بعيون 3 من أساتذته فى جامعتى القاهرة وكاليفورنيا الأمريكية، بالإضافة إلى زميله والأول على دفعته فى كلية الهندسة، يظهر جانب آخر من صورة الرئيس محمد مرسى، هى صورة الطالب الجامعى، البعيد عن السياسة، فلم يرشح نفسه يوما فى اتحاد الطلاب، أو يرتبط بجماعة الإخوان المسلمين حتى سفره إلى الولايات المتحدة، فالطالب محمد مرسى كان مهتما فقط بدراسته، كما كان يواظب على الصلوات الخمس، وصيام رمضان.
واختلفت صورة مرسى التى قدمها أساتذته فى الحوار مع «الشروق»، حيث وصفه أستاذه بجامعة كاليفورنيا، فرغلى عبدالحافظ، بأنه كان مترددا، ويميل إلى الخطابة، مع ضعف لغته الإنجليزية، مؤكدا فى الوقت نفسه أنه لم يبدِ أية تحفظات على المجتمع الأمريكى، أو يظهر تشددا دينيا، كما كان بشوش الوجه ومتفتح العقل.
فرغلى : يمشى خطوة للأمام وعشرة للخلف
التقى الأستاذ بجامعة كاليفورنيا الأمريكية، فرغلى عبدالرحمن، بالرئيس محمد مرسى، حينما بدأ الأخير دراساته العليا فى جامعة ساوث كاليفورنيا بمدينة لوس أنجلوس، حيث درس له مقررين دراسيين، أثناء عمله أستاذا مساعدا، وهو حاصل على الدكتوراه فى خواص المواد فى الدرجات العالية، وهى المواد المستخدمة فى بناء الطائرات والصواريخ.
«الشروق التقت عبدالرحمن فى زيارته لمصر، حيث حكى عن التلميذ الذى وصل إلى قصر الرئاسة، كما حاول تقييم الأداء السياسى لتلميذه بعد مرور عام على توليه الحكم.
● كيف تم قبول محمد مرسى للحصول على منحة الدكتوراه بجامعة ساوث كاليفورنيا؟
ــ تقدم مرسى للحصول على المنحة، وكنت أعمل أستاذا مساعدا فى نفس الجامعة منذ عام 1986، وتصادف أنه تخرج فى قسم التعدين شعبة المواد الفلزية بكلية الهندسة جامعة القاهرة، الذى تخرجت فيه أيضا، كما أننى كنت أحد الذين أوصوا على طلب قبوله للمنحة الدراسة لتميزه، فالجامعة الأمريكية يتقدم لها المئات سنويا، لكنها لا تقبل إلا أفضل الطلاب على مستوى العالم، ويتكلف الطالب سنويا 60 ألف دولار، وهى تشترط اجتياز الطالب لامتحان اللغة الإنجليزية، ومقررات أساسية أخرى قبل الدكتوراه، وقمت بتدريس مقررين له منهما فى تغير المواد، والخواص الميكانيكية.
وعرفت مرسى لمدة 4 سنوات، حيث كان أداؤه الدراسى جيدا، وتطورت العلاقات بيننا سريعا، فكنت أدعوه لزيارة بيتى، كما كنا نخرج معا فى رحلات ترفيهية، خاصة أن أعمارنا وقتها كانت متقاربة، فعمرى كان 32 سنة وهو 27 سنة، بالإضافة لأنى كنت أستاذه المصرى الوحيد، فأستاذه الدكتور كروجر الذى أشرف على رسالة الدكتوراه، كان صارما وقليل الضحك.
وكان مرسى بشوش الوجه، ومتفتح العقل، ولم يبد أى تحفظات على المجتمع الأمريكى، أو يظهر تشددا دينيا، مع مواظبته على الصلوات الخمس، وصيام رمضان، ولم ألحظ عليه بوادر رغبات قيادية فى الأنشطة الطلابية، لأنه كان يركز فى أبحاثه، وهذه الصفات أصابتنى بالدهشة، حينما أصبح قياديا فى جماعة الإخوان المسلمين.
