Sunday, February 5, 2012

هو الحبيب





يقول عنه طه حسين في كتابه مرآة الإسلام: هو أصدق الناس إذا تكلم، وأوفاهم إذا عامل، وأوصل الناس للرحم وأرعاهم للحق وأشدهم إيثارا للبر...حتى أحبه قومه وأطلقوا عليه الصادق الأمين.."صلى الله عليه وسلم".
حينما نزل إليه جبريل في الغار وقرأ أول سورة العلق "إقرأ بسم ربك الذي خلق ..." يذهب إلى زوجته يقول لها: زملوني زملوني أو دثروني دثروني وبعد أن يهدأ يقول لها: لقد خشيت على نفسي.تقول له خديجة رضي الله عنها:كلا والله ما يخزيك الله أبدا، إنك تصل الرحم، وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق.
قال حينما حاول عمه أن يجعله يترك الإسلام : "والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن اترك هذا الدين ما أتركه".
لما اشتد عذاب قريش على أصحابه قال صلى الله عليه وسلم  "صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة"، وكان ياسر وامرأته سمية أول شهيدين في الإسلام.
وقال هذا الدعاء الجميل وقت أن اشتد أذي أهل الطائف "اللَّهُمَّ إِنِّي أشْكُو إِلَيْكَ ضَعْفَ قُوَّتِي ، وَقِلَّةَ حِيلَتِي ، وَهَوَاني عَلَى النَّاسِ ، أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ، أَنْتَ رَبُّ الْمُسْتَضْعَفِينَ ، أَنْتَ رَبِّي ، إِلَى مَنْ تَكِلُني إِلَى بَعِيدٍ يَتَجَهَّمُني أَوْ إِلَى عَدُوٍّ مَلَّكْتَهُ أَمْرِني  إِنْ لَمْ يَكُنْ بِكَ غَضَبٌ عَلَي فَلا أبالِي ، وَلَكِنْ عَافِيَتُكَ أَوْسَعُ لي ، أعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ بِهِ الظُّلُمَاتُ ، وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ أَنْ تُنْزِلَ بِي سَخَطَكَ ، أَوْ يَحِلَّ عَلِيَّ غَضَبُكَ ، لَكَ الْعُتْبَى حَتَّى تَرْضَى ، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِكَ".
أول ما بلغ يثرب بدأ حياة جديدة بالمؤاخاة بين المهاجرين من أهل مكة والأنصار من أهل يثرب، فأنشأ بينهم صلة قوية، ثم عقد نوعا من الحلف بينه وبين أصحابه من جهة وبين اليهود من جهة أخرى على أن يكون بينهم النصر على العدو والعون على الكوارث، واتخذ النبي مسجدا لأول مرة في الإسلام يدعو فيه ربه ويقيم فيه الصلاة ويجلس فيه للناس فيعلمهم ويؤدبهم .
 
 
يأتي النصر أولا في معركة بدر ثم شعور بالمرارة من غزوة أحد، ثم نصر الله في غزوة الأحزاب بعد أن كفى الله المؤمنين شر القتال، ثم صلح الحديبية الذي امتحن الله به قلوب المسلمين بعد أن منعوا من دخول مكة لأداء العمرة، ثم فتح مكة المبين "لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين" (اذهبوا فأنتم الطلقاء)، ثم جهادا جديدا في يوم "حنين"، وكان آخر حرب للنبي مع المشركين حين حاصر الطائف بجيشه، وانتهى بالصلح ودخولهم كافة في الإسلام.
لقد أتم النبي رسالته وأدى أمانته كأحسن ما تؤدي الأمانات، وصدق الله حين أنزل على نبيه في الآية الكريمة من سورة المائدة "...أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا".
"إن عبدا قد خيره الله بين زهرة الدنيا وما عنده، فاختار ما عند الله"..فلم يفهم من أصحابه إلا أبو بكر.فقال :بل نفديك بآبائنا وأمهاتنا.فعجبوا لما قاله أبو بكر ولم يعرفوا مغزى ما قال إلا حين اختار الله رسوله للرفيق الأعلى.
وتوفى صلى الله علية وسلم في نفس الشهر الذي وصل فيه إلى المدينة مهاجرا في ربيع الأول بعد عشر سنوات من المشقة لنشر الإسلام.


0 comments: