز فى أبحاثه، وهذه الصفات أصابتنى بالدهشة، حينما أصبح قياديا فى جماعة الإخوان المسلمين.


● هل لاحظت أية صفات سلبية على مرسى حينما كان طالبا لك؟
ــ لا، لكن لاحظت أنه حينما كان يقدم ملخصا لبحث أمام الطلاب، كان يردد ما يحفظ كأنها خطبة، وربما كانت عدم إجادته التامة للغة الإنجليزية سببا فى ذلك، لكنى شجعته على ممارستها، وكان يطلب أن يصحح البحث أكثر من مرة، كأنه لم يكن قادرا على اتخاذ رأى نهائى فيه، وهذا لم يخل باجتهاده فى البحث العلمى، حيث نشر 3 أبحاث مع كروجر فى دوريات علمية رائدة، إلا أنه لم يعمل فى وكالة «ناسا» الأمريكية، كما ردد البعض، وبعد حصوله على الدكتوراه تزوج، وبدأ التدريس لمدة 4 سنوات فى جامعة نورث بردج لطلاب مرحلة البكالوريوس.


● ماذا كان شعورك عندما رأيت تلميذك رئيسا لمصر.. وكيف تقيم سياساته فى مواجهة المشكلات لراهنة؟
ــ كنت سعيدا، وكان عندى أمل كبير فيه، ورأيت خطابه عبر التليفزيون فى أمريكا، وهو يؤدى القسم أمام الجماهير فى ميدان التحرير، وأعجبنى قوله إنه رئيس لكل المصريين، لكننى أرى أنه لا يتبع سياسة ثابته، فهو يمشى خطوة إلى الأمام، ويرجع 10 إلى الخلف، ولا أشعر أنه الوحيد الذى يحكم مصر، فجماعته تحكم معه، وهناك أشخاص ليسوا فى السلطة، ومع ذلك يتحدثون باسمها، هذا ما رأيته فى خطابه بمؤتمر نصرة سوريا، حيث ركزت الجرائد على أنه خص أهله وعشيرته بالحديث، وسبق أن ارتكب هذا الخطأ، حينما تحدث إلى جماعته أمام قصر الاتحادية.


● هل هناك من طالب بإسقاط الرئيس الأمريكى باراك أوباما لأنه ارتكب مثل هذه الأخطاء؟
ــ فى مجلس الشيوخ، يحاكم أوباما إذا ارتكب أية أخطاء، ولا أنسى مظاهرات الأمريكيين ضد الفضائح الجنسية للرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون، وأتذكر أنى شاركت فى اعتصام لمدة يومين فى الجامعة وقتها.
فى مصر، كان الشعب مستعدا لأن يلتف حول مرسى، لكن أخطاءه فى الإعلان الدستورى الأخير، جعلت الناس تنفض من حوله، حتى الذين صوتوا له، وأتذكر أن هذا الإعلان أثار استياء أساتذة القانون فى أمريكا، وأنا أرى أن حركات مثل تمرد وتجرد هى نتيجة طبيعية لأفعاله.


● أساتذة وزملاء مرسى فى مصر قالوا إنه لم يأخذ فرصته، لأنه يعمل فى جو ملىء بالمظاهرات، بالإضافة لعدم تعاون المعارضة معه، ما رأيك؟
ــ يمكنك أن تخدع نصف الناس لنصف الوقت، لكن لا يمكن أن تخدع كل الناس لكل الوقت، وحتى مع عدم تعاون المعارضة، فأن بعض الرؤساء مثل أوباما، الذى ورث نظاما اقتصاديا منهارا، تمكنوا بفضل اعتمادهم على خطط ثابتة وواقعية، فى تحقيق إنجازات، حيث نجح أوباما فى خفض حجم البطالة من 12% إلى 6%، وأسوأ ما حدث فى مصر هو فقدان الأمان، وهذه مسئوليته، أما مبررات أن الداخلية لم تتطهر بعد أو أن مبارك هو من عين قياداتها، فهذه حجج، ولما فقد الثقة فى رئيس الجمهورية، وأنا أقول كما قالت أم كلثوم «أروح لمين.. أكاد أشك فيك وأنت منى على».


● هل ترى أية إنجازات حققها مرسى على مدى عام فى الحكم؟
ــ أرى أن الإنجازات التى حققها «نسبية»، وربما تكون لصالح فصيل معين، ولأنى أعيش معظم الوقت فى أمريكا، فإننى حين رجعت إلى مصر، سمعت أنين الناس فى الشوارع، فهناك حالة من عدم الرضا عن أحوال البلد، وأرى أن مصر نجت من مخطط التوريث، لكن أخشى أن تكون وقعت ضحية لتمكين جماعة معينة.


● هل تؤيد رفض المعارضة للحوار الوطنى وتمسكها بمطلب وحيد هو إسقاط الرئيس؟
ــ لست متطرفا، وأؤمن أن خير الخطائين التوابين، ومرسى أمامه فرصة بالخروج إلى المواطنين قبل 30 يونيو ليعترف بأخطائه منذ توليه الرئاسة، ويعتذر له، ويتعهد باستعادة الأمان، وتغيير حكومة قنديل، وتشكيل حكومة ائتلافية تضم مستقلين وطنيين معتدلين، ويرتب لاستعدادات انتخابات مجلس الشعب تحت رقابة دولية، وبشروط يوافق عليها الجميع، فالمصارحة تؤدى إلى المصالحة.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


الراجحى: مرسى هادئ وصبور.. وأداؤه  سيئ غصب عنه



أشرف الأستاذ فى قسم التعدين بكلية هندسة القاهرة، سعد الراجحى على رسالة الماجستير المقدمة من الطالب محمد مرسى، حول التخزين الكهروكيميائى للطاقة الشمسية، فى سبعينيات القرن الماضى، وهو يصفها بأنها «كانت متميزة جدا»، كما يصف مرسى بأنه «هادى، صبور، مجتهد، وعلى علاقة طيبة بأساتذته وزملائه»، لافتا إلى أنه درس لمرسى فى الفرقتين الثالثة والرابعة.


● ما السمات الأساسية التى عرفتها فى مرسى؟
ــ من أهم سماته الهدوء والصبر، والاستيعاب الشديد لدروسه، ومن هواياته صيد السمك، وأتذكر أننى تذوقت سمكا من صيده عندما زرته فى مقر سكنه بالولايات المتحدة، واعتقد أن الصبر هو السمة المطلوبة فى هذه المرحلة التى تمر بها مصر، فنحن خرجنا من نظام لم يعط فرصة الصعود لأى شخص متميز، حيث جمع الرئيس السابق حسنى مبارك حوله مجموعة من الفاسدين، وامتلأت السجون بالمعارضين، والدليل هو صدور حكم بالحبس ضد إبراهيم عيسى، لأنه تحدث عن صحة مبارك، ومن يقول إن مرسى قليل الخبرة، أقول له إن الشعب كله قليل الخبرة، والشعب بعد الثورة لم يكن أمامه إلا خياران، شخص قليل الخبرة مع الأمانة، أو كثير الخبرة مع الفساد.


● ما رأيك فيما قاله أستاذ مرسى بجامعة ساوث كاليفورنيا، فرغلى عبدالرحمن، بأن مصر تخلصت من مخطط التوريث لتقع فى فخ التمكين؟
ــ أختلف معه فى ذلك، فنحن فى مصر لم نرَ أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما تمرد على الحزب الديمقراطى، بعدما تم انتخابه، ولم أرَ فى أية دولة ديمقراطية أن رئيسا منتخبا باسم أحد الأحزاب يتمرد عليه بعد الجلوس على كرسى الحكم، ومطالبة مرسى بأن يزيح الإخوان هو طلب غير طبيعى.


● لكن فى أول خطاب لمرسى بعد فوزه فى الانتخابات الرئاسية، قال إنه سيكون رئيسا لكل المصريين، ألا يتعارض ذلك مع عدم استقلاله عن الإخوان؟
ــ ليس هناك تعارض بين كونه رئيسا لكل المصريين، وما قاله فى حوارات أخرى على شاشة التليفزيون، حول أنه تربى وسط الإخوان، وكلنا يعلم أنه حينما تم انتخابه كان ينتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين، ولم يكن مستقلا، ولأن المعارضة جديدة على اللعبة الديمقراطية، فإنها لم تستوعب ذلك.
جربت مصر الاشتراكية والانفتاح، ونحن نجرب الإخوان المسلمين الآن، ولا أقول إنهم ملائكة، ولا أقف موقف المدافع عنهم، فأنا أستاذ جامعى مستقل، أما عن استطلاعات الرأى التى قالت إن شعبيته انخفضت، لتتراوح ما بين 42% و54%، فإن أسوأ استطلاعات الرأى الخاصة بالرئيس الأمريكى السابق جورج بوش، وصلت إلى 20%، ولم يطالب أحد بالتوقيع على استمارات لإسقاطه.


● ما السلبيات التى تراها فى أداء مرسى كرئيس للجمهورية؟
ــ أى إنسان يحكم مصر فى هذه المرحلة الانتقالية، كان سيتجه إلى نفس النتيجة الحالية، فمصر تمر بمرحلة نقاهة، وأعتقد أن أداء الرئيس سيى غصب عنه، فالبلاد تمر بمرحلة صعبة، ويجب أن تمد له المعارضة يدها، من أجل مصلحة الجميع.


● كانت هناك آمال فى أن يتمكن أستاذ الجامعة الذى أصبح رئيسا، من طرح حلول لمشكلات مصر، مثل الطاقة على سبيل المثال؟
ــ أعتقد أن هناك خطأ فى أداء النظام الحالى، وهو عدم مصارحة الشعب بكل المشكلات وتفاصيلها، خاصة فيما يتعلق بمسألة الطاقة، وضعف البنية التحتية، مع توضيح الفساد فى جميع المجالات، ولدى تلاميذ يعملون مستشارين فى وزارة الكهرباء، قالوا لى إنه حتى فى حالة توافر الغاز الطبيعى اللازم لتشغيل محطات توليد الكهرباء، فأنها لن تعمل بكفاءة، لأنها تعانى من مشكلات كبيرة فى التشغيل والكفاءة.


● هل ما زلت على علاقة طيبة بتلميذك محمد مرسى رئيس الجمهورية؟
مرسى رجل، يحفظ الجميل، ويتصل بى فى الأعياد، حتى بعد أن أصبح رئيسا، ومؤخرا طلب رأيى حول المشكلات التى يعانى منها مصنع الحديد والصلب، وبناء على مخاطبة منه، وضعت تقريرا عن المصنع مع مجموعة من الأساتذة، كما قمنا بزيارته عدة مرات، قبل زيارة مرسى له فى عيد العمال.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


الرفاعى: عرفته مجتهدًا يحترم أساتذته.. ولا أؤيد دعوات إسقاطه



الدكتور فوزى الرفاعى رئيس أكاديمية البحث العلمى الأسبق، والأستاذ بقسم التعدين فى كلية هندسة القاهرة، كان واحدا من أساتذة الطالب محمد مرسى فى كلية الهندسة، وهو يصفه بأنه كان مجتهدا، ونقده بناء، ويحترم أساتذته، وعلى علاقة جيدة معهم، موضحا أن علاقتهما توطدت معا حينما أصبح مرسى نائبا عن جماعة الإخوان فى مجلس الشعب، ووقتها كان الرفاعى رئيسا لأكاديمية البحث العلمى، ودارت بينهما العديد من النقاشات حول قانون الملكية الفكرية.


● هل تغير مرسى بعد انتمائه لجماعة الإخوان المسلمين.. وما تقييمك لأداء مرسى كرئيس جمهورية؟
ـــ لم يتغير بانتمائه لجماعة الإخوان المسلمين، كما لم أندهش لذلك، فقد كان حافظا للقرآن ومتدينا، ويحترم الجميع، أما عن تقييمى لأدائه، فأنا أجريه فى إطار المناخ الذى يوجد فيه، وأرى أن انتخابه هو تعاقد مع الشعب تم فى ظل ثورة شعبية، لذلك لا أؤيد من الدعوات لإسقاطه الآن، فمشكلتنا فى مصر أننا شعب لا نقرأ التاريخ، ولا نعرف تجارب الدول الأخرى، وهناك من يستغل جهل بعض الشباب ويقدم نقدا غير موضوعى، كما يوجد تركيز إعلامى للدعاية المضادة ضد مرسى وجماعة الإخوان عبر بث عبارات الكراهية.
وأقول للمعارضة، ليس عيبا أن تكون إخوانيا أو علمانيا، لكن تعلموا ألا تكرهوا أحدا، لأن دعاة الكراهية لا يستطيعون بناء الأوطان، ووفقا للدروات التى حصلت عليها فى مجال الإدارة، لا يمكننى أن أقيم رئيسا إلا بعد مرور 4 سنوات على الأقل من حكمه، فالإنجازات تحتاج وقتا لكى تتحقق، وأرى أن استمارات تمرد هى استغلال للشباب، وأخشى أن تتحول مظاهرات 30 يونيو من السلمية إلى التخريب والتدمير، والتفريق بين الناس، وهو ما يخرجها عن الشرعية.