● هل لاحظت أية صفات سلبية على مرسى حينما كان طالبا لك؟
ــ لا، لكن لاحظت أنه حينما كان يقدم ملخصا لبحث أمام الطلاب، كان يردد ما يحفظ كأنها خطبة، وربما كانت عدم إجادته التامة للغة الإنجليزية سببا فى ذلك، لكنى شجعته على ممارستها، وكان يطلب أن يصحح البحث أكثر من مرة، كأنه لم يكن قادرا على اتخاذ رأى نهائى فيه، وهذا لم يخل باجتهاده فى البحث العلمى، حيث نشر 3 أبحاث مع كروجر فى دوريات علمية رائدة، إلا أنه لم يعمل فى وكالة «ناسا» الأمريكية، كما ردد البعض، وبعد حصوله على الدكتوراه تزوج، وبدأ التدريس لمدة 4 سنوات فى جامعة نورث بردج لطلاب مرحلة البكالوريوس.
● ماذا كان شعورك عندما رأيت تلميذك رئيسا لمصر.. وكيف تقيم سياساته فى مواجهة المشكلات لراهنة؟
ــ كنت سعيدا، وكان عندى أمل كبير فيه، ورأيت خطابه عبر التليفزيون فى أمريكا، وهو يؤدى القسم أمام الجماهير فى ميدان التحرير، وأعجبنى قوله إنه رئيس لكل المصريين، لكننى أرى أنه لا يتبع سياسة ثابته، فهو يمشى خطوة إلى الأمام، ويرجع 10 إلى الخلف، ولا أشعر أنه الوحيد الذى يحكم مصر، فجماعته تحكم معه، وهناك أشخاص ليسوا فى السلطة، ومع ذلك يتحدثون باسمها، هذا ما رأيته فى خطابه بمؤتمر نصرة سوريا، حيث ركزت الجرائد على أنه خص أهله وعشيرته بالحديث، وسبق أن ارتكب هذا الخطأ، حينما تحدث إلى جماعته أمام قصر الاتحادية.
● هل هناك من طالب بإسقاط الرئيس الأمريكى باراك أوباما لأنه ارتكب مثل هذه الأخطاء؟
ــ فى مجلس الشيوخ، يحاكم أوباما إذا ارتكب أية أخطاء، ولا أنسى مظاهرات الأمريكيين ضد الفضائح الجنسية للرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون، وأتذكر أنى شاركت فى اعتصام لمدة يومين فى الجامعة وقتها.
فى مصر، كان الشعب مستعدا لأن يلتف حول مرسى، لكن أخطاءه فى الإعلان الدستورى الأخير، جعلت الناس تنفض من حوله، حتى الذين صوتوا له، وأتذكر أن هذا الإعلان أثار استياء أساتذة القانون فى أمريكا، وأنا أرى أن حركات مثل تمرد وتجرد هى نتيجة طبيعية لأفعاله.
● أساتذة وزملاء مرسى فى مصر قالوا إنه لم يأخذ فرصته، لأنه يعمل فى جو ملىء بالمظاهرات، بالإضافة لعدم تعاون المعارضة معه، ما رأيك؟
ــ يمكنك أن تخدع نصف الناس لنصف الوقت، لكن لا يمكن أن تخدع كل الناس لكل الوقت، وحتى مع عدم تعاون المعارضة، فأن بعض الرؤساء مثل أوباما، الذى ورث نظاما اقتصاديا منهارا، تمكنوا بفضل اعتمادهم على خطط ثابتة وواقعية، فى تحقيق إنجازات، حيث نجح أوباما فى خفض حجم البطالة من 12% إلى 6%، وأسوأ ما حدث فى مصر هو فقدان الأمان، وهذه مسئوليته، أما مبررات أن الداخلية لم تتطهر بعد أو أن مبارك هو من عين قياداتها، فهذه حجج، ولما فقد الثقة فى رئيس الجمهورية، وأنا أقول كما قالت أم كلثوم «أروح لمين.. أكاد أشك فيك وأنت منى على».
● هل ترى أية إنجازات حققها مرسى على مدى عام فى الحكم؟
ــ أرى أن الإنجازات التى حققها «نسبية»، وربما تكون لصالح فصيل معين، ولأنى أعيش معظم الوقت فى أمريكا، فإننى حين رجعت إلى مصر، سمعت أنين الناس فى الشوارع، فهناك حالة من عدم الرضا عن أحوال البلد، وأرى أن مصر نجت من مخطط التوريث، لكن أخشى أن تكون وقعت ضحية لتمكين جماعة معينة.
