Sunday, November 28, 2010

قصة حبر فسفوري


شق تاكسي مبكرا سكون منطقة الدقي في سرعة ،عقارب الساعة كانت تشير إلى التاسعة،المنطقة بدت هادئة جدا، رغم أنها  تضج في العادة  بموظفي البنوك والشركات كأنه يوم أجازة طارئ، مر التاكسي بجوار مدرسة جمال عبد الناصر ، وكانت الشيئ الوحيد الذي بدا فيه حياة .... قوات الشرطة.... بعض الدعايات الانتخابية.... شباب جالس ينتظر بملل دخول أحد المواطنين ليدلي بصوته في انتخابات مجلس الشعب ، سائق التأكسي يقول: هو في إيه النهاردة الدنيا فاضية كده ليه.

 كان هذا ردي عليه ، أصل الناس تعودت على السلبية والمكوث في بيوتهم أثناء الانتخابات، ، سائق التاكسي يرد: آه مش كان في ناس قالت أنها حتقاطع الانتخابات دي ، كان ردي : آه الناس دي دلوقت بره مصر ، تكتفي بالكتابة والشجب واقنعت شبابا أن يقاطع ، سائق التاكسي : طيب مش المقاطعة أفضل لأن التزوير هو اللى حيحصل ، قلت له : ده لو كانت الناس أصلا بتشارك ، وبتحب بلدها كان ده يفرق، سائق التاكسي قال: بيني وبينك  العنف اللى بيحصل في كل انتخابات وحالات وفاة واستخدام الاسلحة والمطاوي خلت الناس دي خايفة تشارك ، رديت وقلت : فعلا ده بيحصل لكن المشكلة أن المصريين بالذات بيموتوا كل يوم في حوادث طرق ونتيجة  الاهمال في المستشفيات يبقى الأفضل أنه يموت في لجنة انتخابية أحسن له .

 فرد وقال : يعني انت حتشاركي معاك بطاقة انتخابية ، رديت وقلت :طبعا أنا عندي بطاقة من وأنا في جامعة وشاركت في انتخابات مجلس الشعب 2005 واستفتاء الرئيس حول بعض مواد الدستور وكان في حد بيخوفني أني أشارك ولكن لما بتنزل وتشوف وتحس بأهمية صوتك ده بيفرق كتير، فقال :وماذا كانت النتجية، قلت له : تزوير في دائرة الدقي والعجوزة لصالح مرشحة الحزب الوطني ، ومواد خايبة تم تعديلها في الدستور، قالي :طيب مش كنتي آخذتي أجازة أفضل وقعدتي في بيتك ، قلت له : لأ علشان لما ربنا يسألني، أقوله أني كنت إيجابية، ولما أدعوا على الفاسدين، ربنا يستجيب وعلشان لما يجي يوم يحدث فيه التغيير أحس بطعمه ورائحته

لما رجعت الجرنال وفي أصبعي حبر فسفوري، تابعت بمزيد من الشغف تحديث الناشطين سياسيا على موقع التويتر، لما يحدث من تجاوزات في انتخابات مجلس الشعب ، كما قمت بتسجيل شهادات بعض صحفي الشروق الذين توزعوا في كافة الدوائر الانتخابية عبر غرفة العمليات داخل الجريدة، واهتميت بخبر قيام الحكومة بحجب 8 مواقع لجماعة الاخوان المسلمين بما فيها مواقع الطلبة والجروبز على موقع الفيسبوك، وعجبني جدا محاولات البعض لمقاومة هذة الرقابة الحكومية.

 كلما مضيت وشاهدت الحبر الفسفوري يزين أصابع  شباب كثيرون، تخيلته أول طريق الحرية الذى  يمضى في اتجاه واحد ، ولا يرجع الى الخلف ،

Friday, November 26, 2010

واحنيناه






شهر مضى منذ آخر اتصال بيننا، مر علي كأنه دهر من الزمن ، أتذكر كلمات تبادلناها عن شجون وطن، عاش فينا غريبا وسيموت غريبا في قلوب عجزت عن تفسير معان انتشرت بين العباد، عن عقول فقدت اهتمامها بالحب والخير للأهل والسكن، عن أيادي قطعت في سبيل الدفاع عن الحق، وعن رجال شلت أرجلها، ومكثت في بيوت الظلم، ورضيت بالهوان، والتزمت الصمت الأخرس كشياطين سقر.