● ما الإيجابيات والسلبيات التى تراها فى أداء مرسى؟
ــــ من أهم الإنجازات التى حققها تحسين الأوضاع المالية لأعضاء هيئات التدريس فى الجامعات، والأطباء، والمعلمين، وتحسين معاشات الجيش والشرطة، والضمان الاجتماعى، ويجب أن يكتمل هذا بالعمل والبناء، وليس بالمظاهرات والاعتصامات، علما بأنه من الطبيعى أن تزيد الأسعار مع زيادة الرواتب، لإعطاء فرصة للفئات الأخرى غير الحكومية أن تحصل على عائد جيد، كالفلاح على سبيل المثال، كما أرى أن مناخ الحرية غير المسبوقة فى انتقاد الرئيس شىء إيجابى.
أما السلبيات، فمن أهمها عدم الوضوح فى مناقشة المشكلات التى تواجه مصر، ولدينا ثقافة سائدة خاطئة بأن مصر دولة منتجة للبترول، وهو ما يجب أن يتغير، فالحقيقة أن مصر تعدادها يزيد، ومعدل الإنتاج من البترول يقل، وكان يجب على مرسى أن يشكل الوزارة بالكامل من جماعة الإخوان المسلمين، حتى نستطيع فى النهاية محاسبته مع حزبه عن أى تقصير.


● أستاذ مرسى فى جامعة ساوث كاليفورنيا، فرغلى عبدالرحمن، قال إنه عانى من صرامة أستاذه كروجر، وإنه كان مترددا فى اتخاذ القرارات، هل شعرت بذلك؟
ــ لا أتفق معه فى ذلك، لأنه حصل على تقدير امتياز مع مرتبة الشرف فى كليته، وطبيعة الباحث فى العلوم أنه غير متردد، فليس هناك تردد فى البحث العلمى، لأن النتائج العلمية مرتبطة بظواهر محددة، وأى أستاذ عظيم مثل كروجر، يجب أن يترك الحرية لطالبه لإجراء بحث علمى قيم، يحصل من خلاله على نتائج قيمة.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


عبدالعظيم: لم تكن له علاقة بالإخوان أثناء الدراسة.. وأتمنى ألا يرشح نفسه للرئاسة مجددًا


كان أستاذ هندسة الفلزات بجامعة القاهرة، حافظ عبدالعظيم، الأول على دفعته التى كان من بينها محمد مرسى، الذى حل فى الترتيب الثالث، وهو يؤكد أن الرئيس دائم الاتصال به فى الأعياد، كما استعان به مع أساتذة آخرين فى قسم التعدين، لتقديم استشارات لرئاسة الجمهورية، وطلب رأيهم فى مشروعات قدمها باحثون لحل مشكلات قائمة.


● ما انطباعاتك عن زميل دفعته محمد مرسى؟
ــ كان مرسى طالبا متفوقا، وحصل على الترتيب الثالث على الدفعة، ثم تم تعيينه معيدا، ودخل الجيش معى فى عام 1975، وخرجنا معا فى عام 1976، وأثناء دراسته فى الجامعة، وإقامته فى المدينة الجامعية، لم يكن عضوا فى اتحاد الطلبة، كما لم يمارس أى نشاط طلابى، أو تكن له علاقة بجماعة الإخوان المسلمين، وأعتقد أن الجالية الإسلامية فى أمريكا أثرت عليه.


● هل سبق أن اختلفت مع مرسى علميا فى مشروعاتكما البحثية المشتركة؟
ــ حينما كان مرسى مشرفا رئيسيا على رسالة الدكتوراه لأحد الباحثين، وكنت أنا عضوا منتدبا من الخارج لمناقشة الرسالة، طلبت إجراء تغييرات جوهرية فى الرسالة، وقلت له إننى لن أذهب لمناقشتها، إلا إذا تم تنفيذ التعديلات المطلوبة، وبالفعل تم تعديل الرسالة، فقد كنا نختلف ونتفق، وهو كان يتمتع بمرونة كبيرة.


● ما رأيك فى اتهامات المعارضة للرئيس بأنه لم ينجح فى إدارة ملفات مثل الأمن والطاقة والمياه؟
ــ هناك أمور لا دخل له فيها، فمشكلة الأمن كانت قائمة قبل الثورة، فلم يكن هناك سوى الأمن السياسى، الذى كان يهدف لحماية نظام مبارك، وانهيار الأمن بعد الثورة هو نتيجة حتمية، بسبب اهتزاز صورة رجل الشرطة، أما بالنسبة لمشكلة الطاقة، فإن مصر تعانى من نقص احتياطى البترول قبل أن يصل مرسى للرئاسة، فهى تستهلك 1.2 مليون برميل يوميا، وتنتج ما بين 650 و700 ألف برميل، ونحن نستورد نحو نصف استهلاكنا من المواد البترولية، لذلك هناك فجوة كبيرة جدا بين الإنتاج والاستهلاك، ولن يتحسن هذا الوضع، إلا بالاستكشافات الجديدة لحقول البترول، كما تعانى مصر من مشكلة نقص الغاز الطبيعى، ورغم هذا العجز، كان النظام السابق يصدره بعقود طويلة الأجل، ورخيصة السعر، أما العجز فى الكهرباء فهو يحتاج إلى بناء المزيد من المحطات، وتحسين خدماتها.


● فى نظرك ما سلبيات وإيجابيات مرسى؟
ــ أرى أنه رجل أمين، ويعرف انه سيترك المكان بعد فترة، لذلك فضل الجلوس فى بيته القديم، وأتمنى ألا يرشح نفسه مرة أخرى، ويكفى ما سيراه فى هذه السنوات الصعبة، فالشعب المصرى تعود للأسف على عدم احترام الرئيس، وانتقاده أصبح مادة ساخرة على التليفزيون، وأرى أن مثل هذا الانتقاد غير موضوعى، ويجب على المعارضة أن توفر حلولا بديلة، بدلا من المناداة بإسقاطه. أما عن السلبيات فأرى أنه عقب إصداره قراراته بإحالة طنطاوى وعنان إلى التقاعد، وإلغاء الإعلان الدستورى المكمل، كان عليه أن يتخذ قرارات ثورية سريعة، مثل تغيير النائب العام، وتطهير القضاء، والقضاء على الفساد فى المؤسسات الحكومية، وعلى رأسها وزارة البترول، باعتبارها من أفسد الوزارات، وقتها كان سيكسب أرضية وشعبية كبيرة.
وأرى أن أهم إيجابيات مرسى نجاحه فى إزاحة حكم العسكر، دون الدخول فى صدام مع القوات المسلحة، ويجب أن نعطى له فرصته الكاملة المقررة دستورا بأربع سنوات، أما ما تطالب به المعارضة بشأن تشكيل مجلس رئاسى مدنى، فهذا أمر غير شرعى.


● هل تصورت أن مرسى يمكن أن يتحول إلى ديكتاتور بعد إصداره إعلانا دستوريا يحصن قراراته؟
ــ هذه ليست من صفاته، بدليل أنه حاول إرجاع مجلس الشعب فى بداية حكمة، وببساطة كان يمكن ألا يهتم بالانتهاء من الدستور الذى به مواد كثيرة مقيدة لرئيس الجمهورية، وأرى أن المعارضة الحالية تروج لهذه الاتهامات ضده فى مسعاها للوصول إلى الحكم.


● هل طلب منك الرئيس نصيحة أو استشارة فنية خلال السنة الماضية؟
ــ أود أن أشير إلى أنه يتصل فى الأعياد للاطمئنان على، وهو طلب منى بالفعل رأيا استشاريا فى نموذج أولى قدمه باحث لرئاسة الجمهورية، وطلبت منى مراجعته، وهو خاص بتحسين عمل الغلايات، لتقليل استخدام السولار والمازوت فى محطات الكهرباء، كما طلب من أساتذته فى القسم مراجعة مشروع قدمه باحث متميز، حول استخدام النانو تكنولوجى فى تطوير بعض المصانع، وبالطبع لا نعرف قراره النهائى، لكنه على الأقل استشارنا.