● هل تؤيد رفض المعارضة للحوار الوطنى وتمسكها بمطلب وحيد هو إسقاط الرئيس؟
ــ لست متطرفا، وأؤمن أن خير الخطائين التوابين، ومرسى أمامه فرصة بالخروج إلى المواطنين قبل 30 يونيو ليعترف بأخطائه منذ توليه الرئاسة، ويعتذر له، ويتعهد باستعادة الأمان، وتغيير حكومة قنديل، وتشكيل حكومة ائتلافية تضم مستقلين وطنيين معتدلين، ويرتب لاستعدادات انتخابات مجلس الشعب تحت رقابة دولية، وبشروط يوافق عليها الجميع، فالمصارحة تؤدى إلى المصالحة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الراجحى: مرسى هادئ وصبور.. وأداؤه سيئ غصب عنه
أشرف الأستاذ فى قسم التعدين بكلية هندسة القاهرة، سعد الراجحى على رسالة الماجستير المقدمة من الطالب محمد مرسى، حول التخزين الكهروكيميائى للطاقة الشمسية، فى سبعينيات القرن الماضى، وهو يصفها بأنها «كانت متميزة جدا»، كما يصف مرسى بأنه «هادى، صبور، مجتهد، وعلى علاقة طيبة بأساتذته وزملائه»، لافتا إلى أنه درس لمرسى فى الفرقتين الثالثة والرابعة.
● ما السمات الأساسية التى عرفتها فى مرسى؟
ــ من أهم سماته الهدوء والصبر، والاستيعاب الشديد لدروسه، ومن هواياته صيد السمك، وأتذكر أننى تذوقت سمكا من صيده عندما زرته فى مقر سكنه بالولايات المتحدة، واعتقد أن الصبر هو السمة المطلوبة فى هذه المرحلة التى تمر بها مصر، فنحن خرجنا من نظام لم يعط فرصة الصعود لأى شخص متميز، حيث جمع الرئيس السابق حسنى مبارك حوله مجموعة من الفاسدين، وامتلأت السجون بالمعارضين، والدليل هو صدور حكم بالحبس ضد إبراهيم عيسى، لأنه تحدث عن صحة مبارك، ومن يقول إن مرسى قليل الخبرة، أقول له إن الشعب كله قليل الخبرة، والشعب بعد الثورة لم يكن أمامه إلا خياران، شخص قليل الخبرة مع الأمانة، أو كثير الخبرة مع الفساد.
● ما رأيك فيما قاله أستاذ مرسى بجامعة ساوث كاليفورنيا، فرغلى عبدالرحمن، بأن مصر تخلصت من مخطط التوريث لتقع فى فخ التمكين؟
ــ أختلف معه فى ذلك، فنحن فى مصر لم نرَ أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما تمرد على الحزب الديمقراطى، بعدما تم انتخابه، ولم أرَ فى أية دولة ديمقراطية أن رئيسا منتخبا باسم أحد الأحزاب يتمرد عليه بعد الجلوس على كرسى الحكم، ومطالبة مرسى بأن يزيح الإخوان هو طلب غير طبيعى.
● لكن فى أول خطاب لمرسى بعد فوزه فى الانتخابات الرئاسية، قال إنه سيكون رئيسا لكل المصريين، ألا يتعارض ذلك مع عدم استقلاله عن الإخوان؟
ــ ليس هناك تعارض بين كونه رئيسا لكل المصريين، وما قاله فى حوارات أخرى على شاشة التليفزيون، حول أنه تربى وسط الإخوان، وكلنا يعلم أنه حينما تم انتخابه كان ينتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين، ولم يكن مستقلا، ولأن المعارضة جديدة على اللعبة الديمقراطية، فإنها لم تستوعب ذلك.
جربت مصر الاشتراكية والانفتاح، ونحن نجرب الإخوان المسلمين الآن، ولا أقول إنهم ملائكة، ولا أقف موقف المدافع عنهم، فأنا أستاذ جامعى مستقل، أما عن استطلاعات الرأى التى قالت إن شعبيته انخفضت، لتتراوح ما بين 42% و54%، فإن أسوأ استطلاعات الرأى الخاصة بالرئيس الأمريكى السابق جورج بوش، وصلت إلى 20%، ولم يطالب أحد بالتوقيع على استمارات لإسقاطه.