شهر مضى على حديث ساخر محبب إلى نفس ترفض العبث بمقادير البشر، ترفض الذل الأسير لعديد الحصى، مرددة ما قاله البارودي لشعبه:أصبر على مس الهوان وأنتم عديد الحصى إني إلى الله راجعُ.



شهر مضى على قلب نبضه ضعيف ، لن تجدِ معه أدوات الطب الحديثة في عودته كما كان نابضا بقوة ألف قلب من قلوب البشر، شهر مضى دون تغيير دون حسم كألف عام من مرثيات عصور مظلمة، احترقت مثل آلاف الوثائق غير الهامة في دنيا البشر.



شهر مضى على وعود ببداية قولة لا أمام وجه السجان وفي حلبة الإعدام، انتهت كسراب يحسبه الظمآن ماء في صحراء مقفرة لم تنعم منذ عشرات السنين بقطرة مطر، شهر مضى على بيان التغيير، وحلم تحول إلى كابوس لا ينقطع كان مفعوله كحجر ألقى في ماء ساكن فاهتز حينا وحينا سكن .

 شهر مضى على شعب تعود أن يعيش كالأنعام، يرضى بالقليل من فتات خبز وعنده خزائن قارون ، شهر مضى على شعب ترك قائد سفينته المحملة بالذهب والياقوت للعواصف والأمواج الهادرة ، فأخذ ينتقم من الريح والموج بسيوف دون كيشوت وسط ضحكات الزمان ومراقبة القدر.







Friday, November 5, 2010

فتافيت البندق

تعودت منذ فترة ليست بالقليلة أن تدق البندق حتى يصبح فتافيت ثم تضعه على كوب الزبادي ليلا قبل النوم لتقنع نفسها أن آخر طعم تذوقته كان طعم التغيير ، كانت تعلم أنها تذكر نفسها بكوب الزبادي الذى تذوقته أول مرة وهي خارج مصر حيث يباع  الزبادي وفوقه غلاف به مجموعة كبيرة من المكسرات وقد أعجبها جدا هذا الطعم فأدمنته الى الابد.

تتأثر بطريقة فيرمينا داثا بطلة رواية الحب في زمن الكوليرا عندما تواجه زوجها الطبيب بعد أن شمت رائحة الخيانة في ثيابه  تقول:دكتور.فيجيبها زوجها دون أن ينظر في وجهها بنعم.،فألحت:أنظر الى وجهي.، فعل ذلك ناظرا اليها دون أن يراها  كي لا يحترق بجمرة نظرتها وسألها: ما الامر.، فقالت أنت تعرفه خيرا مني. ولم تقل شيئا آخر، فعلت نفس الشئ مع أختها أمس بعد أن تأكدت انها تخفى أمرا عظيما عليها مع الفارق أن كل هذا تم في ظلام الغرفة ولكنها مع ذلك رأتها تحشرج صوتها وسمعت كذب عينيها وهي تجيب على سؤا ل ما الامر.، بلا شيئ

تستغرب بعض تصرفاتها في الانغماس في العمل حتى النخاع، تحاصرها طرقعات الكيبورد ومكالمات المصادر وشكاوى الباحثين واضطهاد المخترعين ونفاق وتلاعب المسئولين بالقانون وبلضجية من ينفذون القانون وعدم تقدير الرؤساء وابتعاد الاصدقاء ورفض اكتساب مزيد من الصدقات والتعامل بخشونة شديدة مع من يتقتربون منها بقلب مفتوح من الرجال كانت تؤمن أن هذا ليس وقته، الشى الوحيد الذى لم تستغربه أنها دوما تنام وعلى وجهها ابتسامه كبيرة لثقتها في كل ما يفعله الله، فهي تعلم أنه ينظر اليها يراقب تصرفاتها ويعرف رغبتها الحقيقة في الحياه

تفرح عندما تشاهد الاخرين سعداء، تتمنى أن تكتمل سعادتهم وأن تستمر الى الابد
تنتهز هذه الفرصة  لتهنئة ياسمين أباظة صاحبة مدونة أنا حرة،  ومحمد قباري    بالخطوبة الجميلة، وبولادة كتاب حبهما من وراء الزجاج، وتسعد برجوع محمد لكتر ، للتدوين بعد كلمات وداعه المؤثرة وتهنئ صديقتها العزيزة فاطمة الزهراء بمناقشة رسالة الماجستير العلاقة بين المدونات الالكترونية والمشاركة السياسية في مصر في الحادي عشر من نوفمبر الساعة الخامسة بمدرج واحد بكلية الاعلام جامعة القاهرة ألف مبروك  ، .