● ما السلبيات التى تراها فى أداء مرسى كرئيس للجمهورية؟
ــ أى إنسان يحكم مصر فى هذه المرحلة الانتقالية، كان سيتجه إلى نفس النتيجة الحالية، فمصر تمر بمرحلة نقاهة، وأعتقد أن أداء الرئيس سيى غصب عنه، فالبلاد تمر بمرحلة صعبة، ويجب أن تمد له المعارضة يدها، من أجل مصلحة الجميع.
● كانت هناك آمال فى أن يتمكن أستاذ الجامعة الذى أصبح رئيسا، من طرح حلول لمشكلات مصر، مثل الطاقة على سبيل المثال؟
ــ أعتقد أن هناك خطأ فى أداء النظام الحالى، وهو عدم مصارحة الشعب بكل المشكلات وتفاصيلها، خاصة فيما يتعلق بمسألة الطاقة، وضعف البنية التحتية، مع توضيح الفساد فى جميع المجالات، ولدى تلاميذ يعملون مستشارين فى وزارة الكهرباء، قالوا لى إنه حتى فى حالة توافر الغاز الطبيعى اللازم لتشغيل محطات توليد الكهرباء، فأنها لن تعمل بكفاءة، لأنها تعانى من مشكلات كبيرة فى التشغيل والكفاءة.
● هل ما زلت على علاقة طيبة بتلميذك محمد مرسى رئيس الجمهورية؟
مرسى رجل، يحفظ الجميل، ويتصل بى فى الأعياد، حتى بعد أن أصبح رئيسا، ومؤخرا طلب رأيى حول المشكلات التى يعانى منها مصنع الحديد والصلب، وبناء على مخاطبة منه، وضعت تقريرا عن المصنع مع مجموعة من الأساتذة، كما قمنا بزيارته عدة مرات، قبل زيارة مرسى له فى عيد العمال.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرفاعى: عرفته مجتهدًا يحترم أساتذته.. ولا أؤيد دعوات إسقاطه
الدكتور فوزى الرفاعى رئيس أكاديمية البحث العلمى الأسبق، والأستاذ بقسم التعدين فى كلية هندسة القاهرة، كان واحدا من أساتذة الطالب محمد مرسى فى كلية الهندسة، وهو يصفه بأنه كان مجتهدا، ونقده بناء، ويحترم أساتذته، وعلى علاقة جيدة معهم، موضحا أن علاقتهما توطدت معا حينما أصبح مرسى نائبا عن جماعة الإخوان فى مجلس الشعب، ووقتها كان الرفاعى رئيسا لأكاديمية البحث العلمى، ودارت بينهما العديد من النقاشات حول قانون الملكية الفكرية.
● هل تغير مرسى بعد انتمائه لجماعة الإخوان المسلمين.. وما تقييمك لأداء مرسى كرئيس جمهورية؟
ـــ لم يتغير بانتمائه لجماعة الإخوان المسلمين، كما لم أندهش لذلك، فقد كان حافظا للقرآن ومتدينا، ويحترم الجميع، أما عن تقييمى لأدائه، فأنا أجريه فى إطار المناخ الذى يوجد فيه، وأرى أن انتخابه هو تعاقد مع الشعب تم فى ظل ثورة شعبية، لذلك لا أؤيد من الدعوات لإسقاطه الآن، فمشكلتنا فى مصر أننا شعب لا نقرأ التاريخ، ولا نعرف تجارب الدول الأخرى، وهناك من يستغل جهل بعض الشباب ويقدم نقدا غير موضوعى، كما يوجد تركيز إعلامى للدعاية المضادة ضد مرسى وجماعة الإخوان عبر بث عبارات الكراهية.
وأقول للمعارضة، ليس عيبا أن تكون إخوانيا أو علمانيا، لكن تعلموا ألا تكرهوا أحدا، لأن دعاة الكراهية لا يستطيعون بناء الأوطان، ووفقا للدروات التى حصلت عليها فى مجال الإدارة، لا يمكننى أن أقيم رئيسا إلا بعد مرور 4 سنوات على الأقل من حكمه، فالإنجازات تحتاج وقتا لكى تتحقق، وأرى أن استمارات تمرد هى استغلال للشباب، وأخشى أن تتحول مظاهرات 30 يونيو من السلمية إلى التخريب والتدمير، والتفريق بين الناس، وهو ما يخرجها عن الشرعية.
● ما الإيجابيات والسلبيات التى تراها فى أداء مرسى؟
ــــ من أهم الإنجازات التى حققها تحسين الأوضاع المالية لأعضاء هيئات التدريس فى الجامعات، والأطباء، والمعلمين، وتحسين معاشات الجيش والشرطة، والضمان الاجتماعى، ويجب أن يكتمل هذا بالعمل والبناء، وليس بالمظاهرات والاعتصامات، علما بأنه من الطبيعى أن تزيد الأسعار مع زيادة الرواتب، لإعطاء فرصة للفئات الأخرى غير الحكومية أن تحصل على عائد جيد، كالفلاح على سبيل المثال، كما أرى أن مناخ الحرية غير المسبوقة فى انتقاد الرئيس شىء إيجابى.
أما السلبيات، فمن أهمها عدم الوضوح فى مناقشة المشكلات التى تواجه مصر، ولدينا ثقافة سائدة خاطئة بأن مصر دولة منتجة للبترول، وهو ما يجب أن يتغير، فالحقيقة أن مصر تعدادها يزيد، ومعدل الإنتاج من البترول يقل، وكان يجب على مرسى أن يشكل الوزارة بالكامل من جماعة الإخوان المسلمين، حتى نستطيع فى النهاية محاسبته مع حزبه عن أى تقصير.
● أستاذ مرسى فى جامعة ساوث كاليفورنيا، فرغلى عبدالرحمن، قال إنه عانى من صرامة أستاذه كروجر، وإنه كان مترددا فى اتخاذ القرارات، هل شعرت بذلك؟
ــ لا أتفق معه فى ذلك، لأنه حصل على تقدير امتياز مع مرتبة الشرف فى كليته، وطبيعة الباحث فى العلوم أنه غير متردد، فليس هناك تردد فى البحث العلمى، لأن النتائج العلمية مرتبطة بظواهر محددة، وأى أستاذ عظيم مثل كروجر، يجب أن يترك الحرية لطالبه لإجراء بحث علمى قيم، يحصل من خلاله على نتائج قيمة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عبدالعظيم: لم تكن له علاقة بالإخوان أثناء الدراسة.. وأتمنى ألا يرشح نفسه للرئاسة مجددًا
كان أستاذ هندسة الفلزات بجامعة القاهرة، حافظ عبدالعظيم، الأول على دفعته التى كان من بينها محمد مرسى، الذى حل فى الترتيب الثالث، وهو يؤكد أن الرئيس دائم الاتصال به فى الأعياد، كما استعان به مع أساتذة آخرين فى قسم التعدين، لتقديم استشارات لرئاسة الجمهورية، وطلب رأيهم فى مشروعات قدمها باحثون لحل مشكلات قائمة.
● ما انطباعاتك عن زميل دفعته محمد مرسى؟
ــ كان مرسى طالبا متفوقا، وحصل على الترتيب الثالث على الدفعة، ثم تم تعيينه معيدا، ودخل الجيش معى فى عام 1975، وخرجنا معا فى عام 1976، وأثناء دراسته فى الجامعة، وإقامته فى المدينة الجامعية، لم يكن عضوا فى اتحاد الطلبة، كما لم يمارس أى نشاط طلابى، أو تكن له علاقة بجماعة الإخوان المسلمين، وأعتقد أن الجالية الإسلامية فى أمريكا أثرت عليه.
● هل سبق أن اختلفت مع مرسى علميا فى مشروعاتكما البحثية المشتركة؟
ــ حينما كان مرسى مشرفا رئيسيا على رسالة الدكتوراه لأحد الباحثين، وكنت أنا عضوا منتدبا من الخارج لمناقشة الرسالة، طلبت إجراء تغييرات جوهرية فى الرسالة، وقلت له إننى لن أذهب لمناقشتها، إلا إذا تم تنفيذ التعديلات المطلوبة، وبالفعل تم تعديل الرسالة، فقد كنا نختلف ونتفق، وهو كان يتمتع بمرونة كبيرة.
● ما رأيك فى اتهامات المعارضة للرئيس بأنه لم ينجح فى إدارة ملفات مثل الأمن والطاقة والمياه؟
ــ هناك أمور لا دخل له فيها، فمشكلة الأمن كانت قائمة قبل الثورة، فلم يكن هناك سوى الأمن السياسى، الذى كان يهدف لحماية نظام مبارك، وانهيار الأمن بعد الثورة هو نتيجة حتمية، بسبب اهتزاز صورة رجل الشرطة، أما بالنسبة لمشكلة الطاقة، فإن مصر تعانى من نقص احتياطى البترول قبل أن يصل مرسى للرئاسة، فهى تستهلك 1.2 مليون برميل يوميا، وتنتج ما بين 650 و700 ألف برميل، ونحن نستورد نحو نصف استهلاكنا من المواد البترولية، لذلك هناك فجوة كبيرة جدا بين الإنتاج والاستهلاك، ولن يتحسن هذا الوضع، إلا بالاستكشافات الجديدة لحقول البترول، كما تعانى مصر من مشكلة نقص الغاز الطبيعى، ورغم هذا العجز، كان النظام السابق يصدره بعقود طويلة الأجل، ورخيصة السعر، أما العجز فى الكهرباء فهو يحتاج إلى بناء المزيد من المحطات، وتحسين خدماتها.
● فى نظرك ما سلبيات وإيجابيات مرسى؟
ــ أرى أنه رجل أمين، ويعرف انه سيترك المكان بعد فترة، لذلك فضل الجلوس فى بيته القديم، وأتمنى ألا يرشح نفسه مرة أخرى، ويكفى ما سيراه فى هذه السنوات الصعبة، فالشعب المصرى تعود للأسف على عدم احترام الرئيس، وانتقاده أصبح مادة ساخرة على التليفزيون، وأرى أن مثل هذا الانتقاد غير موضوعى، ويجب على المعارضة أن توفر حلولا بديلة، بدلا من المناداة بإسقاطه. أما عن السلبيات فأرى أنه عقب إصداره قراراته بإحالة طنطاوى وعنان إلى التقاعد، وإلغاء الإعلان الدستورى المكمل، كان عليه أن يتخذ قرارات ثورية سريعة، مثل تغيير النائب العام، وتطهير القضاء، والقضاء على الفساد فى المؤسسات الحكومية، وعلى رأسها وزارة البترول، باعتبارها من أفسد الوزارات، وقتها كان سيكسب أرضية وشعبية كبيرة.
وأرى أن أهم إيجابيات مرسى نجاحه فى إزاحة حكم العسكر، دون الدخول فى صدام مع القوات المسلحة، ويجب أن نعطى له فرصته الكاملة المقررة دستورا بأربع سنوات، أما ما تطالب به المعارضة بشأن تشكيل مجلس رئاسى مدنى، فهذا أمر غير شرعى.
● هل تصورت أن مرسى يمكن أن يتحول إلى ديكتاتور بعد إصداره إعلانا دستوريا يحصن قراراته؟
ــ هذه ليست من صفاته، بدليل أنه حاول إرجاع مجلس الشعب فى بداية حكمة، وببساطة كان يمكن ألا يهتم بالانتهاء من الدستور الذى به مواد كثيرة مقيدة لرئيس الجمهورية، وأرى أن المعارضة الحالية تروج لهذه الاتهامات ضده فى مسعاها للوصول إلى الحكم.
● هل طلب منك الرئيس نصيحة أو استشارة فنية خلال السنة الماضية؟
ــ أود أن أشير إلى أنه يتصل فى الأعياد للاطمئنان على، وهو طلب منى بالفعل رأيا استشاريا فى نموذج أولى قدمه باحث لرئاسة الجمهورية، وطلبت منى مراجعته، وهو خاص بتحسين عمل الغلايات، لتقليل استخدام السولار والمازوت فى محطات الكهرباء، كما طلب من أساتذته فى القسم مراجعة مشروع قدمه باحث متميز، حول استخدام النانو تكنولوجى فى تطوير بعض المصانع، وبالطبع لا نعرف قراره النهائى، لكنه على الأقل استشارنا.